هذه الأمور النفسية والنفحات القدسية تصلح أن تكون أصله وصفته لأنها على حدِ سواء بخلاف موسى u إنما حرّمت عليه المراضع لكي يرده على أمه لتقرّ عينها به وإنما أغرق موسى u قومه لعدم قابليتهم للإيمان ومعاندتهم للحكم والأحكام وعلم الله سبق بشقاوتهم فوقع على حسب علمه وحكمته لا سبيل عما يفعل ولهذا الاعتبار ليندفع الاعتراض على الشيخ t فتأمل.

لغزت أموراً إن تحققت سرها

:.

بدا لك علما عند ربك نافعُ

أشار إلى ما لغزه من الحكم والمعاني فقال: إن تحققت ذلك السر تكشف حجاب قلبك وتهذيب صفات نفسك (فحَ) تبدوا لك العلوم والحقائق وتظهر لعينك تلك الرقائق فتدرك به علماً نافعاً وسراً رافعاً تتقرب به إلى ربك وتنسلخ عن جميع إربك فإذا كان هذا الأمر العظيم في المسلك الموسوي فما ظنك بالصراط السوي والمسلك المحمدي فإذا كان هذا السر حصل في وجودك بمضاهات صفاتك المسلك الموسوي وقد عرفته فما ظنك بالصراط السوي والمسلك المحمدي فإن الأمر أعظم من أن يذكر أو يصفه الواصفون وفي الصراط السوي إشارة فتدبر العبارة وتلك الإشارة قوله r: " علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل " وانظرها أي تلك الإشارة تراها آية وأمارة لِما ألغزته وأضمرته واجعلها