كما أنا فيك بالرحمة والحلم والعلم وغيرها من أنواع الجمال ] وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ [ [الأنبياء:107] فليس في الحضرة الأحدية سواك وليس سواك في الشرف والسبق كما ليس سواي في الربوبية والقدم فأنت يا محمّد صفاتي فيهم في العالم بالقهر على أعدائي وبالرحمة على أحبائي وأسمائي وأنت يا محمّد سر سمائي وخاصته فحد للعالم الحد والذي جذبته لك في الحضرة على بساط الأنس والقرب من الحدود الشرعية والأسرار الربانية وأنـزل العهد الذي عاهدتك عليه في مقام الربوبية وسأسألك بعد التنـزيل والتدبير عن النقير والقطمير وسوف أسألك يا محمّد مع هذا الإكرام والتعظيم بعد تنـزيلك إلى عالم الشهادة وعالم التكليف عن النقير وهو النقرة الذي في ظاهر نواة التمرة والقطمير هو القشرة الرفيعة جداً تكون على النواة وفيه مبالغة على محاسبة مظالم العباد ] فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [ [الزلزلة8:7] فلما سمع هذا المقال من قبيل المتعال فتعصّر جبينه لهذا الخطاب الأنفس والأقدس عرقاً من عظم الخطاب وذلك حياء من الله تعالى على سبيل التواضع فكان ذلك العرق الظاهر ماء