The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الفرقان (25)

 

 


الآية: 60 من سورة الفرقان

وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ قالُوا وَمَا الرَّحْمنُ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً (60)

لما كان المشركون لا يعلمون للحق إلا مسمى اللّه ، ولم يعلموا أنه عين الرحمن قيل :

إن الاسم الرحمن لم يكن عندهم ، ولا سمعوا به قبل هذا ،

فلما قال لهم صلّى اللّه عليه وسلم «اسْجُدُوا لِلرَّحْمنِ» وهو سجود إنعام لا سجود قهر ، قالوا : وما الرحمن ؟

على طريق الاستفهام ، وقد قيل : إنهم كانوا يعرفونه مركبا الرحمن الرحيم اسم واحد ، كبعلبك ورام هرمز ، فلما أفرده بغير نسب أنكروه ، ولم تنكر العرب كلمة اللّه ، فإنهم القائلون (ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونا إِلَى اللَّهِ زُلْفى) فعلموه ، ولما كان الرحمن يعطي الاشتقاق من الرحمة ، وهي صفة موجودة فيهم ، خافوا أن يكون المعبود الذي يدلهم عليه من جنسهم ، فأنكروا وقالو:

وما الرحمن ؟ لما لم يكن من شرط كل كلام أن يفهم معناه ،

ولهذا قال تعالى : (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ) لما كان اللفظان راجعين إلى ذات واحدة ، فما أنكره من أنكره- أعني الاسم الرحمن -إلا للقرب المفرط ، فإنه لا أقرب من الرحمة إلى الخلق ، وما ثمّ أقرب إليهم من وجودهم ، ووجودهم رحمة بلا شك ، ولم يقروا باللّه إلا لما يتضمنه هذا الاسم من الرحمة والقهر ، فعلم ، وجهل الرحمن ، فتخيلوا في الرحمن أنه شريك للّه الذي يقرون به ويتزلفون إليه ،

فأنكروا ذلك ولم ينكروا ذلك فيمن نصبوه إلها ، لأنهم عالمون بأسماء من نصبوهم آلهة من دون اللّه ، فعلموا بأسمائهم أنهم ليسوا في الحقيقة في الألوهة مثله ، وقد دلهم صلّى اللّه عليه وسلم بالسجود للرحمن على عبادة غيب ، فقالوا «وَمَا الرَّحْمنُ نَسْجُدُ لِما تَأْمُرُنا وَزادَهُمْ نُفُوراً» فزادهم هذا الاسم نفورا لجهلهم به ، فإنهم لا يعرفون إلا اللّه الذي بيده الاقتدار الإلهي والأخذ الشديد ، وهو الكبير عندهم المتعالي ، فهم لذلك يعبدون الشركاء ليقربوهم إلى اللّه زلفى ويشفعوا عنده ، وأخطأ الكفار حيث رأوا أن الرحمن يناقض التكليف ، ورأوا أن الأمر بالسجود تكليف ، فلا ينبغي أن يكون السجود لمن هو هذا الاسم الرحمن ، لما فيه من المبالغة في الرحمة ، فلو ذكره بالاسم الذي يقتضي القهر ، ربما سارع الكافر إلى السجود خوفا ، كما صدر من الجبار عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم من رؤساء الجاهلية حيث قال له : يا محمد أتل عليّ ممّا جئت به حتى أسمع ؛ فتلا عليه (حم السجدة) فلما وصل إلى قوله تعالى (فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنْذَرْتُكُمْ صاعِقَةً مِثْلَ صاعِقَةِ عادٍ وَثَمُودَ) وهما من العرب ،


وحديثهما مشهور عندهم بالحجاز ، فلما سمع هذه الآية ارتعدت فرائصه ، واصفر لونه ، وضرط من شدة ما سمع ومعرفته بذلك ، وقال : هذا كلام جبار ؛ فما زادهم نفورا إلا اقتران التكليف بالاسم الرحمن لجهلهم به ، ولو علم هذا الجاهل أن أمره تعالى بالسجود للرحمن لا يناقض التكليف ، وإنما يناقض المؤاخذة ويزيد في الجزاء بالحسنى لبادر إلى ذلك ، كما بادر المؤمن ، كما أن الكفار ما علموا في الغيب إلا إلها واحدا ، قال اللّه لنبيه صلّى اللّه عليه وسلم (قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمنَ أَيًّا ما تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْماءُ الْحُسْنى) فتعجبوا من ذلك غاية العجب ، لأنهم تخيلوا أن مسمى الرحمن ليس هو اللّه ، وأن لكل واحد الأسماء الحسنى ، وذلك لمّا أعمى اللّه بصائرهم ، وكثّف أغطيتهم ، فلم يعقلوا عن اللّه ما أراد بما أنزله - وهذه السجدة للمؤمن تسمى سجدة الامتياز فإنه يسجدها عندما يتلو ليمتاز عن الكافر المنكر لاسمه الرحمن ، ويقع الامتياز بين الاسم الرحمن وبين العارفين به يوم القيامة بالسجود الذي كان منهم عند التلاوة .


المراجع:

(60) الفتوحات ج 3 / 310 - ج 2 / 411 - ج 1 / 512">512">512">512 - ج 2 / 411 - ج 1 / 108 - ج 3 / 430 ، 310 - ج 2 / 411 - ج 1 / 512">512">512">512 - ج 3 / 310 - ج 1 / 512">512">512">512

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!