موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة لقمان (31)

 

 


الآيات: 28-29 من سورة لقمان

ما خَلْقُكُمْ وَلا بَعْثُكُمْ إِلاَّ كَنَفْسٍ واحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (28) لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَيُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَأَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (29)

[ «كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» الآية ]

راجع سورة الحج آية - 61 –

«كُلٌّ» يثبت إلى وقت معين ثم يزول حكمه لا عينه ، فإنه تعالى قال : «يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» فإذا بلغ جريانه الأجل زال جريانه وإن بقي عينه .

واعلم أن اللّه تعالى جعل لكل صورة في العالم أجلا تنتهي إليه في الدنيا والآخرة ،


إلا الأعيان القابلة للصور فإنه لا أجل لها ، بل لها منذ خلقها اللّه الدوام والبقاء ، قال تعالى : «كُلٌّ يَجْرِي إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى» فجاء بكل وهي تقتضي الإحاطة والعموم ،

وقد قلنا : إن الأعيان القابلة للصور لا أجل لها ، فبما ذا خرجت عن حكم «كُلٌّ» ؟

قلنا : ما خرجت وإنما الأجل الذي للعين إنما هو ارتباطها بصورة من الصور التي تقبلها ، فهي تنتهي في القبول لها إلى أجل مسمى ، وهو انقضاء زمان تلك الصورة ، فإذا وصل الأجل المعلوم عند اللّه في هذا الارتباط انعدمت الصورة وقبلت العين صورة أخرى ، فقد جرت الأعيان إلى أجل مسمى في قبول صورة ما ، كما جرت الصورة إلى أجل مسمى في ثبوتها لتلك العين الذي كان محل ظهورها ، فقد عم الكل الأجل المسمى ، فقد قدر اللّه لكل شيء أجلا ، في أمر ما ينتهي إليه ، ثم ينتقل إلى حالة أخرى يجري فيها أيضا إلى أجل مسمى ، فإن اللّه خلّاق على الدوام مع الأنفاس ، فمن الأشياء ما يكون مدة بقائه زمان وجوده وينتهي إلى أجله في الزمان الثاني من زمان وجوده ، وهي أقصر مدة في العالم ، وفعل اللّه ذلك ليصح الافتقار مع الأنفاس من الأعيان إلى اللّه تعالى ، فلو بقيت زمانين فصاعدا لاتصفت بالغنى عن اللّه في تلك المدة ، وهذه مسئلة يقول بها الأشاعرة من المتكلمين ، وموضع الإجماع من الكل في هذه المسألة التي لا يقدرون على إنكارها الحركة ،

إلا طائفتين :

من يجعل الحركة نسبة لا وجود لها وهو الباقلاني من المتكلمين ، وأصحاب الكمون والظهور القائلون به ، وإن قال القائلون بالكمون والظهور بذلك فإنهم تحت حيطة «كُلٌّ» بهذا المذهب ، فإنه قد جرى في كمونة إلى أجل مسمى ، وهو زمان ظهوره ، فقد انقضت مدة كمونة ، ولا يلزم من جريانهم إلى الأجل أن المراد عدمهم ، بل يجوز أن يكون له العدم ، ويجوز أن يكون الانتقال مع بقاء العين الموصوفة بالجري ،

ويجوز أن يكون منه أجل يعدمه ، ومنه ما يكون له أجل بانتقاله يعدمه ، وهو الذي نذهب إليه ونقول به ، فإنه لا بد لكل شيء من غاية ، والأشياء لا يتناهى وجودها فلا تنتهي غاياتها ، فاللّه يجدد في كل حين أشياء ، وكل شيء له غاية تلك الغاية أجله المسمى ، فليس الأجل إلا لأحوال الأعيان ، والأعيان غايتها عين لا غاية.


المراجع:

(29) الفتوحات ج 2 / 552 ، 639 - ج 3 / 246

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!