موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة غافر (40)

 

 


الآيات: 59-60 من سورة غافر

إِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ لا رَيْبَ فِيها وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يُؤْمِنُونَ (59) وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِينَ (60)

أمرنا الحق بهذه الآية أن ندعوه فقال : «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي»

ثم قال تعالى : «أَسْتَجِبْ لَكُمْ» [ «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي» : ]

اعلم أن العبد لا يكون مجيبا للحق حتى يدعوه الحق إلى ما يدعوه إليه ،

قال تعالى : (فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي) كذلك رأيناه تعالى لا يستجيب إلا بعد دعاء العبد إياه كما شرع ، فقال تعالى : «وَقالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ» فاشترك العبد والحق في القضية ، من كون الحق يجيب العبد إذا دعاه وسأله ، كما أن العبد يجيب أمر اللّه إذا أمره ، وإجابة الحق إيانا فيما دعونا به على ما يرى الإجابة فيه ، فهو أعلم بالمصالح منا ،

فإنه تعالى لا ينظر لجهل الجاهل فيعامله بجهله ، وإنما الشخص يدعو والحق يجيب ،

فإن اقتضت المصلحة البطء أبطأ عنه الجواب ، فإن المؤمن لا يتهم جانب الحق ،

وإن اقتضت المصلحة السرعة أسرع في الجواب ، وإن اقتضت المصلحة الإجابة فيما عيّنه في دعائه أعطاه ذلك ،

سواء أسرع به أو أبطأ ، وإن اقتضت المصلحة أن يعدل مما عيّنه الداعي إلى أمر آخر أعطاه أمرا آخر لا ما عينه ، فما جاز اللّه لمؤمن في شيء إلا كان له فيه خير ،

فإياك أن تتهم جانب الحق فتكون من الجاهلين ، ثم قال تعالى : «إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِي»

يعني بالعبادة هنا عين


الدعاء ، والدعاء مخ العبادة ، أي من يستكبر عن الذلة إليّ والمسكنة ، فإن الدعاء سماه عبادة ، والعبادة ذلة وخضوع ومسكنة «سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ» وهو البعد عن اللّه ، فإن جهنم سميت به لبعد قعرها ، «داخِرِينَ» أي أذلاء ، فوصفهم الحق بأنهم لا يخرجون عن العبودية ، وأن الذلة حقيقتهم

[ إشارة : من لم ير أن يكون عبدا لي فإنه سيكون عبدا لطبيعته ]

-إشارة -من لم ير أن يكون عبدا لي كما هو في نفس الأمر ، فإنه سيكون عبدا لطبيعته التي هي جهنم ، ويذل تحت سلطانها ، كما هو ليس هو في نفس الأمر ، فترك العلم واتصف بالجهل ، فلو علم لكان عبدا لي وما دعا غيري ، كما هو في نفس الأمر عبد لي ، أحب أم كره ، وجهل أو علم ، وإذا كان عبدا لي بدعائه إياي ولم يتكبر في نفسه أن يكون عبدا لي عند نفسه ، أعطيته التصريف في الطبيعة ، فكان سيدا لها وعليها ، ومصرفا لها ومتصرفا فيها ، ومن استكبر عن عبادتي ولم يدعني في السراء وكشف الضر ، تعبدته الأسباب فكان من الجاهلين ، وأما إذا فعلوا ما أمروا به من دعاء اللّه جازاهم اللّه بدخول الجنة أعزاء

-تحقيق[ : المآل إلى الرحمة مع التخليد في جهنم ]

- إن اللّه تعالى لما اتصف بالغيرة ، ورأى ما يستحقه من المرتبة قد نوزع فيها ، ورأى أن المنسوب إليهم هذا النعت وهذا الاسم لم يكن لهم فيه قصد ولا إرادة ، من فلك وملك ومعدن ونبات وحيوان وكوكب ، وأنهم يتبرءون ممن عبدهم يوم القيامة ، قضى اللّه حوائج من عبدهم غيرة ، ليظهر سلطان هذه النسبة ، لأنهم ما عبدوه لكونه حجرا ولا شجرا ، بل عبدوه لكونه إلها في زعمهم ، فالإله عبدوا ، فما رأى معبودا إلا هو ، ولهذا يوم القيامة ما يأخذهم إلا بطلب المعبودين ، فإن ذلك من مظالم العباد ، فمن هناك يجازيهم اللّه بالشقاء لا من حيث عبادتهم ، فالعبادة مقبولة ، ولهذا يكون المآل إلى الرحمة مع التخليد في جهنم ، فإنهم أهلها ، وقد اجتمعوا معنا في كوننا ما عبدنا هذه الذات لكونها ذاتا بل لكونها إلها ، فوضعنا الاسم حقيقة على مسماه ، فهو اللّه حقا لا إله إلا هو ، فلما نسبنا ما ينبغي لمن ينبغي سمانا علماء سعداء ، وأولئك جهلاء أشقياء ، لأنهم وضعوا الاسم على غير المسمى فأخطئوا ، فهم عباد الاسم ، فراعى الحق سبحانه قصدهم حيث أنهم ما عبدوا إلا اللّه لا الأعيان ، فصيرهم في العاقبة إلى شمول الرحمة بعد استيفاء حقوق المعبودين منهم ، ولذلك جعله من الكبائر التي لا تغفر

-رقيقة-[ : ما سبق العلم به كائن ، ولا ينجي حذر من قدر ]

- لما كان الحق له حضرة الإطلاق عن التقييد ، ففي موطن يقول سبحانه :ادْعُونِي؛ وفي موطن يعرفنا بأنه قد قضى القضية ، وما يبدل القول لديه ، وما سبق العلم به فهو كائن ، ولا ينجي حذر من قدر ، قلت بيتين


فيهما رمز حسن وهما :إذا قلت يا اللّه قال لم تدعو ؟

*** وإن أنا لم أدع يقول ألا تدعو ؟

فقد فاز باللذات من كان أخرسا *** وخصص بالراحات من لا له سمع


المراجع:

(60) الفتوحات ج 1 / 182 - ج 4 / 445 ، 245 -ح 1 / 507 - ج 4 / 445 - ج 1 / 507 - ج 4 / 20 ، 445 - ج 1 / 749 ، 436

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!