The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الدخان (44)

 

 


الآيات: 50-54 من سورة الدخان

إِنَّ هذا ما كُنْتُمْ بِهِ تَمْتَرُونَ (50) إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي مَقامٍ أَمِينٍ (51) فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ (52) يَلْبَسُونَ مِنْ سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَقابِلِينَ (53) كَذلِكَ وَزَوَّجْناهُمْ بِحُورٍ عِينٍ (54)

لما كان المقصود بالنكاح الالتذاذ ، وكان لحصول اللذة بالجماع معنى لا يحصل إلا بالجماع ، زوجنا اللّه بالحور العين ، فإن قلت : فهل في نكاح الجنة توالد أم لا ؟ قلنا : إن التوالد في الآخرة في هذا النوع الإنساني باق في المثل ، في نكاح الرجل المرأة الآدمية الإنسانية ، والتوالد أيضا بين جنسين مختلفين ، وهم بنو آدم والحور ، اللاتي أنشأهن اللّه في الجنان على صورة الإنسان ولسن بأناسي ، فتوالدهما بنكاح بينهما في الإنس والحور ،


ويتناكحان في الزمن الفرد ، ينكح الرجل إذا أراد جميع من عنده من النساء والحور من غير تقدم ولا تأخر ، مثل فاكهة الجنة لا مقطوعة ولا ممنوعة ، بل بقطف دان من غير فقد ، مع وجود أكل وطيب مطعم ، فإذا أفضى الرجل إلى الحوراء أو الإنسية ، له في كل دفعة شهوة ولذة لا يقدر قدرها ، لو وجدها في الدنيا غشي عليه من شدة حلاوتها ، فتكون منه في كل دفعة ريح مثيرة تخرج من ذكره ، فيتلقاها الرحم - رحم المرأة - فيتكون من حينه فيها ولد في كل دفعة ، ويكمل نشوءه ما بين الدفعتين ، ويخرج مولودا مصورا مع النفس الخارج من المرأة روحا مجردا طبيعيا ، فهذا هو التوالد الروحاني في البشري بين الجنسين المختلفين والمتماثلين ، فلا يزال الأمر كذلك دائما أبدا ، ويشاهد الأبوان ما تولد عنهما من ذلك النكاح ، ولاحظ لهؤلاء الأولاد في النعيم المحسوس ، ولا بلغوا مقام النعيم المعنوي ، فنعيمهم برزخي كنعيم صاحب الرؤيا بما يراه في حال نومه ، وذلك لما يقتضيه النشء الطبيعي ، فلا يزال النوع الإنساني يتوالد ، ولكن حكمه ما ذكرناه ، إلا أن الأنفاس التي تظهر من تنفس الحوراء أو الآدمية إذا كانت صورة ما ظهرت فيه من نفس النكاح ، يخرج مخالفا للنفس الذي لا صورة فيه ، يميزه أهل الكشف ، ولا يدرك ذلك في الآخرة إلا أهل الكشف في الدنيا ، وصورة هذا النشء المتولد عن هذا النكاح في الجنة ، صورة نشء الملائكة أو الصور من أنفاس الذاكرين للّه ، وما يخلق اللّه من صور الأعمال ، وقد صحت بذلك الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم .

[سورة الدخان (44) : الآيات 55 إلى 56]

يَدْعُونَ فِيها بِكُلِّ فاكِهَةٍ آمِنِينَ (55) لا يَذُوقُونَ فِيهَا الْمَوْتَ إِلاَّ الْمَوْتَةَ الْأُولى وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ (56 (

"لا يَذُوقُونَ فِيهَا» يعني في الجنة «الْمَوْتَ إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى» فأفردها ، ويريد : في الأولى ، التي هي الدار الدنيا ، فحذف حرف الجر ، وهذه الآية ليست بنص في عدم الموت الحقيقي لكل حي يحيى في الدنيا بعد موته قبل حياة البعث ، ولكن يتقوى بها وجه التأويل في أنه موت غشي وصعق «وَوَقاهُمْ عَذابَ الْجَحِيمِ»

- إشارة[ : من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه]

- قال صلّى اللّه عليه وسلّم : [ من أحب لقاء اللّه أحب اللّه لقاءه ، ومن كره لقاء اللّه كره اللّه لقاءه ] وقد علمنا أن لقاء اللّه لا يكون


إلا بالموت ، وعلمنا معنى الموت ، فاستعجلناه في الحياة الدنيا ، فمتنا في عين حياتنا عن جميع تصرفاتنا وحركاتنا وإرادتنا ، فلمّا ظهر الموت علينا في حياتنا - التي لا زوال لها عنا حيث كنا ، التي بها تسبّح ذواتنا وجوارحنا وجميع أجزائنا - لقينا اللّه فلقينا ، فكان لنا حكم من يلقاه محبا للقائه ، فإذا جاء الموت المعلوم في العامة وانكشف عنا غطاء هذا الجسم ، لم يتغير علينا حال ولا زدنا يقينا على ما كنا عليه ، فما ذقنا إلا الموتة الأولى ، وهي التي متناها في حياتنا الدنيا ، فوقانا ربنا عذاب الجحيم .


المراجع:

(54) الفتوحات ج 3 / 300 ، 360

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!