وفيض الأنوار الإلهية فهو [بكل وجه مما يلحظه من الحواس ظاهراً وباطناً [من التـزين والزين نقيض الشين وتـزين وزانه وزينة بمعنى واحد وهو الزينة إلا أن التاء لما كان مخرجها لم توافق الزاي لشدتها أبدلوا منها زالاً فهو من زان ويقال زينت الأرض بعشبها وازينت مثله وأصله تـزينت فسكنت التاء وأدغمت في الزاي واجتلبت الألف ليصح الابتداء بها فيما زينت به الحواس فالقلب [ضنين أي حافظ على الأسرار بخيل بها لغير أهلها يقال ضننت بالشيء أضنن به إذ أبخلت به قال بعضهم:

مهلاً أعاذلي قد جربت من خلقي

:.

إني أجود لأقوام وغن ضننوا

يريد ضننوا فأظهر التضعيف ضرورة وقال تعالى: ] وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ [ [التكوير:24] قرأ أهل مكة والبصرة والكسائي بالظاء أي بينهم يقال فلان يظن بماله أي يتهم به والظنة التهمة هذا أيضاً بالظاء المشالة وأما بالضاد الممدودة كما قرأ الآخرون فمعناه البخل يقول تعالى إنه ياتيه بِالْغَيْبِ فلا يبخل به عليكم وغيركم به ولا يكتمه والحال أن القلب رئيس الجسد فالعالم كله كالبحر [والجسم ذلك أي سفينة تجري في هذا العالم والأعضاء مقاديفها قال تعالى: ] َهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ [ [هود:42] وكذلك العارف فإن الإنسان المعنوي فلك