موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة الإنفطار (82)

 

 


الآية: 8 من سورة الإنفطار

فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ (8)

[ «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» الآية - الصور الروحية : ]

قد يعني قوله تعالى (ثُمَّ أَنْشَأْناهُ خَلْقاً آخَرَ) أو سواه وعدله على مزاج يقبل كل صورة إذا شاء الحق ، وجعل التركيب للّه لا له ، فهذه النشأة المسواة المعدلة قابلة لجميع الصور ، في أي صورة من صور الأكوان ما شاء ركبك ،

- ومن باب الإشارة-

في أي صورة من صور التجلي ، ما شاء ركبك في المعارف ، فأعلمنا أن هذه النشأة تعطي القبول لأي صورة كانت ، وهذا يعرفه ذوقا من اختصه اللّه من عباده بالتشكل في حضرة الغيب والشهادة والخيال ، فإذا فتح له فيه ظهر في عالم الشهادة في أي صورة من صور عالم الشهادة ، وظهر في عالم الغيب والملكوت في أي صورة من صوره شاء ، فلو لا قبولك عند


تسويتك وتعديلك لكل صورة ما ثبت قوله «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» ووجه آخر - «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» إذا سوى اللّه الصور الجسمية ، إن شاء ركبك في صورة الكمال فيجعلك خليفة عنه في العالم ، أو في صورة الحيوان فتكون من جملة الحيوان بفصلك المقوم لذاتك ، الذي لا يكون إلا لمن ينطلق عليه اسم الإنسان ، فالصورة الجسمية في أي صورة ما شاء من الصور الروحية ركبها ، إن شاء في صورة خنزير ، أو كلب ، أو إنسان ، أو فرس ، على ما قدّره العزيز العليم ، فثمّ شخص الغالب عليه البلادة والبهيمية ، فروحه روح حمار وبه يدعى إذا ظهر حكم ذلك الروح ، ف

يقال : فلان حمار ، وكذلك كل صفة تدعى إلى كتابها ، فيقال : فلان كلب ، وفلان أسد ، وفلان إنسان ، وهو أكمل الصفات ، وأكمل الأرواح ، فقوله تعالى (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) وتمت النشأة الظاهرة للبصر «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» من صور الأرواح فتنسب إليها كما ذكرنا ، وقرن التركيب بالمشيئة ، فالظاهر أنه لو اقتضى المزاج روحا معينا خاصا ما قال «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ» وأي حرف نكرة ، مثل حرف ما ، فإنه حرف يقع على كل شيء ، فأبان لك أن المزاج لا يطلب صورة بعينها ، ولكن بعد حصولها تحتاج إلى هذا المزاج وترجع به ، فإنه بما فيه من القوى التي لا تدبره إلا بها ، فإنه بقواه لها كالآلات لصانع النجارة أو البناء مثلا إذا هيئت وأتقنت وفرغ منها ، تطلب بذاتها وحالها صانعا يعمل بها ما صنعت له ، وما تعيّن ، زيدا ، لا عمروا ولا خالدا ولا واحدا بعينه ، فإذا جاء من جاء من أهل الصنعة مكّنته الآلة من نفسها تمكينا ذاتيا ، لا تتصف بالاختيار فيه ، فجعل يعمل بها صنعته بصرف كلّ آلة لما هيئت له ، فمنها مكمّلة وهي المخلّقة يعني التامة الخلقة ، ومنها غير مكمّلة وهي غير المخلّقة ، فينقص العامل من العمل على قدر ما نقص من جودة الآلة ، وذلك ليعلم أنّ الكمال الذاتي للّه سبحانه ، فأجمل خلق النفس الناطقة الذي هو بها إنسان في هذه الآية ، وبيّن لك الحق مرتبة جسدك بقوله (الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ) ، وروحك بقوله «فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ» ، لتنظر وتتفكر فتعتبر أن اللّه ما خلقك سدى ، وإن طال المدى .


المراجع:

(8) الفتوحات ج 1 / 331">331 - ج 4 / 19 - ج 3 / 44 - ج 4 / 166- ج 3 / 44 ، 297 ، 12 - ج 1 / 331">331

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!