The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة التحريم (66)

 

 


الآية: 4 من سورة التحريم

إِنْ تَتُوبا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ (4)

[ ليس في العالم المخلوق أعظم قوة من المرأة : ]

اعلم أنه ليس في العالم المخلوق أعظم قوة من المرأة ، لسر لا يعرفه إلا من عرف فيم وجد العالم ؟ وبأي حركة أوجده الحق تعالى ؟ وأنه عن مقدمتين فإنه نتيجة ،

والناكح طالب ، والطالب مفتقر ، والمنكوح مطلوب ، والمطلوب له عزة الافتقار إليه ، والشهوة غالبة ، فقد


بان لك محل المرأة من الموجودات ، وقد نبه اللّه على ما خصها به من القوة

في قوله في حق عائشة وحفصة «وَإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ» أي تتعاونا عليه " فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ " أي ناصره" وَجِبْرِيلُ وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ "

هذا كله في مقاومة امرأتين ، وما ذكر إلا الأقوياء الذين لهم الشدة والقوة ،

فلو نظر الإنسان وتأمل العظمة التي جعل اللّه نفسه في مقابلتها وجبريل وصالح المؤمنين والملائكة ،

وذلك في حق امرأتين من نساء رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ، لعلم الإنسان لمن استندتا ومن يقويهم،

وما أظن أن أحدا من خلق اللّه استند إلى ما استند هاتان المرأتان ،

وقد عرفت عائشة وحفصة ، ولو علم الناس علم ما كانتا عليه لعرفوا معنى الآية ،

ولولا ما ذكر اللّه نفسه في النصرة ما استطاعت الملائكة والمؤمنون مقاومتهما ، فإنه لا يعلم قدر النساء إلا من علم وفهم عن اللّه ما قاله في حق زوجتي رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عندما تعاونتا عليه وخرجتا عليه ،

وجعل في مقابلة هاتين المرأتين في التعاون عليه من يعاون رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم عليهما وينصره ،

وهو اللّه وجبريل وصالح المؤمنين ثم الملائكة بعد ذلك،

وليس ذلك إلا لاختلاف السبب الذي لأجله يقع التعاون ، فثمّ أمر لا يمكن إزالته إلا باللّه لا بمخلوق ، ولذلك أمرنا أن نستعين باللّه في أشياء ، وبالصبر في أشياء ، وبالصلاة في أشياء ، فثمّ أمر وإن كان بيد اللّه ، فإن اللّه قد أعطى جبريل اقتدارا على دفع ذلك الأمر ،

فأعان محمدا صلّى اللّه عليه وسلّم في دفعه إن تعاونتا عليه ، وإن رجعتا عنه وأعطيتا الحق من نفوسهما سكت عنهما ،

وكذلك صالح المؤمنين كان عندهما أمر نسبته في الإزالة بصالحي المؤمنين أقرب من نسبته إلى غيرهم ،

فيكون صالح المؤمنين معينا لمحمد صلّى اللّه عليه وسلّم ، وصالح المؤمنين يفعل بالهمة وهو أقوى الفعل ، ثم الملائكة بعد ذلك ،

إذ لم يبق إلا ما يناسب عموم الملائكة التي خلقت مسخرة ، يدفع بها ما لا يندفع في الترتيب الإلهي إلا بالملائكة ، مع انفراد الحق بالأمر كله في ذلك والقيام به ، ولكن للجواز العقلي أخبر الحق بالواقع لو وقع كيف كان يقع ، فما يقع إلا كما قاله ، وما قال إلا ما علم أنه يقع بهذه الصورة ، فأنزل الحق الملائكة بعد ذكر نفسه وجبريل وصالح المؤمنين منزلة المعينين ، فإن الظهير هو المعين ، ولا قوة إلا باللّه ، فدل أن نظر الاسم القوي إلى الملائكة أقوى في وجود القوة فيهم من غيرهم ، فإنه منه أوجدهم ، فمن يستعان عليه فهو فيما يستعان فيه أقوى مما يستعان به ، فكل ملك خلقه اللّه من أنفاس النساء هو أقوى الملائكة ، فإنه من النفس الأقوى ، فتوجه الاسم الإلهي القوي


في وجود القوة على إيجاد ملائكة أنفاس النساء أعطى للقوة فيهم من سائر الملائكة وإنما اختصت الملائكة بالقوة لأنها أنوار ، وأقوى من النور فلا يكون .

تعجبت من أنثى يقاوم مكرها *** بخير عباد اللّه ناصره الأعلى

وجبريل أيضا ناصر ثم بعده *** ملائكة بالعون من عنده تترى

ومن صلحاء المؤمنين عصابة ***سمعناه قرآنا بآذاننا يتلى

وما ذاك إلا عن وجود تحققت *** به المرأة الدنيا ومرتبة علي

وقد صح عند الناس أن وجودها *** من النفس في القرآن والضلع العوجاء

فإن رمت تقويما لها قد كسرتها *** وما كسرها إلا طلاق به تبلى

وإن شئت أن تبقى بها متمتعا *** فمعوجها يبقى وراحتكم تفنى

فما أمها إلا الطبيعة وحدها *** فكانت كعيسى حين أحيا بها الموتى

لقد أيد الرحمن بالروح روحه *** وهذي تولاها الإله وما ثنّى

فإن كنت تدري ما أشرت به فقد *** أبنت لكم عنها وعن سرها الأخفى

- تحقيق -[ خلق آدم من الفردانية والمرأة من الوحدانية ]

خلق آدم من الفردانية ، وخلقت حواء من الوحدانية ، فآدم فرد وحواء واحد ، والواحد في الفرد مبطون فيه ، فقوة المرأة من أجل الوحدانية أقوى من قوة الفردانية ، فإن الفرد لا يكون إلا بعد وجود الاثنين ، فضعف عن عزة الوحدانية - راجع سورة النساء آية 1 .


المراجع:

(4) الفتوحات ج 2 / 466 - ج 1 / 180 - ج 4 / 85 - ج 2 / 466 - ج 4 / 85 - ج 2 / 466 - ج 4 / 386 - ج 2 / 466 - الديوان / 162 - كتاب الألف

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!