The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الروم (30)

 

 


الآيات: 10-11 من سورة الروم

ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى أَنْ كَذَّبُوا بِآياتِ اللَّهِ وَكانُوا بِها يَسْتَهْزِؤُنَ (10) اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (11)

«اللَّهُ يَبْدَؤُا الْخَلْقَ» إن اللّه هو الحكيم الخبير ، وهو على كل شيء قدير ، وأنه قبل كل شيء ، أوجد الأشياء لا من شيء ، ولكن مع اتصافه بهذه القدرة المحققة ، النافذة المطلقة ، لم يوجد المعادن ابتداء حتى خلق سبحانه وتعالى الأفلاك العلوية ، والروحانيات السماوية ، واللمحات الأفقية ، وأودع كل فلك روحانية كوكبية ، تحتوي على خاصية ، وعند وجودها خلق الأرض والماء والهواء والأثير ، ثم أوجد فيها منها دائرة الزمهرير ، ثم أجرى الشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ، وخص كل متكون عن هذه الأجزاء بسر


من مكنون سره ، فلما أكمل هذه الأركان ، لإنشاء ما يريد من المعادن والنبات والحيوان ، أقام النجوم الثابتة ، والبروج الحاكمة ، والكواكب السيارة وحركات أفلاكها ، وفتح مسالك أملاكها ، فأقامها فكانت الآباء العلويات والأمهات السفليات ، فتناكحا بالحقائق الروحانيات ، والرقائق السماويات ، فتولد بينهما بنات الحكم المعدنيات والنباتيات والحيوانيات ، ثم أنشأ الحق بستانا ذا أفنان ، فيه من كل وليد وقهرمان ، ومن الجواري الحسان ، والنخيل والأعناب والرمان ، ضروب ألوان ، تنساب فيها الجداول انسياب الثعابين ، بين تلك الأزهار والبساتين ، وابتنى قصورا من الذهب والفضة البيضاء ، وأسكنها من كل جارية غضاء ، وفرشها بالحرير من السندس والإستبرق ، والعبقري المرقق ، وجعل حصاها الياقوت والمرجان والزمرد والجوهر ، وترابها فتيت المسك وأكمامها العنبر ، ثم أنشأ دارا أخرى ذات لهب وسعير ، وبرد وزمهرير ، وقيود وأغلال ، وسرابيل من قطران ، وأفاعي كأنها البخت ، وأساود عظيمة الشخت ، وعقارب مكونة من السحت ، وبيوت مظلمة ، ومسالك ضيقة ، وكروب وغموم ، ومصائب وهموم .

فإذا كان اللّه تعالى مع قدرته ونفوذ إرادته وقوة علمه ، لم يوجد شيئا من المعادن إلا بعد خلق هذه الأدوات ، وأجرام هذه المسخرات ، فاعلم أن اللّه ما أسكنك هذه الدار ، إلا لتجعلها دار اعتبار ، فتتفكر وتعتبر ، وتذكر وتزدجر ، وتعظّم من سواك فعدلك ، وصورك فجمّلك ، وولاك وملّكك ، وعلمك وحنّكك ، فإن كنت مطيعا لربك ، عادلا في رعيتك ، فستصير إلى النعيم عند اللّه ، وإن كنت عاصيا جائرا في حكمك ظالما ، فستصير إلى ضيق وعذاب وجحيم ، فخف ربك وذنبك ، وأصلح مع اللّه قلبك ، وأنذر قومك ، وطهر ثوبك ، ولا يحجبنك سلطان عادتك ، عن تحصيل أسباب سعادتك ، فإن الدنيا لمحة بارق ، وخيال طارق ، وكم من ملك مثلك قد ملكها ، ثم رحل عنها وتركها ، ولا بد لك من الرحلة عنها إلى الآخرة ، فإما أن تعمر درجها ، وإما أن تعمر دركه . واعلم أن اللّه تعالى ما جعلك ملكا على خلقه ، (كلكم راع وكل راع مسؤول عن رعيته) وأقامك بين الباطل والحق في مقام حقه ، لقصور قدرته عن إصلاح الخلق وتدبيره ، وتصريفه في إظهار الملك وتسخيره ، وإنما ضرب لك بك مثلا في عالم الفناء ، لتستدلّ به على ترتيب الملك الإلهي في دار البقاء ، ولهذا جعل هذه الدنيا ظلّا زائلا ، وعرضا مائلا ، وجعلك


عنها راحلا ، فهي جسر منصوب على بحر الهلاك ، وميدان موضوع لمصارع الهلّاك ، كم أبادت من القرون الماضية ، والأمم الخالية ، والجبابرة المتألهين الطاغية ، والفضلاء والحكماء ، والأدباء والعقلاء ، والأولياء والأنبياء ، فهل ترى لهم من باقية ؟ وأنت على قارعة مذهبهم ، وعن قريب تلحق بهم ، فإما إلى نعيم في دار الخلود بجوار الصمد ، وإما إلى عذاب الأبد «هُوَ الَّذِي يَبْدَؤُا الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ» فاجهد في تحصيل أدوات البقاء والنجاة ، فإن الدنيا متاع قليل والآخرة خير لمن اتقى ، والعارية مردودة ، وأعمالك بين يديك موجودة غير مفقودة ، في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ، ولا علانية ولا سريرة (واللّه يعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فالسعادة كل السعادة في المحافظة على الأمور الشرعية ، والقيام بالحدود الوضعية .


المراجع:

(11) كتاب التنزلات الموصلية

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!