The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة التوبة (9)

 

 


الآية: 24 من سورة التوبة

قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ وَأَبْناؤُكُمْ وَإِخْوانُكُمْ وَأَزْواجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ (24)

«قُلْ إِنْ كانَ آباؤُكُمْ» وهو كل من له عليك ولادة «وَأَبْناؤُكُمْ»

كل من لك عليه ولادة «وَإِخْوانُكُمْ» كل ما قابلك من الأمثال ، وداخلك من الأشباه ، ومازجك أو قارب من الأنداد «وَأَزْواجُكُمْ» وهو كل ثنّاك وجوده ، وانفعل لك فيما تريده ، وكنت فيه خلاقا ، وإليه إذا غاب عنك مشتاقا ، وجمعتكما الرحمة والمودة الثابتة ، وسكنت إليه ، وسكن إليك ، وأعطاك من نفسه التحكم فيه ، وظهر فيه اقتدارك ، فهو زوجك ، تحبه طبعا وتتحد به ، ويكون ملكا لك شرعا «وَعَشِيرَتُكُمْ» .

العشائر : الأصحاب ، وكل ما تعتضد به في أمورك" وَأَمْوالٌ اقْتَرَفْتُمُوها "

وهو كل ما تميل إليه فيميل إليك ، ويحضره ديوان نيلك ، ويقف عند فعلك فيه وقولك ، ويتحكم فيه سلطان طولك ، وتصل في اقتنائه نهارك بليلك ، من ثابت كالعقار ، ومن غير ثابت كالعروض والدرهم والدينار ، وكل منقول لا يقر به قرار ، وكله مال ، لأنه مال ، وإليه المآل بعد الرحلة عنه والانتقال ،

«وَتِجارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسادَها» وهو كل أمر تطلب الخروج عنه ، ليكون ذلك الخروج سببا لتحصيل ما يكون عندك أنفس منه ، فتطلب به النفاق في الأسواق ، تخشى كسادها وتخاف فسادها «وَمَساكِنُ تَرْضَوْنَها» وهو كل ما اتخذته محلا ، وكنت به محلى ، وجعلته لك حرما وحلا ، فذلك مسكنك الذي ترضاه ، ومنزلك الذي تقصده وتتوخاه ،

كل ذلك قاله لك الحق فيما أنزله إليك ، ووفد به رسوله الأمين عليك ، إذا لم تر وجه الحق في كل ما ذكرته وتعشقت به لعينه ، وتعرف أنه من عنده ما هو عينه ، وآثرته مع هذا الحجاب على ما دعاك الحق إليه من الزهد فيه إذا فقدت فيه وجه الحق فتعلم أن اللّه ما أراد منك إلا أن تعرفه فيما أمرك بالزهد فيه ، والرغبة عنه ، وأحببته حب عين ، وصورة كون ، وكان أحب إليك من اللّه

الجامع للرغبة فيه ، والرغبة عنه ، فإنه المعطي المانع ، والضار النافع ، وأحب إليك من رسوله الوافد عليك المعرف بما هو حجاب عن المقصود ، وستر بين العابد والمعبود ، مع علمك بما أعلمك أنه ما خلقك إلا لتعبده ، وتؤثره على ما تراه وتقصده ، وأحب إليك من جهادك في سبيل اللّه الذي يجمع لك بين الحياتين فلا تعرف للموت طعما ، ولا للحصر حكما «فَتَرَبَّصُوا»

كلمة تهديد ووعيد ، والتربص :

نقيض الفرار المأمور به وهو قوله تعالى : «فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ» «حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ» فتعرف عند ذلك خيره من شره ، وحلوه من مره ، وتذوق شهده من صبره

- تفسير من باب الإشارة –

اعلم أن قوله تعالى : «فَتَرَبَّصُوا» عقيب ما تعدد من الأعيان إذن وأمر بالتربص إن كان اللّه مشهودا لكم في كل ما ذكرناه ، فإن ذلك الشهود هو المطلوب بالفرار إلى اللّه ، لأن اللّه أمرنا بالفرار إلى اللّه ،

وقوله :" أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ " أي من أجل اللّه أي شهودكم اللّه في هذه الأعيان أحب إليكم من شهودكم إياه في أعيان غيرها ، للمناسبة القريبة بينكم وبين هذه الأشياء المذكورة ، وإن كان الكامل يشهده في كل عين ، ولكن بعض الأعيان قد يكون لبعض الأشخاص أحب من أعيان أخر ، وقوله :" وَرَسُولِهِ "

مثل قوله : «مِنَ اللَّهِ» أي ومن أجل رسوله حيث أمركم ببر هؤلاء ، وجعل لهم حقوقا عليكم فحقوق الآباء والأبناء والإخوان والأزواج والعشائر معلومة ، منصوص عليها لا تخفى على من وقف على العلم المشروع ،

وكذلك حقوق الأموال ، نعم المال الصالح للرجل الصالح ، وحقوق التجارة معلومة ، فإن صدق التجارة لا يكون لغيرها ، والتاجر الصدوق يحشر يوم القيامة مع النبيين والشهداء كذا قال صلّى اللّه عليه وسلم وقوله : «تَخْشَوْنَ كَسادَها» يقول تخافون أن تتركوها لأجل الكساد طلبا للأرباح ، وأي ربح أعظم من ربح صدق التاجر وقوله : «وَجِهادٍ فِي سَبِيلِهِ» أي ومن أجل أيضا شهودكم إياه تعالى في الجهاد في سبيله لأنه أمركم بهذا ، وعلمتم أن مشهودكم في كل ما ذكرناه ولما ذكرناه منزلة شريفة عندكم «فَتَرَبَّصُوا» أي لا تفروا فإنه ما أمرنا بالفرار إلّا لكوننا ليست لنا هذه المشاهدة . وقوله : «حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ» وهو قيام الساعة ، أو الموت الذي يخرجكم عن مشاهدة هؤلاء وقوله :" وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ "

يقول الخارجين عن حكم هذه المشاهدة التي أنتم فيها ، والتي دعيتم إليها ، فما هي في حق أصحاب هذا النظر آية وعيد ، وإنما هي آية وعد وبشرى ، وتقرير حال وسكون أي تربصوا إذا كان هذا

مشهدكم ، فقد حصل المطلوب ، فإن انتقلتم بعد هذا فهو انتقال من خير إلى خير ، أو من خير أدنى إلى خير أعلى .


المراجع:

(24) الفتوحات ج 3 / 505 - ج 4 / 156 ، 157 - ج 2 / 155 - ج 4 / 157 - ج 2 / 156

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!