موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

كتاب شق الجيب بعلم الغيب

يسمى أيضاً: در الدرر فى معرفة العالم الأكبر

ينسب للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

يحوي هذا الكتاب الكثير من أقوال الشيخ الأكبر وأشعاره، ولكن لا يمكن تأكيد صحة نسبة هذا الكتاب بكامله إلى الشيخ محي الدين ابن العربي. أغلب الظنّ أنه لكاتب لاحق وقد نقل من كتب الشيخ الأكبر.

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


فصل قال السالك فبينما أنا نائم وسر وجودي متهجد قائم

قال السالك :

فبينما أنا نائم ، وسر وجودي متهجد قائم ، جاءني رسول التوفيق ، يهديني سواء الطريق ، ومعه براق الإخلاص عليه لبد الفوز ولجام الخلاص ، فكشف عن سقف محلى ثم زج بي من صفاة الصفا في الهوا فسقط عن منكبي رداء الهوى ، وأوتيت

 

بالخمر واللبن .

فشربت اللبن ميراث تمام تمكين ، وتركت الخمر حذار أن أكشف السر بالسكر فيضل من يقفو أثري . ولو أوتيت بالماء بدلها لشربت الماء .

فإن خلاصة التمكين في قوله تعالى :وَما أَرْسَلْناكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ ( 107 ) [ الأنبياء : 107 ] .

وأمّا لو كان الشراب عسلا ، ما اتخذ أحد الشريعة قبلا ، لسرّ خفي في النحل ، فيه هلاك القلوب بالمحل .

قال السالك :

فارتفعت الهمة لطلبه ، وبادرت لاختراق حجب هوَالطَّيِّباتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّباتِ [ النور : 26 ] ، إليكموها ساعدكم السعد صفقة رابحة ، وحالة مباركة صالحة .

فرؤياه جلّا ، وفقده عمّا ، ثم قام عجلا ،

وأنشد مرتجلا :

غرست لكم غصن الأمانة يانعا   ....   وإنّي لجّاني بعده ثمر الغرس

تولّعت بالتّبليغ لمّا تبيّنت   ....   أمور تعرقيتي عن الإنس والأنس

ورحت وقد أبدت بروقي وميضها   ....   وجزت بحار الغيب في مركب الحسّ

ونمت وما نامت جفوني غديّة   ....   وتهت بلا تيه على الجنّ والإنس

فيا نفس هذا الحقّ لاح وجوده   ....   فإيّاك والإنكار يا نفس يا نفس

يالعزم العزم ، وأسأل اللّه العون ، ما دمت مدبر الكون ، فطال واللّه ما أنهكتني المشقة ، وقطع بي بعد الشقة ، وهذه وصيتي .

فاعلم دللتك بها على الطريق الأرفق فالزم ، والسر الذي في زمزم هو لما شرب له فالزم .

قال السالك :

كان ما كان فهو مصروف إليكم ، وإنما هي أعمالكم ترد عليكم ، إن خيرا فخيرا ، وإن شرا فشرا .فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ( 7 ) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ( 8 )[ الزلزلة : 7 ، 8 ] .

ثم قال : هيهات أين الكرم من الإيثار ؟

الكرم سيادة ، والإيثار عبادة . الكرم مع الرئاسة ، والإيثار مع الخصاصة .

ثم قال : يا بني اقصد باب مولاك إلى ما إليه ناداك محبك ومولاك .

قال : يا سيدي هل تعرف لهذا الباب مفتاحا .

قال : أي والعليم الفتاح .

رأيت البيت مقفولا   ....   لسر السر قد ملكا

سألت اللّه يفتحه * فقال : بمن ؟ فقلت بك

قالت : ناولنيه .

قال : من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه.

قلت له : قد عرفت حقيقة مكانه ، فزدني في نعته وبيانه .

قال : له أربعة أسنان ، أتقنها الحكيم الرحمن .

فيها أربع حركات تحوي جميع البركات .

فإذا فعلت ما ذكرته لك وأحكمته فزت بالمفتاح وملكته . فالق أيها الطالب بالك ، أصلح اللّه حالك .

حافظ على العلوم اللدنية والأسرار الإلهية ، وإياك وإفشاء سر الربوبية . أجل القلوب ، وجاهد النفوس ، اجمع بين الظاهر والباطن ، يتضح لك الراحل والقاطن وتأمل السرّين في مجمع البحرين ، ولأي فائدة اتخذ البحر مسلكا على سائر المسالك .فصل في إشاراتهم

ولمّا سئلت عن غاية لا تدرك ، وصفة لا يحاط بها علما ولا تملك ، تعيّن عليّ أن ألوّح لك منها على مقدار فهمك ، وأوقفك من شأنه على ما قدّر أن يكون لك منها ، وقف للناس موضع القدمين ، وخذ من العلم حرف العين ، اخرق السفينة تلج المدينة ، اجعل في السفينة مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ [ هود : 40 ] ولا تعرّج على من قال "سَآوِي إِلى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْماءِ"[ هود : 43 ] .

هما سفينتان لهما في الوجود معنيان ،

الواحدة : سلامتها من الفتق .

والأخرى : نجاتها من الرتق .

لا تدفع الخاتم إلى أحد ، ولا تأمن عليه أمّا ولا ولد ، انشر البساط ، واترك الناس في هياط ومياط ، اطو البساط ، واعدل إلى الانقباض ، من الانبساط ، لا تهز الجزع في كل وقت فإنه مقت ، لا يغلب على مقلك النوم فتنفش غنمك في حرث القوم ، لا تكن جبّارا فيخدعك الطريق ، حتى يصيّرك ضجيج الغريق فاجهد في سلوكك هذه المقامات .

 

واعلم :

أن من أراد المقامات سلّم الأمور إليه ؛ فسلّم الأمور إليه ، وتوكل في سلوكك عليه . فطلبت منه الحقيقة فقيل لي : حتى تفنى عن الطريقة .

إشارة : إيّاك أعني فاسمعي يا جارة .

إشارة : إذا حضر الحبيب والرقيب فخاطب الرقيب بلسان الحبيب ليسمعك الحبيب وتفهم لسانه فتأمن غوائل الرقباء .

إشارة : الحكم مودعة في الهياكل .

إشارة : الحكمة اليمانية لطيفة . من يضع شكلا فليضعه مستديرا ، فإنه لا بدّ من الرياح تزعجه فيتدحرج ولا ينكسر . فالشكل الكروي أبقى .

إشارة : إنما عملك مردود عليك ، فاجن ما غرست .

إشارة : انظرني في الشمس ، واطلبني في القمر ، واهجرني [ في ] النجوم .

ثم قال : لتكن طير عيسى اطلبني في العيس .

ثم قال لي : إذا رأيت البقر ، والخيل ، والحمير ، فاركب البغال ، واستند إلى الجدار .

ثم قال لي : إذا كنت النمط الأوسط فسافر ، ثم إذا ركبت البغل فلا تنظر من أي طرق أنت فتهلك .

لطيفة : إذا دعيت الأسرار بلسان الأمر . . .

إذا دعيت الأسرار بلسان الأمر ، أدبرت للعزة التي عليها وإذا دعيت بلسان اللطف أقبلت فقيرة .

إشارة : فإن فلك الزمهرير أكبر من فلك البحر المستدير .

ثم قال : شغلتنا ملاحظة الأغيار عن مباشرة هذه الأسرار .

تنبيه : قال : إنّا نظمنا لك الدرر والجواهر في السلك الواحد . . .

قال : إنّا نظمنا لك الدرر والجواهر في السلك الواحد ، وأبرزنا القول في حضرة الفرق المتباعد ، فلهذا ترى الواقف عليه ، يكاد لا يعثر على سر النسبة التي أودعتها لديه ، إنما هي رموز وأسرار ، لا تلحقها الخواطر والأفكار ، إن هي إلّا مواهب من الجبار ، جلّت أن تنال إلّا ذوقا ، ولا تصل إلّا لمن هام بها عشقا وشوقا .

 

ثم قال : لم ضرب له الميقات ؟ قال : ليعلم أنه تحت رق الأوقات .

قال : لم جاء العدد بالليل ولم يجئ بالنهار ؟

قلت : لاحتجابك تحت الأبصار .

قال : لم طلب رؤية الأحباء مع ثبوت الإيمان ؟

قلت : ليجمع بين العلم والعيان .

وفي مثل هذا قيل :

ألا فاسقني خمرا ، وقل لي هي الخمر   ....   ولا تسقني سرّا إذا أمكن الجهر

وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى   ....   فلا خير في اللّذّات من دونها ستر

قال : لم دللناه على أربعة من الطير ؟

قلت : إشارة إلى العناصر لا غير .

قال : فلم كان الوحي في المنام ؟

قلت : لئلا يكون للحسّ بساحته إلمام .

إشارة : لا تأخذ من اللبن سوى زبدة المحض ، وعليك بروح الأشياء .

ولا تأخذ من العسل سوى ما ادخره النحل لنفسه .

ولا تشرب من خمر العلوم إلّا السلافة التي لم تعصرها الأرجل .

ولا تشرب من المياه إلّا المعصر ، فإن ماء التقطير فيه مزيد علم .

تنبيه : إذا ضرب القفل على الصندوق امتنع المال من المصارفة . . .

إذا ضرب القفل على الصندوق امتنع المال من المصارفة ، وحياته فيها لأنه خلق بها . وهو مجبول على الحركة ، وتداول الأيدي .

والدليل على ذلك : الق سمعك إلى التابوت المقفل تسمع المال يتحرك في جوانب التابوت ، فإذا استطعت أن تفتح القفل فلا تكسره فإنك محتاج إلى ادّخاره وقتا ما .

القفل لسانك فافهم !

 



  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!