The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة المؤمنون (23)

 

 


الآية: 117 من سورة المؤمنون

وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ (117)

اعلم أن الشبهة تأتي في صورة البرهان ، وهذه الآية ذم للمقلدة لا لأصحاب النظر وإن أخطئوا والحضرة الإلهية تقبل جميع العقائد إلا الشرك فإنها لا تقبله ، فإن الشريك عدم محض ، والوجود المطلق لا يقبل العدم ، والشريك لا شك أنه خارج عن شريكه بخلاف ما يعتقد فيه مما يتصف به الموصوف في نفسه ، فلهذا قلنا لا يقبل الشريك لأنه ما ثمّ شريك حتى يقبل ، وهذه أرجى آية للمشرك عن نظر جهد الطاقة ، وتخيله في شبهه أنها برهان ، فيقوم له العذر عند اللّه قال تعالى «وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ» يعني في زعمه ، فإنه ما اتخذه إلها إلا عن برهان في زعمه ، فدل على أنه من قام له برهان في نظره أنه غير


مؤاخذ وإن أخطأ ، فما كان الخطأ له مقصودا ، وإنما كان قصده إصابة الحق على ما هو عليه الأمر ، فالحق عند اعتقاد كل معتقد بعد اجتهاده ، إلا أن المراتب تتفاضل ، واللّه أوسع وأجل وأعظم أن ينحصر في صفة تضبطه ، ومن استند إلى معبود موضوع فإنما استند إليه بظنه لا بعلمه ، فلذلك أخذ به فشقي ، إلا أن يعطي المجهود من نفسه في نفي الشريك ، فلم يعط فكره ولا نظره ولا اجتهاده نفيه جملة واحدة ، ولم يبعث إليه رسول ولم تصل إليه دعوته ، فإن جماعة من أهل النظر قالوا بعذر من هذه حالته ، وهو مأجور في نفس الأمر مع أنه مخطئ ، وليس بصاحب ظن ، بل هو قاطع لا عالم ، والقطع على الشيء لا يلزم أن يكون عن علم ، بل ربما يستروح من قول اللّه تعالى «لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ»

أن اللّه يعذره ، ولا شك أن المجتهد الذي أخطأ في اجتهاده في الأصول يقطع أنه على برهان فيما أداه إليه اجتهاده ونظره ، وإن كان ليس ببرهان في نفس الأمر ، فقد يعذره اللّه تعالى لقطعه بذلك عن اجتهاد ، كما قطع الصاحب أنه رأى دحية وكان المرئي جبريل ، فهذا قاطع على غير علم فاجتهد فأخطأ ، وقد رأى بعض العلماء أن الاجتهاد يسوغ في الفروع والأصول ، فإن أخطأ فله أجر وإن أصاب فله أجران ، وهذه الآية تعطي النظر في معرفة اللّه جهد الاستطاعة ، أصاب في ذلك المجتهد أو أخطأ ، بعد بذل الوسع في الاجتهاد في ذلك ، فقد يعتقد المجتهد فيما ليس ببرهان أنه برهان ، فيجازيه اللّه مجازاة أصحاب البراهين الصحيحة ، وقد نبه سبحانه على ما يفهم منه ما ذكرناه بهذه الآية بقوله «لا بُرْهانَ لَهُ بِهِ»

يريد بالبرهان هنا في زعم الناظر ، فإنه من المحال أن يكون ثمّ دليل في نفس الأمر على إله آخر ، فإنه في نفس الأمر ليس إلا إله واحد ، ولم يبق إلا أن تظهر الشبهة بصورة البرهان فيعتقد أنها برهان ، وليس في قوته أكثر من هذا ، فهو في زعمه أنه برهان ، ولم يكن برهانا في نفس الأمر فهو قد وفّى وسعه ، فإن اللّه ما كلف نفسا إلا ما آتاها ، وهو أمر يتفاضل فيه الناس فقال «فَإِنَّما حِسابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ» هل وفّى ما آتاه من النظر في ذلك أم لا ؟

«إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكافِرُونَ» وليس الكافر إلا من علم ثم ستر ، وإن لم يعلم فما هو كافر ، فهذه الآية رحمة من اللّه بمن لاحت له شبهة في إثبات الكثرة فاعتقد أنها برهان ، بأن اللّه يتجاوز عنه ، فإنه بذل وسعه في النظر ، وما أعطته قوته غير ذلك ، فليس للمشركين عن نظر أرجى في عفو اللّه من هذه الآية ، وبقي الوعيد في حق المقلدين ، فبهم ألحق الشقاء ، حيث أهلهم اللّه للنظر وما نظرو


ولا فكروا ولا اعتبروا ، فإنه ما هو علم تقليد ، فالمخطئ مع النظر أولى وأعلى من الإصابة والمصيب مع التقليد ، إلا في ذات الحق فإنه لا ينبغي أن يتصرف مخلوق فيها بحكم النظر الفكري ، وإنما هو مع الخبر الإلهي فيما يخبر به عن نفسه لا يقاس عليه ، ولا يزيد ولا ينقص ولا يتأول ، ولا يقصد بذلك القول وجها معينا ، بل يعقل المعنى ويجهل النسبة ، ويرد العلم بالنسبة إلى علم اللّه فيها ، ثم أمر نبيه .


المراجع:

(117) الفتوحات ج 3 / 71 - ج 2 / 409 - ج 3 / 309 - ج 1 / 405 - ج 2 / 612 ، 559 ، 412 ، 477 ، 412 - ج 3 / 285 ، 94 ، 309 ، 94

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!