The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة البقرة (2)

 

 


الآيات: 58-60 من سورة البقرة

وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْها حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ (58) فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلاً غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ بِما كانُوا يَفْسُقُونَ (59) وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ فَقُلْنَا اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ (60)

[ في اثنتا عشرة عين ]

إشارة - علم الاثنتي عشرة عينا التي في العلم بها العلم بكل ما سوى اللّه ، وهو علم

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

عدوكم ، فإن رؤيتهم لذلك الطريق غرهم فاتبعوكم حتى غشيهم من اليم ما غشيهم ، فانطبق البحر عليهم فأهلكهم «وَأَغْرَقْنا آلَ فِرْعَوْنَ ، وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ» وأنتم تشهدون ذلك ، ولنا وجه في «أَنْتُمْ تَنْظُرُونَ» وهو أن خرج من الحكاية إلى خطاب الحاضرين من بني إسرائيل وذلك بأن يكون «تَنْظُرُونَ» بمعنى تنتظرون ، فقال لهم وأنتم تنظرون أي تنتظرون أن يحل بكم إن لم تؤمنوا بمحمد عليه السلام ما حل بآل فرعون لما لم يؤمنوا بموسى عليه السلام ، وأما نسب موسى ، فهو موسى ابن عمران بن يصهر بن فاهث بن لاوى بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل اللّه ، وقيل سمّي موسى لأنه وجد التابوت الذي كان فيه بين الشجر في الماء ، والمو بالقبطية الماء ، والسا الشجر ، فركبوا من ذلك اسم موسى ، وأما فرعون فقالوا اسمه الوليد بن مصعب ، وقالوا مصعب بن الريّان ، ثم ذكر من النعم قوله (52) «وَإِذْ واعَدْنا مُوسى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» الآية ، لما كان من نعم اللّه عليهم ما أنعم به على رسولهم ، إذ لهم الشرف بذلك ، ذكر من جملة النعم مواعدته لموسى في مناجاته ، فقال «وَإِذْ واعَدْنا» فعل فاعلين ، وهو أتم في التشريف حيث قرنه بنفسه في المواعدة ، وكذا أنزلت وتليت ، وقد قرأنا «وعدنا» بغير ألف ، فهو الوعد من جانب الحق تعالى خاصة ، وهذا أنزه ، والأول أشرف في حق موسى ، وقوله «أَرْبَعِينَ لَيْلَةً» يمسكه عنده فيها مناجيا مقربا ، ويحتمل أنه بعد انقضاء الميقات يكون الكلام ، ليس في هذه الآية دليل على ترجيح أحد الوجهين ، وقوله «ثُمَّ اتَّخَذْتُمُ الْعِجْلَ مِنْ بَعْدِهِ» أي من بعد ما فارقكم وجاء لميقاتنا الذي وعدناه

الحياة التي يحيا بها كل شيء ، وهو العلم المتولد بين النبات والجماد من المولدات بصفة القهر ، فإن العيون الاثنتي عشرة إنما ظهرت بضرب العصا الحجر ، فانفجرت منه بذلك الضرب

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

" وَأَنْتُمْ ظالِمُونَ " أنفسكم ، أي ظلم بعضكم بعضا ، حيث لم يأخذ بعضكم على بعض ، ولا نهى بعضكم بعضا في اتخاذكم العجل إلها من دون اللّه (53) «. "ثُمَّ عَفَوْنا عَنْكُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِكَ»

إشارة إلى الاتخاذ ، أي لم ندخر لكم العقوبة إلى الآخرة ، وجعلنا عقوبتكم في الدنيا ، وفرضنا لكم التوبة ، وهو الرجوع من شرككم إلى توحيد اللّه كما سيأتي ، ثم قال «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» على هذه النعمة في قبول التوبة ورفع العقوبة عنكم في الآخرة ، وقد ندخل نحن في قوله «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» حيث قصصنا عليكم ما كان منا في حق الأمم من قبلكم ، فتشكرون نعمة اللّه عليكم حيث عافيناكم مما ابتلينا به من كان قبلكم ، وسنأتي على شرح هذه القصة في مكانها من الأعراف وطه .

ثم قال (54) «وَإِذْ آتَيْنا مُوسَى الْكِتابَ» الآية ، ومن النعم أيضا على نبيكم موسى وعليكم ، أن آتيناه ، أي أعطيناه وأنزلنا عليه الكتاب ، يعني التوراة ، يقول : الجامعة لما فيه سعادتكم إن عملتم بها «وَالْفُرْقانَ» فيها ، أي وكتبت الفرقان فيها ، وهو من بعض ما فيها ، يقول : جعلت لكم ما تفرقون به بين الحق والباطل «لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ» تتبينون ذلك عند تلاوتكم إياها فتعملون عليه ، ثم من نعمه قوله تعالى (55) .

«وَإِذْ قالَ مُوسى لِقَوْمِهِ» الآية ، فنبههم على ذنبهم وعلى ما شرع الحق في ذلك ، فقال «وَإِذْ قالَ» أي يا بني إسرائيل واذكروا أيضا إذ قال «مُوسى لِقَوْمِهِ» الذين عبدوا العجل ، فأضافهم إليه وإن كانوا قد كفروا وخالفوا دينه «يا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ» أي ظلم بعضكم بعضا حيث لم يرده عما شرع فيه من مخالفة أمر اللّه «بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ» إلها من دون اللّه ، فهؤلاء كفار وليسوا مشركين إن كانوا لم يتخذوه شريكا ، ثم قال «فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ» فارجعوا إلى الذي خلقكم وبرأكم ، فإن العجل ما يخلق شيئا ، فذكر أخص وصف الإله ، ليدل أن الخلق لا يكون إلا للّه ، خلافا لمخالفي أهل الحق الذين ينسبون الخلق إلى غير اللّه «فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ» أي فتوبتكم أن يقتل بعضكم بعضا عقوبة لكم مناسبة كما لم يرد بعضكم بعضا عن عبادة العجل ، وكما لم يرد بعضكم بعضا في ذلك لظلمة الجهل التي أعمت بصائركم ، كذلك أنزل عليكم ظلمة حتى يقتل بعضكم بعضا فيها ، فأرسل اللّه عليهم ظلمة بحيث لا يبصر بعضهم بعضا ، وتقاتلوا فيها حتى رفع اللّه عنهم ذلك ، وقصتهم في التاريخ مذكورة ، وغرضنا التنبيه والإيجاز وما يدل عليه اللفظ وكيفية الوقائع موقوف على كتب التواريخ ، ولو وصلت إلينا من طريق صحاح ربما ذكرناها ، ومما ظهر لنا أيضا في إرسال الظلمة عليهم في وقت قتالهم لئلا يدرك الرجل رأفة في أبيه أو ابنه أو أخيه أو ذي قربى ، فيؤديه ذلك إلى الفتور في إقامة

اثنتا عشرة عينا ، يريد علوم المشاهدة عن مجاهدة ، بسبب الضرب ، وعلوم ذوق ، لأن الماء من الأشياء التي تذاق ، ويختلف طعمها في الذوق ، فيعلم بذلك نسبة الحياة كيف

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

حد اللّه الذي شرع لهم ، كما ورد في شرعنا في جلد الزاني والزانية (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ) وهذا أيضا من أكبر النعم على بني إسرائيل ، وقال تعالى «ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بارِئِكُمْ» أي التوبة والقتل خير لكم عند بارئكم ، فأضافهم إلى البارئ عقيب القتل ، ليتنبهوا على الإعادة ورجوع الحياة إليهم ، ونبههم أيضا بذلك على أنهم شهداء ، فهم أحياء عند ربهم يرزقون «فَتابَ عَلَيْكُمْ» أي رجع عليكم برحمته التي كان الكفر قد سلبها عنكم «إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ» الرجّاع «الرَّحِيمُ» بالرحمة إليكم ، وقد تقدم تفسير التواب في قصة آدم ، ثم أردف أيضا هذه النعم بنعمة أخرى فقال تعالى وجل (56) «وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ» الآية ، إلى قوله «تَشْكُرُونَ» قص اللّه علينا هذه الأمور ليري اللّه تعالى نبيه محمدا صلّى اللّه عليه وسلم ما قاسى موسى من أمته فيعزي نفسه بذلك ، قال تعالى (وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْباءِ الرُّسُلِ ما نُثَبِّتُ بِهِ فُؤادَكَ) وقال (وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرى) لنا لنشكر اللّه على ما أولانا من نعمه حيث آمنا واستسلمنا ، ولم نكلف نبينا أن يسأل ربه شيئا ، مثل ما كلفت الأمم رسلها ، فنشكره سبحانه على هذه النعمة ، إذ لو شاء لألقى في قلوبنا ما ألقاه في قلوب الأمم قبلنا ، ولهذا نشرك أنفسنا معهم في الضمير المذكور في قوله (لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) فقال تعالى إخبارا عن بني إسرائيل ، والعامل في إذ كما في أمثاله «وَإِذْ قُلْتُمْ يا مُوسى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ» أي لن نصدق بك «حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً» فالعامل في جهرة يحتمل أن يكون قلتم ، ويحتمل أن يكون العامل نرى ، وهذا من أعظم ما اجترءوا به على اللّه تعالى ، وأعظم ما كلفوه لموسى ، فعاقبهم اللّه بأن أرسل عليهم صاعقة ، أمرا من السماء هائلا أصعقهم لم ينقل إلينا من طريق صحيحة ما كان ذلك الأمر «فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ» أي فأخذتهم الصاعقة جهرة ، وهو قوله «وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ» قال (57) «ثُمَّ بَعَثْناكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ» أي من بعد ما صعقتم ، فقد يكون موت غشي ، وقد يكون موتا حقيقة ، والأقرب أن يكون موت غشي وصعق ، لأن اللّه يقول (لا يَذُوقُونَ فِيهَا) يعني في الجنة (إِلَّا الْمَوْتَةَ الْأُولى) فأفردها ، وليس بنص ، ولكن يتقوى به وجه التأويل على هذا المعنى ، وسنومئ في إحياء من مات في ضرب الميت بالبقرة فحيي ، ما كانت تلك الحياة ، وفي كل حي يحيى في الدنيا بعد موته قبل حياة البعث ، فإنه سر لطيف لا يدرك إلا من جهة الكشف ، ثم قال «لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ» خطابا لنا ولهم ، فهذا تعريف يتضمن تكليفا بالشكر ، ومن النعم قوله (58) «وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ» الآية ، لما دعا موسى على قومه بالتيه حين قالوا ما ذكر في سورة المائدة ، قال أصحابه المؤمنون به : ما يقينا من حر الشمس في

اتصف بها المسمى جمادا ، حتى أخبر عنه الصادق أنه يسبح بحمد اللّه ، لأن الحق أضاف ذلك إلى الحجر بقوله «منه» ، ومن لا كشف له ولا إيمان لا يثبت للجماد حياة ، فكيف

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

هذا التيه ؟

فظلل اللّه عليهم الغمام ، وهو الضباب أو السحاب ، فقالوا : ما نأكل ؟ فأنزل اللّه عليهم المن ، وهو هذا الذي ينزل على الشجر ويجمعه الناس ، جعل اللّه لهم فيه غذاء وهو المعروف عندنا ، وقد قيل فيه إنه شيء شبه الخبز النقي ، وقيل شبه الذرة ، وأما السلوى فهو طائر واحده سلواة ، فقال تعالى «وَظَلَّلْنا عَلَيْكُمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ ما رَزَقْناكُمْ» من جعل من للتبيين جعل الطيبات الحلال من الرزق ، وأطلق الرزق على الحلال والحرام ، ومن جعل من للتبعيض يريد التقليل من الأكل وهو مشروع ، جعل الرزق هنا الحلال ، فإن اللّه نهى عن أكل الحرام في غير ما موضع من كلامه في كل كتاب ، وقوله «وَما ظَلَمُونا» أي وما تضررنا بمعصيتهم ولا بمخالفتهم ، إذ كان كل مظلوم متضررا «وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ» أي ما يكون من الضرر في ذلك يعود عليهم ، وهذا يدلك أيضا على أنه لنفسك عليك حق ، وهو أن تسلك بها سبيل النجاة ، فإذا لم تفعل فقد ظلمتها وأورثتها الضرر والشقاء ، ثم قال تعالى (59) «وَإِذْ قُلْنَا ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ» الآية ، ومن نعمه أيضا عليهم بعد أن فرغوا من إقامتهم في التيه أن قال لهم «ادْخُلُوا هذِهِ الْقَرْيَةَ» يعني بيت المقدس أو أريحا ، ما ثبت عندنا أية قرية هي ، غير أنا زرنا قبر موسى عليه السلام على قرب من أريحا على قارعة الطريق الكبرى وقرب من الكثيب الأحمر ، بأرض يقال لها البريصا ، ظاهر حجارتها بيض وباطنها أسود نفطية ، كنا نوقدها كما يتقد النفط ، ورائحتها كرائحته وفيها دهن ، والقبر على يمين الطريق إذا طلبت أريحا ، ثم قال «فَكُلُوا مِنْها» الضمير يعود على القرية «حَيْثُ شِئْتُمْ» أي مما فيها ، فأباح لهم الدخول والأكل كيف شاءوا ومما شاءوا وحيث شاءوا «رَغَداً» في اتساع عيش من غير تضييق ولا تحجير «وَادْخُلُوا الْبابَ سُجَّداً» كلفهم التواضع عبادة بالسجود عند الدخول «وَقُولُوا حِطَّةٌ» بالرفع ، أي قولوها كما أمرتم حكاية على الرفع ، وحطة مثل قعدة وجلسة ، وقد يكون دعاء ، أي حط عنا ذنوبنا حطة ، وقد يكون المعنى إذا دخلتم سجدا وفرغتم من عبادتكم فحطوا ، أي أنزلوا رحالكم حطة ، ومعناه يتداعوا بها على الرفع بينهم : حطة حطة ، ليحطوا ، فإذا فعلتم ذلك «نَغْفِرْ لَكُمْ خَطاياكُمْ» جمع خطيئة ، وهو ما كان منكم مما تقدم مما ذكرناه من الذنوب ، «وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ» إحسانا على إحساننا لهم ، لكونهم ما خالفوا أمر اللّه واحترموا جانب الحق ، قال تعالى (لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنى وَزِيادَةٌ) فإن تركهم للمخالفة زيادة عمل مشروع إذا اقترنت به نية الترك ، وسواء كان الترك لمباح أو ندب أو فرض ، على أنه عندنا إذا أتى المباح من حيث أنه مباح شرعا أجر (60) «فَبَدَّلَ

وبضربه بها ظهر ما ظهر ، ومن لا كشف له لا يعلم أن النبات حي ، إلا من يصرف الحياة إلى النمو ، فعلم الاثنتي عشرة عينا على الكشف والمشاهدة هو علم ما يتعلق بمصالح العالم «قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ» من تلك العيون ، فمن علمها علم حكم الاثني عشر برجا ، وعلم منتهى أسماء الأعداد وهي اثنا عشر ، وعلم الإنسان بما هو ولي للّه تعالى .

من كتاب إيجاز البيان في الترجمة عن القرآن:

الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ» الآية ، قيل لهم قولو :حطة ، فبدلوا ، قيل المعنى فاستهزءوا ، وقيل اللفظ ، فقالوا : حطا سمقا ، بالقبطية معناه حنطة حمراء استهزاء ، فعاقبهم اللّه على ذلك ، فقال «فَأَنْزَلْنا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا رِجْزاً مِنَ السَّماءِ» بيّن أن الرجز إنما نزل بالظالمين ، ولم يقل عليهم لئلا يدخل فيه غير الظالمين ، لأن العذاب قد ينزل فيعم الصالح والطالح ، ويحشر كل إنسان على عمله ، فلهذا أخبر اللّه أن الرجز الذي هو العذاب اختص بالذين ظلموا «بِما كانُوا يَفْسُقُونَ» أي بخروجهم عن أمرنا فيما بدلوه من قولنا قولوا حطة ، ومن نعمه أيضا قوله (61) «وَإِذِ اسْتَسْقى مُوسى لِقَوْمِهِ» الآية ، لما أعطاهم ما يقيهم من حر الشمس وما يأكلون طلبوا ما يشربون ، فاستسقى اللّه لهم موسى «فَقُلْنَا» فقال له ربه «اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ» *فإن الحجارة في الغالب موضع تفجير الماء «فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً» وكانوا اثني عشر سبطا ، لكل سبط عين ، والحجر قد يكون الألف واللام لحجر بعينه ، وكذا ذكر في التاريخ ، وأنه كان صغيرا يحمله في مخلاة ، فحيثما نزلوا من التيه أخرجه وضربه بعصاه ، فتفجر عيونا اثنتي عشرة ، وقد يحتمل أن يكون للجنس ، وقوله «قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ» كان لكل سبط عين تخصه ، وكل سبط يرجع إلى ولد من أولاد يعقوب ، وهم الأسباط ، فسبط يرجع إلى روبيل ومعناه بالعربية الأبيض ، وسبط يرجع إلى يهود ومعناه بالعربية شاكر ، وسبط يرجع إلى شمعون وهو بالعربية سمعان ، وسبط يرجع إلى نفنوان ومعناه المنطيق ، وسبط يرجع إلى رنوان ويقال فيه ربالون ولم نر له تفسيرا ، وسبط يرجع إلى آشر ومعناه الطيب ، وسبط يرجع إلى أنساخر ومعناه المتأخر ، وسبط يرجع إلى جاد ومعناه الفياض ، وسبط يرجع إلى دان ومعناه بالعربية الحكم ، وسبط يرجع إلى يوسف ومعناه يزيد ، وسبط يرجع إلى لاوى ومعناه العطاف ، وسبط يرجع إلى بنيامين ومعناه شداد ، وكلهم أولاد يعقوب وهو إسرائيل ومعناه صفوة اللّه ، ثم قال لهم «كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ» تقدم الكلام في الرزق «وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ» اسم فاعل من أفسد يفسد فهو مفسد ، يقال عاث في الأرض إذا أفسد فيها ، وبه سمى العوث وهي الدودة التي تأكل الثياب


المراجع:

(60) الفتوحات ج 1 / 644

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!