أهلها فتظلموها فإن القصد من هذا الكتاب إنما هو معرفة الخليفة والختم فالخليفة كناية عن الإنسان ] وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً [ [البقرة:30] والختم كناية عن عيسى صلوات الله وسلامه عليه وقد يراد به معرفة مقام الختم من الإنسان الكامل وكشف منازله وأسراره وصعوده إلى أعلى مناره ورجوعه من مقام ختمه لإرشاده وتعليمه وإليه الإشارة بقوله ومعرفة تنـزل الختم الواجب ليتبعه ويعمل به فنقول فرجع ذلك السر المحمدي عوده على بدءه رجوعاً لأصله في ليله كناية عن سرعة العود إلي الأصل وإدراك صلاة الصبح مع أهله فيه مبالغة على سرعة العودة من مقام العروج وذلك أنه r عرج مرة بروحه ومرة بذاته ثم عاد من ليلته وأدراك صلاة الصبح مع أهله وعشيرته وفيه إشارة إلى أن العبد إذا أذنب ذنبا ثم سارع إلى التوبة قبل ذلك منه فحين رجوع عوده على بدء فتسود ذلك الجسد أي صار سيداً عظيماً على أمثاله ممن تقدم أو تأخر من أشكاله لأنه سيد الأولين والآخرين وإليه الإشارة بقوله لما كانت مادة الحقيقة الأصلية وهي الحقيقة الربانية والنشأة البدنية إليه إلى هذا السيد الجليل من ذاتها من ذات تلك الحقيقة وإلى غيره من الخواص من صفاتها