القدس أي فإن الإنسان إذا تقدست روحانيته وطهرت من شوائب الغفلة ونسخت ناسوته وانسلخت على لاهوته فيتصف بروح القدس (ح) فيحصل له الولاية على العالم بالتدبير والإنذار والترغيب والترهيب وذلك هو المقام الحادي عشر له وإليه الإشارة بقوله فإن كان أمره هذا الروح من غير كشف ملكي وهو التابع لغيره فهو صديق لأن هذا الروح القدسي إن كان مدده من غير واسطة ملك بل برسول الإلهام فهو صديق تابع لغيره في الأحكام لا متبوعاً وهي المنـزلة الحادية عشر في الإنسان لكماله في الجهة من هذه الحيثية وإن أمره على الكشف الملكي وإن كان مدد هذا الكامل في العلوم والمعارف وظهوره على الأسرار الربانية والنفحات الأقدسية بواسطة ملك أمين مقتدر وهو أيضاً تابع لشرع ما قبله ولا تابع ولا متبوع من حيث إنه أوحي إليه ولم يؤمر بالتبليغ ليتبع فهو نبي وهو المنـزلة الثانية عشر في الإنسان وهي أعلى من المنـزلة الحادية عشر التي هي المنـزلة الصديقية كما لا يخفى وإن أمره على الكشف الملكي وهو متبوع لا تابع فهو الرسول وهذه المنـزلة أعلى المنازل وأشرف المراتب من حيث إنه أمر له بشرع مخصوص بواسطة الرسول الملكي (156/أ)

وأُمِر بمتابعته ومبايعته فهو متبوع لا تابع وتلك الرسالة وهي المنـزلة الثالثة عشر في الإنسان بتمام وجود الإنسان وهي نهاية القدر اللائق له وبه تمام الوجود في العشرة له أحاط بجميع الكمالات اللائقة ولم ينته من ذلك شيء إلاّ واستوفاه وأحاط به ثم جاء الحادي عشر نظير الأول ومقام الحادي عشر مقام التفصيل وقد علمته فإنه قد جاء نظير مقام الأول وهو أنه واحد بالنظر إلى معناه وقد تقدم بيانه وإليه الإشارة بقوله إن تأملت ذلك باعتبار حقيقته الأصلية التي هي أصل نشأته ومنعطف عليه ومشتمل عليه اشتمال الكلي إلى جزئياته ونظير الثاني عشر أيضاً فتكون المنـزلة الثانية عشر وقد عرفته نظير الأول بحسب معناه وأصله فتأمل ترشد والثالث عشر نظير الثاني والثالث من البسائط ويكون الثالث عشر في الإنسان وهي منـزلة الرسالة وقد عرفت نظير مقام الثاني والثالث وقد بينتهما لك فاقصد هناك وإليه الإشارة بقوله وقد تبين لك كما أشار إليه وألغزه في الوسائط من أسلوب الكلام وقوته فاعتكفت ملكية التقييد على قدميه أي على طريقته وحقيقته فكانت