لأنها مرتبطة بعضها ببعض وإن بجملتها يصح وجود عالم الأرض والسماء وإن اجتمعت كل الأسماء صح وجود عالم الأرض والسماء وما بينهما ما خلا وملأ إلى مقام الاستواء وهو مقام عرش الرحمن ] الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى [ [طه:5] ولو فتحنا عليك باب توقفها والتجاء بعضها إلى بعضها أي ولو ظهرت لك المعاني القائمة بالأسماء وتوقفها على بعضها بعضا من حيث احتياج كل وأحد من الأسماء في حصول الأثر إلى الأخر والتجاء بعضها إلى بعض لرأيت ما يهو لك منظره ويطيب لك خبره أما حصول الهول فلعظم المقام وإنما يطيب خبره فلحصول ما في وجودك أثره ثم استدرك فقال ولكن فيما ذكرناه تنبيه على ما سكتنا عنه بالتضمن فلنرجع ونقول ] وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ [ [الأحزاب:4] فالقائل هذه العلوم والمعارف هو الله تعالى في الحقيقة فيظهر تلك الأسرار تارة على لسان نبيه وتارة على لسان وليه والله الهادي للسبيل في ذلك فعندما وقع هذا الكلام الأنفس في هذا المجمع الكريم الأقدس أي فلما وقعت هذه المحاضرة الأقدسية الأنفسية بين هذا الجمع الكريم الأقدسية وحصل بينهما المنادمة فعند ذلك تعطشت الأسماء إلى الظهور أثارها في الوجود ليجري عليه ما شهدت في ذلك المقام ولا سيما الاسم المعبود إذ هو المقصود بالذات وما عداه بالعرض وكذلك خلقهم سبحانه ليعرفوه بما عرفهم ويصفوه بما وصفهم للحديث القدسي " كنت كنـزا لم أعرف فخلقت الخلق ليعرفوني " فقال: ] وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِِْنسَ إِلآَّ لِيَعْبُدُونِ [ [الذاريات:56] أي وما خلقت الجن والإنس إلا في صورة قابلة لأن يعبدون لأن أفعال الله تعالى منـزهة عن الأغراض وإليه الإشارة بقوله: " وما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون " تعالى عن ذلك علواً كبيراً وجميع المخلوقات مفتقر إليه بالاحتياج والإبقاء ومثل هذا لا يستحق أن يعبد سواه فلجأت الأسماء كلها إلى الاسم الله الأعظم والركن القوي الأعظم لأن هذا الاسم رأسها وغايتها وجميع الأسماء قائمة مشتملة عليه فقال ما هذا اللجأ ولأي شيء هذا الالتجاء فقال اسم الذات الجامعة لها ما هذا اللجأ الذي التجأتم بسببه ولأي شيء هذا النجا فقالت الأسماء مجيبة له أيها الإمام الجامع لما تحقق ما نحن عليه من الحقائق والمانع لأن هذا الأمام محل اقتداء الجمع وإنما جعل الإمام ليؤتم به ألست العالم وإن كل وأحد منا في نفسه على حقيقة وعلى بينة وطريقة أي