موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الملك (67)

 

 


الآيات: 9-14 من سورة الملك

قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنا وَقُلْنا ما نَزَّلَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ إِنْ أَنْتُمْ إِلاَّ فِي ضَلالٍ كَبِيرٍ (9) وَقالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ ما كُنَّا فِي أَصْحابِ السَّعِيرِ (10) فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ فَسُحْقاً لِأَصْحابِ السَّعِيرِ (11) إِنَّ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ (12) وَأَسِرُّوا قَوْلَكُمْ أَوِ اجْهَرُوا بِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذاتِ الصُّدُورِ (13)

لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ (14)


[ " لا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ " الآية :]

اعلم أن اللّه تعالى لما خلق الخلق قدرهم منازل لا يتعدونها ، فخلق الملائكة ملائكة حين خلقهم ، وخلق الرسل رسلا والأنبياء أنبياء والأولياء أولياء والمؤمنين مؤمنين ، والمنافقين منافقين والكافرين كافرين ،

كل ذلك مميز عنده سبحانه معيّن معلوم ، لا يزاد فيهم ولا ينقص منهم ، ولا يبدل أحد بأحد ، فليس لمخلوق كسب ولا تعمل في تحصيل مقام لم يخلق عليه ،

بل قد وقع الفراغ من ذلك ، وذلك تقدير العزيز العليم ، فمنازل كل موجود وكل صنف لا يتعداها ،

ولا يجري أحد في غير مجراه ، فكل موجود له طريق تخصه لا يسلك عليها أحد غيره ، روحا وطبعا ، فلا يجتمع اثنان في مزاج واحد أبدا ، ولا يجتمع اثنان في منزلة واحدة أبدا ، لاتساع فلك الأسماء الإلهية ، فجميع ما فيه خلقه خلقه تعالى ، وليس يخلق شيئا ليس يعلمه «وَهُوَ اللَّطِيفُ "-

-الوجه الأول -بسؤاله «الْخَبِيرُ» بما سأل عنه ، لأنه واقع ، فكل علم عنده عن وقوع فهو به خبير ، وتعلقه به قبل وقوعه هو به عليم ، فهو استفهام منه عزّ وجل عما هو به عالم ،

مثل قوله تعالى للملائكة [ كيف تركتم عبادي ]

والملائكة تعلم أنه تعالى أعلم بعباده منهم

- الوجه الثاني - «وَهُوَ اللَّطِيفُ» لعلمه بالسر المتعلق بالإيجاد «الْخَبِيرُ» لعلمه بما هو أخفى.

[سورة الملك (67) : آية 15]

هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)

جعل اللّه الأرض ذلولا ، ووصفها بأنها ذلول ببنية المبالغة مبالغة في الذلة ، لكون الأذلاء يطئونها ، فإن أذل الأذلاء من وطئه الذليل ، والعبيد أذلاء ، فلا أذل ممن يطؤه الأذلاء ، ونحن وجميع الخلائق عبيد أذلاء نطؤها بالمشي في مناكبها ،

أي عليها ، فهي تحت أقدامنا ، فلهذا سماها ببنية المبالغة فهي أعظم في الذلة منهم ، ولما كانت بهذه المنزلة ، أمرنا أن نضع عليها أشرف ما عندنا في ظاهرنا وهو الوجه ، وأن نمرغه في التراب ، فعل ذلك جبرا لانكسار الأرض بوطء الذليل عليها الذي هو العبد ، فاجتمع بالسجود وجه العبد ووجه الأرض فانجبر كسرها ،

فإن اللّه عند المنكسرة قلوبهم ، فكان العبد في ذلك المقام بتلك الحالة أقرب إلى اللّه سبحانه من سائر أحوال الصلاة ، لأنه سعى في حق الغير لا في حق نفسه ، وهو جبر انكسار الأرض من ذلتها تحت وطء الذليل لها ، فانتبه لما أشرت إليك فإن الشرع ما ترك

شيئا إلا وقد أشار إليه إيماء ، علمه من علمه وجهله من جهله - اعتبار - .

هي الأم سماها ذلولا لخلقه *** وقد أعرضت عني كإعراض ذي ذنب

حياء وأعطتنا مناكب نظمها *** فنمشي بها عن أمر خالقها الرب

إذا كان حال الأم هذا فإنني *** لأولى به منها إلى انقضا نحبي

تمنيت منه أن أكون بحالها *** مع اللّه في عيش هنيء بلا كرب

فيأتي وجودي للدعاوى بصورة *** تنزله مني كمنزلة الرب

وهيهات أين الحق من حال خلقه *** بذا جاءت الإرسال منه مع الكتب


المراجع:

(14) الفتوحات ج 3 / 53 - ج 4 / 60 ، 425 ، 60 - ج 2 / 412

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!