فعمر بعد أن دثر (فحَ) خطب حميراء من عتيقه وحميراء لقب عائشة رضي الله عنها والعتيق لقب ولدها أبو بكر الصديق t وإنما تعرّض لوصفيهما للمضاهات فإن الحميراء كناية عن النفس والعتيق كناية عن السر المودع في القلب في عالم ألسْت و(حَ) انتزعها من يد صديقه أي و(حَ) انتزع النفس الكاملة صديقه فيه تهكم لأن صديق النفس صفاتها المذمومة فكانت توهمها الصداقة فنـزعت من يد هذا الواهم فحين انتزعها الحق منه فأصدقها عدداً غاب عني كميته وصفته لعظيم وصف الصداق وطلب إشهاده عليّ في ذلك العهد والصداق منّي بإقراري له في ذلك فلما حصل المقصود فكتب في خرقة حرير أحمر فكتب ذلك الصداق في خرقة حرير معنوية أحمر اللون لأنه صفة جلال والأحمر أليق في هذا المحل بما لا يخفى فكتب كتاب ذهب يزهر لشرفية الخاطب والمخطوبة إجلالاً لهما وكنت أول الشهود في مهره على طريقة التجريد فكأنه جُرد من ذاته ذاتاً وأشهدها عليه وكنت في سابق العناية أول الشهود لهذا المهر وذلك عن إذنه r وأمره لأن من خواص دائرة هذا السر الاجتماع بروحانية النبي r فلا يحدث من حادثة على يديه إلا بأمره ونهيه وفيه من الترشيح والتلميح ما لا يخفى