The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النور (24)

 

 


الآية: 31 من سورة النور

وَقُلْ لِلْمُؤْمِناتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ ما ظَهَرَ مِنْها وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبائِهِنَّ أَوْ آباءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنائِهِنَّ أَوْ أَبْناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَواتِهِنَّ أَوْ نِسائِهِنَّ أَوْ ما مَلَكَتْ أَيْمانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلى عَوْراتِ النِّساءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ ما يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)

[ التوبة ]

التوبة قرين الحوبة ، علامتها الندم ، مما جرى به القدم ، وتعلق به العلم في القدم ، ثم أقلع فرجع ، عندما سمع «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ» أمر اللّه عباده المؤمنين بالتوبة ، والتوبة تختلف باختلاف المقامات ، فمنهم من رجع إليه من نفسه ، والعارف رجع إليه منه ، والعلماء رجعوا إليه من رجوعهم إليه ، والعامّة رجعت من المخالفات إلى الموافقة ، وحدّ التوبة ترك الزلة في الحال والندم على ما فات ، والعزم على أنه لا يعود لما رجع عنه عند علماء الرسوم ، ويفعل اللّه بعد ذلك ما يريد ، والندم توبة وهو الركن الأعظم ، وميم الندم منقلبة عن باء ، مثل لازم ولازب ، وهو أثر حزنه على ما فاته يسمى ندبا ، والندب الأثر ، فقلبت ميما وجعلت لأثر الحزن خاصة ؛ ولما كان توبة اللّه على عبده مقطوعا لها بالقبول ، وتوبة العبد في محل الإمكان ،

لما فيها من العلل وعدم العلم باستيفاء حدودها وشروطها وعلم اللّه فيها ، فالعارفون يسألون من ربهم أن يتوب عليهم ، وحظهم من التوبة الاعتراف والسؤال لا غير ذلك ، فهذا معنى قوله «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً»

أي ارجعوا إلى الاعتراف والدعاء ، كما فعل أبوكم آدم ، فإن الرجوع إلى اللّه بطريق العهد وهو لا يعلم ما في علم اللّه فيه خطر عظيم ، فإنه إن كان قد بقي عليه شيء من المخالفة ، فلا بد من نقض ذلك العهد ، فالتوبة


التي طلب منا إنما هي صورة ما جرى من آدم عليه السلام ، أما العزم على عدم العودة كما يشترطه علماء الرسوم في حد التوبة فهو سوء أدب مع اللّه بكل وجه ، فإنه لا يخلو أن يكون عالما بعلم اللّه فيه أنه لا يقع منه زلة في المستأنف أم لا ، فإن كان عالما بذلك فلا فائدة في العزم على أن لا يعود بعد علمه أنه لا يعود ، وإن لم يعلم وعاهد اللّه إلى ذلك وكان ممن قضى اللّه عليه أن يعود ، ناقض عهد اللّه وميثاقه ، وإن أعلمه اللّه أنه يعود ، فعزمه بعد العلم أنه يعود مكابرة ، فعلى كل وجه لا فائدة للعزم في المستأنف لا لذي العلم ولا لغير العالم ، فالناصح نفسه من سلك طريقة آدم عليه السلام ، والتوبة المشروعة من المقامات المستصحبة إلى حين الموت ما دام مخاطبا بالتكليف ، ولم يأمر اللّه تعالى بالتوبة إلا المؤمنين بقوله: «وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ» وأيه بغير ألف لحكمة أخفاها يعرفها العالم ولا يشعر بها المؤمن ، فهي بالألف هاء التنبيه إذا قال أيها المؤمنون ، وهي بغير الألف هي هويته ، قرأها الكسائي برفع هاء «أيه» وحذف الواو لالتقاء الساكنين ،

يقول : هو المؤمنون لأنه المؤمن ، وما يسمع نداء الحق إلا بالحق ، والسامع مؤمن والسامعون كثيرون ، فهو المؤمنون .

«عَوْراتِ النِّساءِ» ليست العورة في المرأة إلا السوءتين ، وإن أمرت المرأة بالستر فهو مذهبنا لكن لا من كونها عورة ، وإنما ذلك حكم مشروع ورد بالستر ، ولا يلزم أن يستر الشيء لكونه عورة ، والوجه والكفان من المرأة ما هما بعورة ، ويبعد أن يكون القدمان عورة تستر .


المراجع:

(31) كتاب مواقع النجوم - الفتوحات ج 2 / 139 ، 142 ، 143 - ج 1 / 408 ، 523 ، 408

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!