موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


ثم قال للعارف :

أخرنا على المريد بالتعلّق ، وعلى اللّه الإيجاد والتخلق ، ولو فتحنا عليك بابا لوسعها ، والتجأ بعضها إلى بعض لرأيت أمرا يهولك شطره ، ويطيب لك خيره وخبره ولكن فيما ذكرناه تنبيها على ما سكتنا عنه وتركناه ،

وصيّره الحق سبحانه وتعالى ، فزانه صبره ، وهو موضوع نفوذ أمره إلّا منه وهو حجاب تجليه ، وترقي تدلّيه ، ثم نظر طالبا أين موضع قدميه ؟

وأين موضع نعليه ؟

 

فانبعث من تلك الطريقة أشعة في الخلاة ، استدارت أنوارها كاستدارة المرآة اللطيفة الكيف ، الفارغة الجوف ، معلومة المنازل ، عند السالك والداخل ،

فجعل ذلك الكور ، وأنشأ ذلك الدّور ، كرسيا لقدميه ، وحضرة لنفوذ ما يصدر من الأمر بين يديه ، فيخرج الأمر منه متحد العين ، حتى وصل الكرسي انقسم قسمين ، إذ كان المخاطب من ذلك الموضع إلى أسفل موجودين اثنين ،

وإن كان واحدا فمن جهة أخرى ، وعلى ذلك الواحد تتابع الرسل تترى ، فإن المخاطب لجميع الأشياء إنما هو الإنسان ليس ملك ولا جان ، فإن الملك والجان جزء منه ، وأنموذج خرج عنه ، فله بعض الخطاب ، والإنسان كل الكتاب المنبّه عليه بقوله :ما فَرَّطْنا فِي الْكِتابِ مِنْ شَيْءٍ[ الأنعام : 38 ] .

ثم بقوله :ثُمَّ إِلى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ[ الأنعام : 38 ] .

كما نبّه على الحقيقة المحمدية التي هي أصل الإنشاء ، وأوّل الابتداء فقال :وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ[ الرعد : 39 ] .

فنحن الكتاب الأجلى ، وهو الإمام الأعلى . فالإنسان الكتاب الجامع ، والليل المظلم ، والنهار المشرق الساطع .

فمن علوّ مرتبه وسموّ منزلته ، وإنه واحد بالنظر إلى قواعده ، وخمسة بالنظر إلى مملكته ، وستة بالنظر إلى جهاته ، وسبعة بالنظر إلى صفاته ،

وثمانية بالنظر إلى سجيّته ، وتسعة بالنظر إلى مراتبه ، وعشرة بالنظر إلى إحاطته ، وإحدى عشر بالنظر إلى ولايته ، وهو روح القدس .

ثم قال : وتركنا تعين ما ذكرته موقوفا على نفسك حتى تطّلع على ذلك ببصرك عند شروق شمسك ، وقد نبّهنا عليها في هذا الكتاب بالتضمين .

ففد فؤادك وقوّ اجتهادك . عسى أن يفتح لك بابا من عنده عند مواظبتك على الوفاء والتصديق بوعيده ووعده .



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!