The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة مريم (19)

 

 


الآيات: 34-36 من سورة مريم

ذلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ (34) ما كانَ لِلَّهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحانَهُ إِذا قَضى أَمْراً فَإِنَّما يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (35) وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ هذا صِراطٌ مُسْتَقِيمٌ (36)


[سورة مريم (19) : الآيات 37 إلى 39]

فَاخْتَلَفَ الْأَحْزابُ مِنْ بَيْنِهِمْ فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ مَشْهَدِ يَوْمٍ عَظِيمٍ (37) أَسْمِعْ بِهِمْ وَأَبْصِرْ يَوْمَ يَأْتُونَنا لكِنِ الظَّالِمُونَ الْيَوْمَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ (38) وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (39)

إن اللّه يظهر الموت وإن كان نسبة يوم القيامة في صورة كبش أملح ، وينادي يا أهل الجنة فيشرئبون ، وينادي يا أهل النار فيشرئبون ، وليس في النار في ذلك الوقت إلا أهلها الذين هم أهلها ، فيقال للفريقين أتعرفون هذا ؟

- وهو بين الجنة والنار - فيقولون: هو الموت ، ويأتي يحيى عليه السلام وبيده الشفرة فيضجعه ويذبحه ، وينادي مناد : يا أهل الجنة خلود فلا موت ، ويا أهل النار خلود فلا موت ، وذلك هو يوم الحسرة ، فأما أهل الجنة إذا رأوا الموت سروا برؤيته سرورا عظيما ، ويقولون له بارك اللّه لنا فيك ، لقد خلصتنا من نكد الدنيا وكنت خير وارد علينا ، وخير تحفة أهداها الحق إلينا ،

فإن النبي صلّى اللّه عليه وسلم يقول:

[ الموت تحفة المؤمن ] وأما أهل النار إذا أبصروه يفرقون منه ويقولون له : لقد كنت شر وارد علينا ، حلت بيننا وبين ما كنا فيه من الخير والدعة ، ثم يقولون له : عسى تميتنا فنستريح مما نحن فيه ، فذبح الموت أعظم حسرة ، وذبحه لتنقطع الكرّة ،

[ يوم الحسرة ]

وإنما سمي يوم الحسرة ، لأنه حسر للجميع أي ظهر عن صفة الخلود الدائم للطائفتين ، ثم تغلق أبواب النار غلقا لا فتح بعده ، وتنطبق النار على أهلها ويدخل بعضها في بعض ليعظم انضغاط أهلها فيها ، ويرجع أسفلها أعلاها وأعلاها أسفلها ،

وترى الشياطين والناس فيها كقطع اللحم في القدر إذا كان تحتها النار العظيمة ، تغلي كغلي الحميم ، فتدور بمن فيها علوا وسفلا ، كلما خبت زدناهم سعيرا بتبديل الجلود ،

وقد يكون يوم الحسرة يوم القيامة يوم يقول الشقي : يا حسرتا على ما فرطت ، فهو يوم الحسرة أي يوم الكشف لإظهاره ما كان يخفى ويبطن ، لأنه من حسرت الثوب عني فظهر ما تحته أي أزلته ، أو من حسرت عن الشيء إذا كشفت عنه ،

فكأنه يقول : يا ليتني حسرت عن هذا الأمر في الدنيا فأكون على بصيرة من أمري ، فإن أحدا لا يؤاخذه على ما جناه سوى ما جناه ، فهو الذي آخذ نفسه فلا يلومن إلا نفسه ،

ومن أحوال ذلك اليوم أن المؤمن الذي لا علم له وهو من أهل الجنة ، يرى منازل العلماء


باللّه فيتحسر ويندم ، فيعمد اللّه إلى من هو من أهل النار من العلماء فيخلع عنه ثوب علمه ويكسوه هذا المؤمن ليرقى به في منزلة ذلك العلم من الجنة ، لأنه لكل علم منزلة في الجنان لا ينزل فيها إلا من قام به ذلك العلم ، لأن العلم يطلب منزلته من الجنان ، والعالم الذي كان له هذا العلم هو من أهل النار الذين هم أهلها ،

والعلم لا يقوم بنفسه فينزل بنفسه في تلك المنزلة ، فلا بد له من محل يقوم به ، فيخلعه اللّه على هذا المؤمن السعيد الذي لا علم له فيرقى به العلم إلى منزلته ، فما أعظمها من حسرة ،

فإن اللّه لا يبقي في الدنيا عند الموت عند أهل النار الذين هم أهلها سوى العلم الذي يليق أن يكون عليه أهل النار ،

وما عدا ذلك من العلوم التي لا تصلح أن تكون إلا لأهل الجنة ،

يدخل اللّه بها على العالم به في الدنيا أو عند الاحتضار شبهة يخطرها له تزيله عن العلم أو تحيره ، ثم يموت على ذلك ،

وكان ذلك في نفس الأمر علما ، فهذا الصنف من العلم هو الذي يخلع على أهل الجنان إذا لم يتقدم لهم علم به في الدنيا ، ويطمع فيه من قد كان علمه من أهل النار فيقام عليه الحجة بأنه مات على شبهة .


المراجع:


 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!