موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ولا يصفها إلّا من شاهدها كما قيل :

لا يعرف الشّوق إلّا من يكابده   ....   ولا الصّبابة إلّا من يعانيه

فأقمت متكئا إلى اليمين ، ونزّلت قلبي في مقام عليين ، إذ هو محلّ الحق ، ومقعد الصدق ، وقد غمره الماء ، وأحاط به الأنواء ، فلم تزل أمواجه تصفق ،

 

وأرياحه تزعج وتسبق إلى أن برقت لي منه بارقة كخرق الإبرة ، فرشح منها قدر رأس الشعرة ، رأيت فيها عبرة ، ولم ير إلّا شخصا ملكيا أنشأها نشأ فلكيا لاقترابه ، فعرفت أن ذلك الشخص جسمانية هذا الكتاب ، الذي أنزل الحق عليّ ، وأبرزه للعيان على يديّ ، وإنه قطرة من ذلك البحر المتموّج ،

ورشحة من ذلك الموج الأوهج ، فانظر وتأمل أيها المولى الأكمل ، هذه الأسرار التي لا تتخلص بالفكر ، إذ هي من حضرة ما لا خطر على قلب بشر ، ولا وعتها أذن واعية ، ولا أدركتها حقيقة بصر .

 

عجبت من بحر بلا ساحل   ....   وساحل ليس له بحر

وصبحة ليس لها ظلمة   ....   وليلة ليس لها فجر

وكرة ليس لها موضع   ....   يعرفها الجاهل والحير

وقبّة خضراء منصوبة   ....   جارية مركزها العمر

من خطب الحسناء في خدرها   ....   متيّما لم يغله المهر

أعطيتها المهر وأنكحتها   ....   في ليلة حتّى دنى الفجر

فالشّمس قد أدرج في ضوئها   ....   القمر السّاطع والزّهر

فقد رمزنا في الصفات أمرا يعجز عنه ، ولا يصل إليه أحد إلّا ما قدّر منه ، فإن الموج والغبار بالامتزاج يزيد النار .

لغزت أمورا إن تحقّقت يسرّها   ....   فذلك علم ربّك النّافع

غطس الغاطس ليخرج ياقوتها الأحمر في صدفة الأزهر ، فيخرج من بعد ذلك البحر صفر اليدين ، مكسور الجناحين ، مكفوف العين ، أخرس لا ينطق ، مبهوت لا يعقل ، فسئل بعد ما رجع إليه النّفس ، وخرج من سدفة الغلس .

 

فقيل له : ما رأيت ، وما هذا الذي أصابك ؟

فقال : هيهات لما تطلبون ، وبعدا لما ترومون ، واللّه لا ناله أحد ، ولا تضمن معرفته روح ولا جسد ، وهو العزيز الذي لا يدرك ، والموجود الذي لا يهلك ولا يملك ،

وإذا حارت العقول وطاشت الألباب في تلقي صفاته هذا مقام الأنبياء ، ومنزل الأمناء ، وحضرة البلغاء وكل واحد من الواصلين إليه على قدر علمه ، وقوة عزمه .

فما كان شملهم المقام وعمّ ، فمنهم التامّ الأتم ، فإنه من يقف على هذا العلم ، ولا مقام لهذا الحكم ، يروم ما لا يحصل له وذلك لما ذهل عنه وجهله وكفاك أن تعلم وهذا غاية العجز .

قل للباحث على ما لا يصل إليه ، والطالب فوق ما يبتغيه : هل يعرف من الحق غير ما أوجده فيه ؟



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!