The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة مريم (19)

 

 


الآيات: 16-17 من سورة مريم

وَاذْكُرْ فِي الْكِتابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِها مَكاناً شَرْقِيًّا (16) فَاتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجاباً فَأَرْسَلْنا إِلَيْها رُوحَنا فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّ (17)

جبريل عليه السلام هو الذي تمثل لمريم بشرا سويا عند إيجاد عيسى عليه السلام في حضرة الخيال المحسوس يقظة ، فانتقل حكم البشر إلى الروح لما ظهر بصورة البشر ، فأعطى الولد الذي هو عيسى ، وليس ذلك من شأن الأرواح ، ولكن انتقل حكم الصورة إليها بقبوله للصورة . واعلم أن الأرواح لها اللطافة ، فإذا تجسدت وظهرت بصورة الأجسام كثفت في عين الناظر إليها ، والأجسام لها الكثافة شفافها وغير شفافها ، فإذا تحولت في الصور في عين الرائي أو احتجبت مع الحضور فقد تروحنت ، أي صار لهم حكم الأرواح في الاستتار ،

وأما سبب كثافة الأرواح وهي من عالم اللطف فلكونهم خلقوا من الطبيعة ، وإن كانت أجسامهم نورية فمن نور الطبيعة كنور السراج ، فلهذا قبلوا الكثافة ، فظهروا بصور الأجسام الكثيفة ، كما أثر فيهم الخصام حكم الطبيعة لما فيها من التقابل والتضاد ، فمن هذه الحقيقة التي أورثتهم الخصومة تجسدوا في صور الأجسام الكثيفة ،

وأما الكثيف يرجع لطيفا فسببه التحليل ، فإن الكثائف من عالم الاستحالة ، وكل ما يقبل الاستحالة يقبل الصور المختلفة والمتضادة ، والأرواح لا تتشكل إلا فيما تعلمه من الصور ، ولا تعلم شيئا منها إلا بالشهود ،

فكانت الأرواح تتصور في كل صورة في العالم إلا في صورة الإنسان قبل خلق الإنسان ،

فإن الأرواح وإن كان لها التصور فما لها القوة المصورة كما للإنسان ،

فإن القوة المصورة تابعة للفكرة التي هي صفة للقوة المفكرة ،

فالتصور للأرواح من صفات ذات الأرواح النفسية لا المعنوية ، لا لقوة مصورة تكون لها ،

إلا أنها وإن كان لها التصور ذاتيا فلا تتصور إلا فيما أدركته من صور العالم الطبيعي ، وقوله تعالى «فَتَمَثَّلَ لَها بَشَراً سَوِيًّ» تنبيها على المباشرة ،

فإنه لا يوجد أحد من بني آدم إلا عن مباشرة ، فكان الروح واسطة


بينه تعالى وبين مريم في إيجاد عيسى

[ دقيقة : لم غلب على أمة عيسى القول بالصورة ]

-دقيقة -لما كان وجود عيسى عليه السلام عن تمثل روح في صورة بشر ولم يكن عن ذكر بشري ، لهذا غلب على أمة عيسى ابن مريم دون سائر الأمم القول بالصورة ، فيصورون في كنائسهم مثلا ويتعبدون في أنفسهم بالتوجه إليها ، فإن أصل نبيهم عليه السلام كان عن تمثل ، فسرت تلك الحقيقة في أمته إلى الآن.

[سورة مريم (19) : آية 18]

قالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّ (18)

لما تمثل جبريل لمريم عليها السلام بشرا سويا ، تخيلت أنه يريد مواقعتها ، فاستعاذت منه ، استعاذت بجمعية منها ليخلصها اللّه منه لما تعلم أن ذلك مما لا يجوز .


المراجع:

(17) الفتوحات ج 1 / 223">223 - ج 2 / 470 ، 472 - ج 3 / 390 - ج 2 / 70 - ج 1 / 223">223

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!