The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة المؤمنون (23)

 

 


الآية: 14 من سورة المؤمنون

ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ (14)

" ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً» وهو طور آخر «فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً» وهذا طور آخر «فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظاماً، وهذا طور آخر «فَكَسَوْنَا الْعِظامَ لَحْماً» هذا طور آخر ، وهذا كله إنما ذكره ليعدد نعمه التي اختصك بها وحباك ، وهذه كلها أشياء علّق وجود بعضه


على بعض ، وقد تم البدن على التفصيل ، وهو الخلق الترابي الآدمي ، فهو مسبب عن أشياء هي أمهات الجسد الآدمي وهي كثيرة ، انتقل في أطوار العالم من شكل إلى شكل حتى صار على هذه الصفة ، فالجسد الآدمي أصله شيء والصورة عرض فيه ، ثم أجمل خلق النفس الناطقة الذي هو بها إنسان في هذه الآية

فقال «ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ» وهو طور آخر ، عرّفك بذلك أن المزاج لا أثر له في لطيفتك وإن لم يكن نصا لكن هو ظاهر ،

وأبين منه قوله (فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)

فالظاهر أنه لو اقتضى المزاج روحا خاصا معينا ما قال (فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ)

وأي حرف نكرة مثل حرف (ما) ،

فإنه حرف يقع على كل شيء ، فأبان لك أن المزاج لا يطلب صورة بعينها ، ولكن بعد حصولها تحتاج إلى هذا المزاج وترجع به ، فإنه بما فيه من القوى التي لا تدبره إلا بها ، فإنه بقواه لها كالآلات لصانع النجارة أو البناء مثلا ،

فبيّن لك الحق بهذه الآيات مرتبة جسدك وروحك ، لتنظر وتتفكر فتعتبر أن اللّه ما خلقك سدى وإن طال المدى ،

فإن النشأة الإنسانية مكونة من حس وخيال وعقل ، تجول بكلها أو ببعضها ،

فإما أن يجول الإنسان بحسه وهو الكشف ، وإما أن يجول بعقله وهو حال فكره وتفكره ،

وإما أن يجول بخياله ، ثم أثبت اللّه للعالم الخلق وجعل نفسه أحسن لأوليته في ذلك ، إذ لولاه ما ظهرت أعيان هؤلاء الخالقين

[ " فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ " ]

فقال «فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» إثباتا للأعيان ليصح قوله (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ)

*وأثنى على نفسه يعلمك صورة الثناء عليه لتشكره لا لتكفره

فقال «فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» تقديرا وإيجادا ، فذكر أن ثمّ خالقين اللّه أحسنهم خلقا ، فإنه تعالى نسب الخلق إلى عباده فقال (وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ)

فهو تعالى أحسن الخالقين لأنه تعالى يخلق ما يخلق عن شهود ، والخالق من العباد لا يخلق إلا عن تصور ، يتصور من أعيان موجودة يريد أن يخلق مثلها أو يبدع مثلها ، وخلق الحق ليس كذلك ، فإنه يبدع أو يخلق المخلوق على ما هو ذلك المخلوق عليه في نفسه وعينه ،

فما يكسوه إلا حلة الوجود بتعلق يسمى الإيجاد ، فأضاف الحق الحسن إلى الخالقين غير أن اللّه أحسن الخالقين ، والخلق من خصوص وصف الإله ، ومن الناس من يقيم من أعماله وأنفاسه نشأة ذات روح وجسد ، فبها يكون الإنسان خالقا ، ويكون الحق أحسن الخالقين ،

وهذه الطبقة التي وصفها الحق بالحسن هم أهل الإحسان ، فإن الإحسان في العبادة أن تعبد اللّه كأنك تراه ، فتعلم من هو الخالق على الحقيقة ، فلما كان


نعت الخلق من خصوص وصف الإله ، وقد أضاف الخلق إلى الخلق ، انفرد هو بالنظر إلى ما أثبت من الخلق للخلق بالأحسن في قوله «أَحْسَنُ الْخالِقِينَ»

وهو معنى قوله «فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ»

والبركة الزيادة ، فزاد (أحسن) في قوله «أَحْسَنُ الْخالِقِينَ»

وقال تعالى في الرد على عبدة الأوثان (أفمن يخلق كمن لا يخلق) فنفى الخلق عن الخلق ،

فلو لم يرد عموم نفي الخلق عن الخلق لم تقم به حجة على من عبد فرعون وأمثاله ممن أمر من المخلوقين أن يعبد من دون اللّه ، ولم يكن هؤلاء ممن يدخل في عموم الخالقين في قوله «أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» فإنهم لم يتصفوا بالإحسان في الخلق ، ومن وجه آخر «فَتَبارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِينَ» خلق الناس التقدير ، فللخلق التقدير وليس لهم إمضاؤه ، والخلق

في قوله تعالى (فَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ) الإيجاد .


المراجع:

(14) كتاب روح القدس - الفتوحات ج 1 / 331 - ج 3 / 473 - ج 2 / 345 - ج 1/ 434 - روح القدس - الفتوحات ج 2 / 39 - ج 3 / 101 - ج 4 / 86 - ج 2 / 511 ، 471 ، 511 - كتاب الشاهد - كتاب نقش الفصوص

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!