موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المقدمة

 

 


المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على النبي وآله وسلم

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم و به أستعين وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم.

اعلموا يا اخواننا من أصحاب الهمم والترقي في الدرجات العلى وإياكم أخاطب ومعكم اتكلم علىطريقالتذكار والتنبيهلا علىطريق التعليم.

أن المنازلات التي بين حقائق الأسماء الإلهية وبين الحقائق الإنسانية في الإنسان الكامل امرأة كان أو رجلا تتعدد بتعدد التوجهات والأسماء .

وما عدا هذا الصنف الإنساني فليس له هذا التعميم لعدم كمال الصورة فيه .

فمنازلة الحقائق الإنسانية للطلب بالذلة والافتقارخلو محلها عن الفكر وهذا هو الاستعداد العزيز المطلوب الذي لم يقدر عليه أكثر العقلاء حتى أنكره بعضهم.

أعني أنكر أن يكون له نتيجة وأقر بها بعضهم وسماها الفيض والروح لكن عجزو عن التوصل إليها لغلبة الفكر وعدم استعمال العبادات المشروعة على ألسنة الأنبياء عليهم السلام.

وإن كانت لهم عبادات ومناجاة ورهبانية ابتدعوها غير أنها لم تقم على ساق التوحيد ولا بناء صدق فلهذا لم يشموا منه رائحة من الإلهيات ولا كانت لهم منازلات خارجة عن طور العقول .

فإن الهمم تعلقت منهم بما فيالعالم العلوي والعقل الأول والنفس الكليةوالعقول من الأسرار واللطائف فوكلهم الله لما اعتقدوه وربطهم بما قصدوه فحرمو السعادة الأبدية والكشف والمشاهدة وخالص التوحيد .

فلم يكن لهم تلك الهمة القوية وصار الخطاب لهم من خلف وراء حجاب الكون فلم يسمعوا منه وكيف يسمعون منه وهم محجوبون بما اعتقدوه وما كان لبشر ان يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب .

فما دام المخاطب ينطلق عليه اسم البشر ولم يتجرد عن بشريته فإن الخطاب له على غير العينولما لم يكن في العالم فاعل على الحقيقة إلا اللهالذي له الاقتدار التام الكامل كان هو المخاطب عباده المحجوبين وغير المحجوبين ويقع التفاضل في الطائفتين على حسب ما تعطيهم مقاماتهم ولهذا قال "وكلم الله موسى تكليما" [النساء: 164] . إشارة إلى فضله على غيره بخطاب مخصوص على رفع الحجاب لم يسمعه من ذلك المقام غيره .

فإذا تبين لك أن المنازلات إنما تحصل بامتثال أمور الشرع على أتم الوجوه وتجريد التوحيد والدخول في الحضرات بأوصافك لا بأوصافه والتلقي منه بما يناسبالصورة المقدسة منكفينبغي لك إن كنت عاقلا أن تتجرد لهذا الطلب على هذا الحد.

واعلمأن صاحب الكتاب كاليهودي والنصرانيإذا وفي أمر كتابه الذي أنزل عليه قبل نسخه بشرعنا وتجرد كما وصفه أهل طريقنا أدرك من هذه المنازلات والواردات ما شاء الله .

بخلاف من عبد عقله واتبع رأيهوإن ركب اعظم المشقات في ذلك لأنهم اتخذوا قربة ما لم يجعلها الله تعالی قربه بل شرعوا ذلك على حسب ما تعطيه حقيقة الذي يطلبون منه أعني من الوسائط الذين نصبوهم شرکاء الله تعالیکالكواكب وغيرهافتوسلوا إليها بأذكار ودعواتتعطيها حقائقها حملتهم عليها العادات .

وما ربط الله فيها من الحكمفمنهم من عبد الملائكةلما كانت عندهم أقرب إلى الله تعالی بمنزلة الوزراء من الملوك فقاسوا فأخطأو وفكروا فما أصابوولله في خلقه مكر خفي واستدراج لطيف.

قال الله تعالى : "زينا لهم أعمالهم فهم يعمهون" [النمل: 8] . وقال تعالى : "ومكرنا مكرا وهم لا يشعرون" [النمل: 50] . وقال تعالى : " سنستدرجهم ممن حيث لا يعلمون . وأملي لهم إن كيدي متين" [القلم: 44، 45 ]. وقال تعالى : "أفمن زين له سوء عمله، فرآه حسنا" [فاطر: 8] . وقال تعالى : " وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا" [الكهف : 104].

وأودع الله أسراره في العالم العلوي والسفليفالعالم كله رفيع وليس بين حقائق العالم مفاضلة فيقال هذا أشرف من هذا من جهة الحقائق والذوات .

فالعالم كله رفيع بلا اتضاعوذلك أن كل حقيقة في العالم مربوطة بحقيقة الإلهية هي حافظته .

فكله فاضل شريف رفيع بلا ضدفالشرف والاتضاع إنما هو أما العرف أو ما قرره الشارع فمن هناك نقول شريف وأشرف ووضيع و أوضع فمن فهم ما أشرنا إليه استراح في العالم وعرف أنه خير محض محسن لأنه صنعة حكيم لا شريك له فعل ما ينبغي كما ينبغي لما ينبغي.

 وأما صور تلقيات الموحدین الخطابية فهو أن تنبعث اللطيفة الإنسانية مجردة عن الفكر طالبة ما لا تعلم ممن لا تعلم منه إلا نسبة الوجود إليه بتقييدها به .

فإذا نزل هذا العقل بحضرة من الحضرات نزل إليه بحكم التدلي أو برزله أو ظهر له اسم من الأسماء الحسنى بما فيه من الأسرار فيهبه بحسب تجريده وصحة قصده وعصمته في طريقه .

فيرجع إلى عالم كونه عالما بما القى إليه من علمربه بربهأو من علم ربه بضرب من كونه .

ثم ينزل نزولا آخر هكذا أبد " وما أدري ما يفعل بي ولا بكم إن أتبع إلا ما يوحى إلى " [الأحقاف: 9] . وهو خير البشر وأكثرهم

عقلا و اصحهم فكرة  وروية .

فأين الفكر هنا هيهات تلف أصحاب الأفكار والقائلون باکتساب النبوة والولاية كيف لهم ذلك والنبوة والولاية مقامان وراء طور العقل ليس للعقل فيهما کسب بل هما اختصاصان من الله تعالی لمن شاء .

وليس العجب عندي إلا من القائلين بهذا المذهب مع قولهم أن العقل ليس بمادة ولا في مادة وأنه مستحيل عليه الفكر وإن له إقبالا على موجده بطريق الذلة والعجز والافتقار للمواهب الإلهية.

وله إقبال بطريق العزة والسلطان والإفادة على غيرهوهنا سر غاب عنهملو عرفوا كيفية تلقي العقل من الله تعالى المعارف التي عنده لرأوا أمرا عظيما .

فانظروا فقره إلى موجده فقرا ذاتيا والله المؤيد بالعصمة والفاتح باب الرحمة.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!