The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة البقرة (2)

 

 


الآيات: 176-177 من سورة البقرة

ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ لَفِي شِقاقٍ بَعِيدٍ (176) لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبى وَالْيَتامى وَالْمَساكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقابِ وَأَقامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (177)

«وَآتَى الْمالَ عَلى حُبِّهِ» سمي المال مالا لأنه يميل بصاحبه ولا بد ، إما إلى خير وإما إلى شر لا يتركه في حال الاعتدال . . . «وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذا عاهَدُوا» عهدا مشروعا ، فهم قوم تولاهم اللّه بالوفاء ، لا يغدرون إذا عاهدوا ، والوفاء من شيم خاصة اللّه ، فمن أتى في

_____________________________________

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
شرفا لذلك نفاه عنهم ، وقوله : (اخْسَؤُا فِيها) على هذا يكون كلام الملك عن اللّه قال تعالى : (فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلامَ اللَّهِ) ،وقوله : «وَلا يُزَكِّيهِمْ» أي لا يطهرهم ولا ينمي خيرهم «وَلَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ» *موجع ، وقوله : (176) «أُولئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدى» فأما في حق الكفار فقد بيناه في أول السورة ، وأما ما يختص بالحاكم من هذا ، فهو أن الحق الذي كتمه ولم يحكم به هو الذي اشترى بكتمانه إياه الثمن القليل ، أو الضلالة التي حكم بها ، ولو أراد الشراء بالذي حكم به لم يقل بالهدى ، لأنه ليس عنده هدى ، وإنما هو ضلالة ، وما ذكر أنه اشترى بالضلالة «وَالْعَذابَ بِالْمَغْفِرَةِ» لما كان الهدى مكتوما في هذه القضية جعل المغفرة التي هي الستر ، [ للهدى ] وجعل العذاب للضلالة ، وقوله : «فَما أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ» تعجبا يدل على أنهم عارفون بالحق ، وأنهم مؤاخذون من عند اللّه ، فقام لهم هذا العلم مقام من هو في النار ، وقوله :

(177) «ذلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ نَزَّلَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ» يقول : وما عملوا ، ومن ذلك أنه تعبده بما يغلب على ظنه أنه الحق فلم يحكم به ، «وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُوا فِي الْكِتابِ» ليسوا المؤمنين ولا علماء أهل الكتاب فإنهم عالمون به ، وإنما هذا في الطائفة التي قالت في الكتاب إنه شعر وسحر وغير

أموره التي كلفه اللّه أن يأتي بها على التمام وكثر ذلك في حالاته كلها فهو وفيّ وقد وفّى ، قال تعالى : (وَإِبْراهِيمَ الَّذِي وَفَّى) يقال وفي الشيء وفيا على فعول بضم فاء الفعل إذا تم وكثر «وَأُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ» من كان حاله التقوى والاتقاء كيف يفرح ويلتذ ، من يتقي ، فإن تقواه وحذره وخوفه أن لا يوفي مقام التكليف حقه ، وعلمه بأنه مسؤول عنه لا يتركه يفرح ولا يسر ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم : [ أنا أتقاكم للّه وأنا أعلمكم بما أتقي ] .

إشارة - «أُولِي الْقُرْبى» أقرب أهل الشخص إليه نفسه فهي أولى بما يتصدق به من غيرها ، ولكل متصدّق عليه صدقة تليق به من المخلوقين ، ثم جوارحه ، ثم الأقرب إليه بعد ذلك ، وهو الأهل ثم الولد ثم الخادم ثم الرحم ثم الجار ، كما يتصدق على تلميذه وطالب الفائدة منه ، وإذا تحقق العارف بربه حتى كان كله نورا ، وكان الحق سمعه وبصره وجميع قواه ، كان حقا كله ، فمن كان من أهل اللّه فهم أهل هذا العارف الذي ذكرناه ، فإنه حق كله ، فإذا تصدق على أهل اللّه فهو المتصدق على أهله ، إذا كان المتصدق بهذه المثابة ، ومن تصدق على نفسه بما فيه حياتها كانت له صدقة وصلة باللّه ، الذي الرحمن من نعوته ، قال صلّى اللّه عليه وسلم:

الرحم شجنة من الرحمن من وصلها وصله اللّه - والمال في الاعتبار العلم وزكاة العلم تعليمه .

____________________________________

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:
ذلك ، وقوله : «لَفِي شِقاقٍ» يوم القيامة في عذاب يشق عليهم حمله «بَعِيدٍ» زواله عنهم ، وقد يكون عبارة عن منازعتهم فيه ومشاققتهم بعضهم مع بعض ، ويكون قوله : «بَعِيدٍ» يعني عن إصابتهم الحق في ذلك (178) «لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ» الآية ، يخاطب اليهود والنصارى لما كثرت قالتهم في تحويل القبلة ، وكل طائفة منهم تحب أن تستقبل قبلتها ، فأنزل تعالى «لَيْسَ الْبِرَّ» ما أنتم عليه من تولية وجوهكم في صلاتكم «قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلكِنَّ الْبِرَّ» أي الإحسان المقرب إلى اللّه «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ» أي بر من آمن باللّه ، والوجه عندي في ذلك لما كانت الآية تقتضي المدح والثناء بقيام هذه الأوصاف التي عددها ذكر من قامت به تهمما به ، إذ كانت الصفة إذا تحقق بها الموصوف هي والموصوف كالشئ الواحد ، فأقام من الذي هو الموصوف مقام الإيمان الذي هو الصفة ، وهو مبالغة في الثناء ، فالمعنى : ولكن البر الإيمان باللّه أي وجود اللّه وتوحيده ، وفي هذا رد على المعطل والمشرك «وَالْيَوْمِ الْآخِرِ» خلافا لمنكري البعث الجسماني «وَالْمَلائِكَةِ» خلافا لمن يجعلها قوى «وَالْكِتابِ» يريد الكتب المنزلة من عند اللّه ، والألف واللام للجنس ، خلافا لمنكريها أنها من عند اللّه من أهل النظر «وَالنَّبِيِّينَ» خلافا للبراهمة


المراجع:

(177) الفتوحات ج 2 / 177 - ج 1 / 553 - ج 2 / 37 - ج 3 / 50 ، 51

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!