موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة المائدة (5)

 

 


الآية: 1 من سورة المائدة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ

(5) سورة المائدة مدنيّة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

') ;

يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ إِلاَّ ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ (1)

اعلم أن الوفاء بالعقد مع اللّه فيما يعقده المؤمن معه مما له الخيار في حله ، فمذهبنا الوفاء به ولا بد ، إلا أن يقترن به أمر من شيخ معتبر لتلميذ ، أو لأحد ممن له فيه اعتقاد التقدم ، فإن له أن يحلّ ذلك العقد مع اللّه المخير فيه ولا بد ، وإن لم يفعل فويل ، فإن لم يقترن به مثل هذا فالوفاء به مذهبنا . ولما كان التأيه قد يكون بما هو موجود في الحال أن يكون باقيا في المستقبل ، قال تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ» وهم في حال الوفاء بعقد الإيمان ، فإنه نعتهم في تأيهه بهم بالإيمان ، فكان البعد في العقود إذا قبلوها متى قبلوها ، فإن التأيه مؤذن بالبعد . «أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعامِ» البهائم ما اختصت بهذا الاسم المشتق من الإبهام ، والمبهم إلا لكون الأمر أبهم علينا . فقد جاءت الآيات والأخبار تبين ما هي عليه من المعرفة باللّه وبالموجودات ، وإنما سميت بذلك لما انبهم علينا أمرها ، فإبهام أمرها إنما هو من حيث جهلنا ذلك أو حيرتنا فيه ، فلم نعرف صورة الأمر كما يعرفه أهل الكشف ، فهي عند غير أهل الكشف والإيمان بهائم لما انبهم عليهم من أمرها لما يرون من بعض الحيوان من الأعمال الصادرة عنها التي لا تصدر إلا عن فكر وروية صحيحة ونظر دقيق ؛ يصدر منهم ذلك بالفطرة لا عن فكر ولا روية ، فأبهم اللّه على بعض الناس أمرهم ، ولا يقدرون على إنكار ما يرونه مما يصدر عنهم من الصنائع المحكمة ، فذلك جعلهم يتأولون ما جاء في الكتاب والسنة من نطقهم ونسبة القول إليهم ، ليت شعري ما يفعلون فيما يرونه مشاهدة في الذي يصدر عنهم من الأفعال المحكمة ! ! كالعناكب في ترتيب الحبالات لصيد الذباب الذي جعل اللّه أرزاقهم فيه ، وما يدخره بعض الحيوان من أقواتهم ، فيأكلون نصف ما


ص 3

يدخرونه خوف الجدب فلا يجدون ما يتقوتون به كالنمل ، فإن كان ذلك عن نظر فهم يشبهون أهل النظر ، فأين عدم العقل الذي ينسب إليهم ؟ وإن كان ذلك علما ضروريا فقد أشبهونا فيما لا ندركه إلا بالضرورة ، فلا فرق بيننا وبينهم لو رفع اللّه عن أعيننا غطاء العمى ، كما رفعه اللّه عن أبصار أهل الشهود وبصائر أهل الإيمان ، فإن البهائم تعلم من الإنسان ، ومن أمر الدار الآخرة ، ومن الحقائق التي الوجود عليها ، ما يجهله بعض الناس ولا يعلمه . وجميع ما سوى الثقلين وبعض الناس والجان على بينة من ربهم في أمرهم ، من حيوان ونبات وجماد وملك وروح «إِلَّا ما يُتْلى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ» أي ما دمتم حرما في المكان الحلال والحرام وسكانا في الحرم وإن كنتم حلالا أو حراما فحيث ما كانت الحرمة امتنع الصيد «إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ ما يُرِيدُ» .


المراجع:

(1) الفتوحات ج 3 / 140 - ج 2 / 592 - ج 3 / 259 ، 261 - ج 1 / 686

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!