The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة النور (24)

 

 


الآية: 41 من سورة النور

لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِما يَفْعَلُونَ (41)

[ روية رسول الله تسبيح من في السماوات والأرض ]

«لَمْ تَرَ» خاطب الحق رسوله محمدا صلّى اللّه عليه وسلم فقال له : «لَمْ تَرَ» ولم يقل : ألم تروا ؛


فإنا ما رأينا ، فالمخاطب بهذه الآية نبيه صلّى اللّه عليه وسلم الذي أشهده وأراه ، فهو لنا إيمان وهو لمحمد صلّى اللّه عليه وسلم عيان ، فإنه صاحب الكشف حيث يرى ما لا نرى «أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ» وهذا تسبيح فطري ذاتي عن تجل إلهي ، فانبعثوا إلى الثناء عليه من غير تكليف بل اقتضاء ذاتي ، وهي العبادة الذاتية التي أقامهم اللّه فيها «وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ» اعلم أيدنا اللّه وإياك أن البهائم أمم من جملة الأمم ، لها تسبيحات تخص كل جنس وصلاة مثل ما لغيرها من المخلوقات ؛ فتسبيحهم ما يعلمونه من تنزيه خالقهم ، وأما صلاتهم فلهم مع الحق مناجاة خاصة ، فكل شيء من المخلوقات له كلام يخصه يعلمه اللّه ويسمعه من فتح اللّه سمعه لإدراكه ، وجميع ما يظهر من الحيوان من الحركات والصنائع التي لا تظهر إلا من ذي عقل وفكر وروية ، وما يرى في ذلك من الأوزان تدل على أن لهم علما في أنفسهم بذلك كله ، ثم نرى منهم أمورا تدلّ على أنهم ما لهم ما للإنسان من التدبير العام ، فتعارضت عند الناظرين في أمرهم الأمور ، فانبهم أمرهم ، وربما سموا لذلك بهائم من إبهام الأمر ، وما أتي على من أتي عليه إلا من عدم الكشف ، لذلك فلا يعرفون من المخلوقات إلا قدر ما يشاهدون منهم ، فالحيوانات كلها عندنا ذوات أرواح وعقول تعقل عن اللّه كل» أي كل هؤلاء «قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ»

- الوجه الأول -الضمير يعود على اللّه من قوله صلاته ، أي صلاة اللّه عليه بنفس وجوده ورحمته به في ذلك

- الوجه الثاني -الصلاة تضاف إلى كل ما سوى اللّه من جميع المخلوقات : ملك وإنسان وحيوان ونبات ومعدن بحسب ما فرضت عليه وعيّنت له ، فأضاف اللّه الصلاة في هذه الآية إلى الكل «تَسْبِيحَهُ» الضمير يعود في تسبيحه على «كل» أي ما يسبح ربه به وهو صلاته له ، والتسبيح في لسان العرب الصلاة .

قال عبد اللّه بن عمر وهو من العرب - وكان لا يتنفل في السفر - فقيل له في ذلك ، فقال :

لو كنت مسبحا أتممت ؛ وقال تعالى : (تُسَبِّحُ لَهُ السَّماواتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ) (وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ)

- الوجه الثالث -إن اللّه ما خلق الأشياء من أجل الأشياء ، وإنما خلقها ليسبحه كل جنس من الممكنات بما يليق به من صلاة وتسبيح ، لتسري عظمته في جميع الأكوان وأجناس الممكنات وأنواعها وأشخاصها ، فالكل له تعالى ملك ،

ولذلك نقول : إن اللّه تعالى خلق الأشياء له لا لنا ، وأعطى كل شيء خلقه ، وبإعادة الضمير في صلاته على اللّه وصف الحق نفسه بالصلاة ، وما وصف نفسه بالتسبيح ، فعمّ بهذه الآية


العالم الأعلى والأسفل وما بينهما برحمته ، فإن صلاة اللّه هي رحمته .


المراجع:

(41) الفتوحات ج 3 / 276 - ج 2 / 328 - ج 1 / 386 - ج 2 / 328 - ج 3 / 488 - ج 1 / 721 ، 540 ، 386 - ج 2 / 200 - ج 1 / 540

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!