The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi
The Greatest Master Muhyiddin Ibn al-Arabi

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

إشارات في تفسير القرآن الكريم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

مستخلصة من الفتوحات المكيّة وكتبه الأخرى

سورة ابراهيم (14)

 

 


الآيات: 18-19 من سورة ابراهيم

مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أَعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعِيدُ (18) لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (19)

«لَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ» اعلم أن اللّه تعالى وصف نفسه بأن له نفسا بفتح الفاء ، وأضافه إلى الاسم الرحمن ، فهو أول غيب ظهر لنفسه ، فكان فيه الحق من اسمه الرب ، فكان العماء الذي كان فيه الرب قبل خلق الخلق ، ثم أوجد اللّه في

هذا العماء جميع صور العالم الذي قال فيه إنه هالك ، يعني من حيث صوره ، وفي هذا العماء ظهرت الملائكة المهيمة والعقل والنفس والطبيعة ، والطبيعة هي أحق نسبة بالحق مما سواها ، فإن كل ما سواها ما ظهر إلا فيما ظهر منها ، والنفس بفتح الفاء هو الساري في العالم ، أعني في صور العالم ، فالعماء أصل الأشياء والصور كلها ، وهو أول فرع ظهر من أصل «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ» ولكن ما فعل مع جواز إعدام الأشياء بمسكه الإمداد بما به بقاء أعيانها ، ولكن قضى القضية أن لا يكون الأمر إلا هكذا ، ولذلك علق الإذهاب بالمشيئة ، يريد مسك الشرط المصحح لبقاء الوجود عليكم ، فتنعدمون إذ لم يوجده سبحانه ، فإن له التخيير في إيجاد كل ممكن أو تركه على حاله من اتصافه بالعدم . واعلم أن اللّه لا يرد ما أوجده إلى عدم ، بل هو يوجد على الدوام ولا يعدم ، فالقدرة فعالة دائما ، فإنه ما شاء إلا الإيجاد ،[ «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ» ]

ولهذا قال : «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ» - الوجه الأول - الذهاب انتقالكم من الحال التي أنتم فيها إلى حال تكونون فيها ، ويكسو الخلق الجديد عين هذه الأحوال التي كانت لكم لو شاء ، لكنه ما شاء ، فليس الأمر إلا كما هو ، فإنه لا يشاء إلا ما هي عليه ، لأن الإرادة لا تخالف العلم ، والعلم لا يخالف المعلوم ، والمعلوم ما ظهر ووقع ، فلا تبديل لكلمات اللّه ، فإنها على ما هي عليه - الوجه الثاني - «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ» أي يلحقكم بالعدم أي إعدام الموجود «وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ» إيجاد المعدوم وفي ذلك وصف العدم بالكينونة فانظر كيف أضاف الإلحاق بالعدم إلى المشيئة ولم يضفه إلى القدرة التي يقع الخلق والجعل بها ، والصحيح في ذلك أن الموجودات إذا كانت كما ذكرنا لها أعيان ثابتة حال اتصافها بالعدم الذي هو للممكن لا للمحال فكما أبرزها للوجود وألبسها حاله وعراها عن حال العدم فيسمى بذلك موجدا وتسمى هذه العين موجودة ، لا يبعد أن يردها إلى ما منه أخرجها وهي حالة العدم فيتصف الحق بأنه معدم لها وتتصف هي بأنها معدومة - الوجه الثالث - «إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ» معناه إن يشأ يشهدكم في كل زمان فرد الخلق الجديد الذي أخذ اللّه بأبصاركم عنه ، فإن الأمر هكذا هو في نفسه والناس منه في لبس ، فبقاء الجوهر ليس لعينه وإنما بقاؤه للصور التي تحدث فيه ، فلا يزال الافتقار منه إلى اللّه دائما ، فالجوهر فقره إلى اللّه للبقاء ، والصور فقرها إلى اللّه لوجودها ، فالكل في عين الفقر إلى اللّه .


المراجع:

(19) الفتوحات ج 3 / 420 - ج 2 / 539 - ج 3 / 365 ، 548 - ج 4 / 240 - ج 2 / 607 - ج 3 / 460

 

 

البحث في التفسير


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



Please note that some contents are translated Semi-Automatically!