مقامه عندها وإنما كان رتبة الختم فوق رتبة الصديق إذ كان الختم هو الممهد للطريق المنحى من العوارض المهلكة الذي مشي عليه عتيق وهو من سبقت له العناية الأزلية فهو عتيق من هذه الحيثية وفيه ترشيح وتلميح فالختم نبوي المحتد لأن مرتبة الختم غاية الولاية المحمودة علم الله تعالى في المختوم عليها فهي ابتداء النبوة المفيضة بطريق الوهب لا الكسب والولاية مفضية بطريق الكسب لا الوهب فغاية الولاية ابتداء النبوة علوي المشهد باعتبار مقام الختم فلهذا جعلنا فوق الصديق فلو جعل علو مقام الختم جعلناه فوق مرتبة الصديق كما جعله الحق فحكمنا بذلك مطابقا لحكم الحق لما وقع لنا في عالم الكشف والإلهام وبعد جعل الصديق تحت لواء الختم وحكمه و(حَ) فالأخذ نوره من مشكوة النبوة وهو مقام الختم أكبر ممن أخذ من مقام الصديقية الذي هو دون مرتبة الختم لما ذكرناه فبين التابع وهو مقام الصديقية لأنه تابع ومنقاد للختم الأكبر فيبق مرتبة هذا الصديق ومرتبة الصاحب الذي هو مرتبة الختم وإنما لقب الصاحب الذي هو مرتبة الختم لأنه مصاحبها لأسرار الحق لا ينفك عنها على الدوام وذلك على يدي رسول الإلهام