بالوجود ولا بالعدم لأنها من بعض صفات الحق أما عدم اتصافها بالوجود ليس ثمّ إلا الوجود المطلق وهو الواجب لذاته إذ ليست عين الذات وأمّا عدم اتصافها بالعدم لأنها موجودة بالقدرة وبالقوة إذ ليست غير الذات ولا خطها قلم في اللوح لما قلناه ولا كانت مجملة في الدواة كالتمر للنواة لما قلناه أيضاً من سابقية تلك الخواطر عليها ضرورة سابقية الفاعل على المفعول ثم تتصف بالأين تلك الخواطر لأن الأينية تستدعي الوجود المقيد والحال ليس ثم إلاّ الوجود المطلق وقد علمت أن المراد من الخواطر بعض صفات الحق من الإرادة والقدرة وهي منـزهة الأينية كما تنـزهت الذات ولا زالت تكر من العين إلى العين أي تلك الخواطر والصفات وهو كناية عن إيجاد الوجود من العين المقصود فمن هنا وقع الشبه والاشتراك من هذه الخواطر وهي الخواطر الأُوَل بانتقال تلك الخواطر إلى الأعيان فتختلف الأعيان بها واتصفت بصفاتها مجازاً من حيث المعنى فحصل بسببها التبدل بين هذه الخواطر وعيون الأملاك العلوية والسفلية أيضاً وذلك قبل خلق العرش أي كون بعض