موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل ولما دعتني دواعي الاشتياق إلى ما أودع اللّه من الأسرار

 

ولما دعتني دواعي الاشتياق إلى ما أودع اللّه من الأسرار في هذه الطباق

قال : مرحبا بهذا الابن السعيد ، والطالب المستفيد .

يا أيها الابن ما الذي أوصلك إلينا ، وما السبب الذي أنزلك علينا ، فخدمت بساطه ، واستغنمت انبساطه ، أدام اللّه أيام الوالد المقدم المعظم ، وعدل قسطاسه وأبرم ، أمّ رأسه ، وحرّر أنفاسه ،

لما عرف العبد أنك صاحب العلمين والصورتين ، وحامل سرّ الإنيتين أراد أن يقف عليها منك مواجهة ، وأن يسمعها بحضرتك مشافهة .

فقال : همة شريفة ، وداعية سلطانية منيفة ، ثم دعا بترجمانه ، صاحب لسانه ،

وقال له : اصعد إلى منبر استوائنا ، واذكر بعض ما عندنا ، وعند حاجبنا من سرائر معلوم الكونين والصورتين .

فصعد الخطيب وتكلم ، وقال بعد أن بسمل وصلى ثم سلّم :

الحمد للّه الذي جمع لآدم عبده ، وخليفته ، ورسوله ، بين يدي ، وحباه بصورتيه ومنحه سورتيه ، وأودعه سريرتيه ، وحصل فيه قبضتيه ، وهداه نجوتيه ، وأنجب له سبيله وخاطبه بكلمتيه ، وأمره على ملائه ،

واستلخفه على كونيه ، واصطفاه برسالتيه ، واختصه بخلافتيه ، وكرّمه بمشاهدتيه ، وخصّه بجنتيه ، ووهبه معرفتيه ، وأنزله بين علميه ، وأشهده مركزه وقاب قوسيه ، وأسكنه في البرزخ متن كتابيه ، لإظهار صفتيه .

فقام عظيم الشأن سلطانا على الأعيان ، واستوزر له الزبرقان ، الذي هو نظير الرؤية في الإنسان ، فيعلو وينمو فيفضل ، ويدنو فيخل فيزيل . فوزيره مثله ، وعلى صورته .

وصورته له وجهان ، وطريقان ، وسيران ، وتجليان ، ومحقان ، وإدباران وإدبار ومحق في كل أوان ، عند العالمين بما في الصفة العلوية من الإحكام والترتيب والإتقان ، واعتدال الأوزان .

وله محق واحد ، وإدبار واحد عند العامة ، فله الضّدّان ، وسرعة التأثير في الأكوان ، وهو شبيه بالإنسان من جميع الوجوه ؛ القباح والحسان ، وله التقابلان .

وإليه ينظر الثقلان ، وفيه سرّان ، وبدايتان وغايتان ، ونقصانان وكمالان ، وسرّان وأمران ، وتأثيران ، وحكمان ، وله يدان ، ورجلان ، وعينان ، وأذنان ، وثديان ، وعلوان وسفلان ، ويمينان وشمالان ،

وفوقان وتحتان ، وخلفان وأمامان ، وحاجبان وقلبان ، ولسانان ، ومعرفتان ، وأثيران ، وعرشان ، وكرسيان ، وروحان ، وتبييضان وتحميران ، وتسويدان ، وتكليسان ، وحياتان وموتان ، واعتدالان وانحرافان ، وعقدتان .

وفيه من كل شيء اثنان ، فسبحان من فطره وفطر الخليفة آدم على هذا الإتقان ، مولى الامتنان ، والصلاة والسلام على الحقيقة المحمدية صاحب الإمامة المطلقة ، والخلافة المحققة ، ما اتصلت الأرواح بالأرواح ، والأبدان بالأبدان .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!