العالم لأنه عين الموجودات وما عداه فهو من الأين فإن كنت في الأين فأنت منه حيث اتصف الإنسان بالآينية فهو محجوب لقصوره وذهوله عن إدراك الاتصال ولغلبية نفس الحيوانية عليه فيكون من هنا شأنه من جملة عالم الآينية وإن كنت في العين فلا يخبرك عنه أي وإن كان الإنسان كاملاً في ذاته مخلصاً في مرآته فلا يخبر به عن العالم لعلوّ مرتبته وعظيم شأنه فكأنه خارج عن العالم من حيث روحانيته وإن كان داخلاً فيه من حيث جسمانيته وإليه الإشارة بقوله ولست بحق في عين الأين لأن العالم لا يخفى عليه ولكن لما شاهد الأسرار الربانية بروحه القدسية حصل له فناء عن وجوده لاستغراقه في معبوده فلم يشعر بأين لحصوله في العين ولكنك بروح الأمرين من حيث روحانيته وجسمانيته كما بينته لك آنفا صاحب لقاء من حيث الآينية وإلقاء من حيث الغيبية وشديد نـزول وارتقاء⁽[1]⁾ لما قلناه من أنه روح الأمرين فمن حيث النـزول فهو في الأين ومن حيث الارتقا⁽[2]) فهو في العين فانظر أينك وحقق عينك والإنسان باعتبار أصل حقيقته ونشأته فهو في العين منـزه عن الأين وأنا المبرأ من تأويلك المقدس عن تفصيلك انظر كيف