ولا تضمن معرفته روح كاملة ولا جسد فيه مبالغة في عدم إحاطة معرفة ذاته إجلالا أن تدركه الأوهام أو يحيط علم أحد بذلك المرام تعالى عن ذلك علواً كبيراً وهو العزيز الذي لا يدرك بحاسة البصر في الدنيا خاصة والموجود الذي يملك ولا يملك لأنه مالك لملك ومالك يوم الدين أي مالك أمورهم إذ حارت العقول وطاشت الألباب في يلقي صفاته من صفات الذات والأفعال ومن صفات الجلال والجمال لعظم محلها القائم بها فالعقول والألباب من الألفاظ المترادفة أي فإذا حارت العقول وطاشت عند مناجاة الصفات لها ألا ترى حكم تجليه في ربوبية الأزل كيف خر الكليم صعقا وتدكدك الجبل من هيبة المتجلي فإذا كان موسى صلوات الله وسلامه عليه مع علو شرفه ورفعة نبوته حصل له بسبب التجلي ودكت بسببه الأجرام الكثيفة فكيف لو تجلى هذه الربوبية من غير واسطة الجبل لنبيه موسى u لكان زمانه لا يوسى أي لو تجلى الحق لموسى u من غير واسطة الجبل لصار موسى u صاحب الزمان مطلقاً ولم يواسه أحد من الأنبياء لكن لما سبق العناية في الأزل لنبينا r التجلي بلا واسطة بجانب ] قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى [ [النجم:9] كان صاحب الزمان والمكان مطلقاً ولم يواسيه أو يساويه أحد من الأنبياء لأنه أصل الحكمة وينبوع