The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة طه (20)

 

 


الآية: 69 من سورة طه

وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ ما صَنَعُوا إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى (69)

[ أَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ ]

فلما ألقى موسى عصاه فكانت حية ، تلقفت تلك الحية جميع ما كان في الوادي من الحبال والعصي ، أي تلقفت صور الحيات منها المتخيلة في عيون الحاضرين ، فأبصرت السحرة والناس حبال السحرة وعصيهم التي ألقوها حبالا وعصيا كما هي ، وأخذ اللّه بأبصارهم عن ذلك ، فهذا كان تلقفها ، لا أنها انعدمت الحبال والعصي ، إذ لو انعدمت لدخل عليهم التلبيس في عصا موسى ، وكانت الشبهة تدخل عليهم ،

فإن اللّه يقول «تَلْقَفْ ما صَنَعُوا» وما صنعوا الحبال ولا العصي ، وإنما صنعوا في أعين الناس صور الحيات ، وهي التي تلقفت عصا موسى ،

وما قال تعالى : تلقف حبالهم وعصيهم «إِنَّما صَنَعُوا كَيْدُ ساحِرٍ»

أي فعلوا ما يقارب الحق ، فإن الكيد من كاد ، وكاد من أفعال المقاربة ،

أي فعلوا ما يقارب الحق في الصورة الظاهرة للبصر «وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتى»

فكانت الآية عند السحرة خوف موسى وأخذ صور الحيات من الحبال والعصي ،

فكان ظهور حجته على حجتهم أن بقيت حبالهم وعصيهم في صور حبال وعصي ،

فلما رأى الناس الحبال حبالا ، علموا أنه


مكيدة طبيعية يعضدها قوة كيدية روحانية ، وأما العامة فنسبوا ما جاء به موسى إلى أنه من قبيل ما جاءت به السحرة ، إلا أنه أقوى منهم وأعلم بالسحر بالتلقف الذي ظهر من حية عصا موسى ، فقالوا : هذا سحر عظيم ، ولم تكن آية موسى عند السحرة إلا خوفه وأخذ صور الحيات من الحبال والعصي خاصة ، فمثل هذا خارج عن قوة النفس ، فتخيل السحرة أن موسى خاف من الحيات ، وكان موسى في نفس الأمر غير خائف من الحيات لما تقدم له في ذلك من اللّه في الفعل الأول حين قال له (خُذْها وَلا تَخَفْ) .

فنهاه عن الخوف منها ، وأعلمه أن ذلك آية له ، فكان خوفه الثاني على الناس لئلا يلتبس عليهم الدليل والشبهة ، والسحرة تظن أنه خاف من الحيات ، فلبّس اللّه عليهم خوفه كما لبّسوا على الناس ، لأن السحرة لو علمت أن خوف موسى من الغلبة بالحجة لما سارعت إلى الإيمان ، ثم أنه كان لحية موسى التلقف ولم يكن لحياتهم تلقف ولا أثر ، لأنها حبال وعصي في نفس الأمر ، فلما علمت السحرة قدر ما جاء به موسى من قوة الحجة ، وأنه خارج عما جاءوا به ، وتحققت شفوف ما جاء به على ما جاءوا به ، ورأوا عصاه حية حقيقة ، علموا عند ذلك أنه أمر غيب من اللّه الذي يدعوهم إلى الإيمان به ، وما عنده من علم السحر خبر ، لما علمت من خوف موسى أنه لو كان ذلك منه وكان ساحرا ما خاف ، لأنه يعلم ما يجري ، فآية موسى عند السحرة خوفه ، وآيته عند الناس تلقف عصاه ، وعلم السحرة أن أعظم الآيات في هذا الموطن تلقف هذه الصور من أعين الناظرين ، وإبقاء صورة حية عصا موسى في أعينهم ، والحال عندهم واحدة ، فعلموا صدق موسى فيما يدعوهم إليه ، وأن هذا الذي أتى به خارج عن الصور والحيل المعلومة عند السحرة ، فهو أمر إلهي ليس لموسى عليه السلام فيه تعمل ، فصدّقوا برسالته على بصيرة وآمنت السحرة

- إشارة لا تفسير - «وَأَلْقِ ما فِي يَمِينِكَ» من ألقى إرادة نفسه في بحر إرادة مولاه وميدانها ، تولاها بلطف حكمته ، وأجرى عليه سابق عنايته ، فأحياها حياة السعادة والتمليك ، فامتحق كل زور وباطل ، وخنس من دلاه بغرور ، وردّت إليه بعد ما ألقاها ، وحصل لها الشرف الكامل على أبناء جنسها ، فتلك النفس المطمئنة الراضية المرضية ، الداخلة في عباد الاختصاص ، وفي الفراديس العلية جوار الرحمن .


المراجع:

(69) الفتوحات ج 1 / 235 ، 158 ، 235 - ج 2 / 567 - ج 1 / 158 ، 235 - كتاب مواقع النجوم

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!