المكتبة الأكبرية
*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***
*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***
إشارات في تفسير القرآن الكريم
للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى
سورة هود (11)
الآية: 115 من سورة هود
وَاصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ (115)
- إشارة - لتعلم أن الصلاة انبعثت من الحضرة الصمدانية المقدسة ، فاغتنمها فهي كالخطرة المختلسة ، نظرت إليها الحضرة النورية فوهبتها أسرارها ، وأفاضت عليها الحضرة القيومية أنوارها ، ولما كانت هذه الصلوات تختص بالمناجاة الربانية وترد عليها إذا خاطبت بالمناجاة الإلهية ، وتعمّ جميع المقامات المخصوصة بروحانية أهل السماوات ، وجيئت بجميع الحركات المستقيمة في الإنسانيات عند القراءات ، والأفقيات في الحيوانات عند الركوع للأذكار المعظمات ، والمنكوسة في النباتات عند السجود لابتغاء القربات ، وكانت الصلوات خمسا لمطابقتها أصول تركيب الإنس (الماء ، التراب ، النار ، الهواء ، الروح)
لأن الخمسة وحدها من بين سائر الأعداد تحفظ نفسها وغيرها ، فاعرف قدرها واشكر خيرها ، واعلم أنه تعالى قسم هذه الصلوات قسمين ، وجعل لها حكمين ، لتحصيل علمين ، في عالمين راجعين إلى حاكمين ، فقسم واحد خصه بالعقل ، وهو الحضور والتدبر لما يتلوه بعد عقد النية ، وقسم آخر خصه بالحس وهو التلاوة وجميع حركات الصلاة ، لما كانت لا توجد إلا في هذه البنية ، وأما الحكمان ، فحكم العقل التوجه إلى القربة ، وحكم الحس التوجه إلى الكعبة ، وإنما قيدنا بجهة واحدة عن الجهات ، لإزالة الحيرة والالتفات ، وإشارة إلى فضل الجمع على الشتات ، وأما العلمان : فالعلم الواحد يختص بالعقل وهو علم التنزلات والعلم الآخر يختص بالحس وهو علم التجليات ، وأما العالمان ، فالعالم الواحد عالم الغيب ، والعالم الآخر عالم الشهادة المقدس عن الريب ، وأما الحاكمان ، فالحاكم الواحد الاسم الظاهر ،
والحاكم الآخر الاسم الباطن بلا مؤازر ، ولما اشتق اللّه تعالى لهذه الصلاة أسماء من أوقاتها لا من ساعاتها ، علمنا أن ذلك لسرّ أبداه ، وخير إلينا أسداه ، فصلاة الظهر في العقل لظهوره بالعلم ، وفي الحس لظهوره بالفعل في خلق الظهيرة والحكم ، وصلاة العصر في العقل لضمه إياه في عقل معرفته عن النقل ، وفي الحسّ لضمه إياه في فروع الأحكام إلى النقل عن العقل ، بضم الشمس إلى الغيب لوجود الفصل والفضل ، وصلاة المغرب في العقل لاستتاره بالأدلة الفكرية ، وفي الحس لاستتاره عن الكيفية ، وصلاة العشاء في العقل لاستسلامه إلى سلطان السمع ، فلاحت له بارقة من بوارق الجمع ، فغشيت عين بصيرته لشدة ظلام الطبع ، وفي الحس لاستتار المبصرات بجلابيب الظلمات ، فكأن العين غشيت عن إدراكها في أصل الوضع ، وصلاة الفجر في العقل لانفجار بحار الأسرار ، وفي الحسّ لانفجار بحار الأبصار .
واعلم أن الصلوات المفروضة كلها نهارية ، إما بالشمس وإما بآثارها ، إلا العشاء الأخيرة فإنّها مشتركة بين الليل وبين النهار أنوارها ، وذلك لسرّ غريب ، ومعنى عجيب ، وهو أن الصلاة تكليف ، ففيها مشقة وتعنيف ، هما صفتان للنهار دون الليل عقلا وإحساسا ، فجعل النهار معاشا وجعل النوم سباتا ، حين جعل الليل لباسا ، وانظر ما أوزن هذا التعريف بحكمة التكليف ، ثم اعلم أن الصلاة البرزخية ، وهي المغرب فرضها سبحانه بين جهر في شفع ، وسرّ في وتر ، وذلك في العقل لأن البرزخ في الصلاة أمر معقول بين عبد ورب علي قدر ، لأن العبد بالليل منوط ، والرب بضوء شمس اللّه مربوط ، وفي الحسّ بين كشف وستر ، وأن الصلاة النهارية مفروضة بين شفع وسرّ ، فالشفع للخلق ، والسر للوتر ، فإن الخلق إذا ظهر احتجب الحق واستتر ، فلهذا شفع الظهر والعصر ، وبالقراءة أسر ، وجهر في كل صلاة الفجر لقرب طلوع الشمس .
المراجع:
(115) كتاب التنزلات الموصليةالبحث في التفسير
بعض كتب الشيخ الأكبر
[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]
شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:
[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]
شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:
[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]
بعض الكتب الأخرى:
[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]
بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:
[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]