The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة آل عمران (3)

 

 


الآية: 169 من سورة آل عمران

وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169)

[ الشهيد حي ]

النقلة من الدار الدنيا على ضربين ، فمن الناس من ينتقل بموت ، وهو مفارقة الحياة الدنيا ، فيحيى بحياة الآخرة ، ومن الناس من ينتقل بالحياة الدنيا من غير موت ، وهو الشهيد في سبيل اللّه خاصة ، فهو في نفس الأمر حي يرزق ويأكل ، يدركه المؤمن بإيمانه والمكاشف ببصره ، فهو منتقل عن هذه الدار ، وإن لم يتصف بالموت ، وقد نهانا اللّه أن نقول لمن يقتل في سبيل اللّه ، إنه ميت ، ولا نحسب أنه ميت ، بل هو حي عند ربه ، وفي إيماني يرزق ، فإن اللّه تعالى وصف القتلى في سبيل اللّه بأنهم أحياء يرزقون ، ونهى أن يقال فيهم أموات ، ونفى العلم عمن يلحقهم بالأموات للمشاركة في صورة مفارقة الإحساس وعدم وجود الأنفاس ، وما يقال فيه إنه أفضل من الميت ، إلا أنه أفضل من بعض الموتى ، وهذه الآية أدلّ دليل على إبطال القياس ، لأن المعتقدين موت المجاهدين المقتولين في سبيل اللّه إنما اعتقدوه قياسا على المقتول في غير سبيل اللّه ، بالعلة الجامعة في كونهم رأوا كل واحد من المقتولين على صورة واحدة ، من عدم الأنفاس والحركات الحيوانية ، وعدم الامتناع مما يراد من الفعل بهم ، من قطع الأعضاء ، وتمزيق الجلود ، وأكل سباع الطير والسباع ، واستحالة أجسامهم إلى الدود والبلى ، فقاسوا فأخطئوا القياس ، ولا قياس أوضح من هذا ، أولا أدل في وجود العلة منه ، ومع هذا أكذبهم اللّه وقال لهم : ما هو الأمر في المقتول في سبيلي كالمقتول في غير سبيلي ، ونفى عنهم العلم الذي أعطاهم القياس في قوله في الآية الثانية (وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ) فإنه لما كان التقرب بالنفس إلى اللّه أسنى القربات ، لذلك كان للشهداء لما تقربوا بأنفسهم إلى اللّه في قتال أعداء اللّه الحياة الدائمة ، والرزق الدائم والفرح بما أعطاهم اللّه فلا يقال في الشهداء أموات لنهي اللّه عن ذلك ، لأن اللّه أخذ بأبصار الخلق عن إدراك حياتهم ، كما أخذ بأبصارهم عن إدراك الملائكة والجن ، مع معرفتنا أنهم معنا حضور ، ولا نعتقد أيضا في الشهداء أنهم أموات بقوله : «وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ» .وخبر اللّه صدق ، فثبت لهم الحياة لما قصدوا القربة إلى اللّه بنفوسهم ، والشهيد هو الحاضر عند اللّه ، ولهذا قال : «عِنْدَ رَبِّهِمْ» فالشهيد حاضر عند ربه بمجرد الشهادة التي هي القتل في سبيل اللّه ، فلا يغسل وهو عند ربه- مسئلة - الشهيد بالنص حي فكيف يورث ماله وتنكح عياله ؟ - الجواب - ما تفسد في الوجود صورة إلا وعين فسادها أيضا ظهور

480

صورة ، فما نزال في الصور ، في حال النفع والضرر ، فالجهاد صلاح وفساد ، لأن فيه حزّ الرؤوس ومفارقة الحس المحسوس ، فالشهيد يشبه الميت ، فيما اتصف به من الفوت ، ولذلك يورث ماله وينكح عياله ، فطلاق الشهيد يشبه تطليق الحاكم على الغائب ، وإن كان حيا إذا أبعد في المذاهب ، وقد ثبت عن سيد البشر لا ضرر ولا ضرار ، وقد علم أن الشهيد هو سعيد بدار الخلود ، وإن حصل تحت الصعيد ، ولا سبيل إلى رجعته ولا إنزاله من رفعته ، مع كونه حيا بفرح ويرزق ، وما هو عند أهله ولا طلّق ، وهذه حالة الأموات ، والشهداء أحياء عند ربهم يرزقون فرحين وهم عندنا رفات ، وما لنا إلا ما نراه ، ولكل امرئ ما نواه ، ولا نحكم إلا بما شهدناه ، فاستمع تنتفع .


المراجع:

(169) الفتوحات ج 4 / 75 - ج 2 / 75">312 - ج 4 / 67 - ج 2 / 146 - ج 4 / 75 - ج 2 / 146 - ج 1 / 467 ، 521 - ج 4 / 340

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!