من هذه الأنوار بالعقل والروح وهما أشرف ما في الإنسان أنار كذلك بوح وهو كناية عن القلب المنور بنور الرب لأنه محل الأسرار ومعدن الأنوار للحديث المتقدم وبقي على أصله من الجلاء المنور بنور الأسماء لما انسلخ من العما وهو كناية عن انسلاخ الغفلة عن ملاحظات الحضرة وانسلاخ معنى البشرية المزاجية بعالم الشهادة وقد عرفته كما أن الفتيلة إذا كان في رأسها دخان مسامت مساو لنور السراج في أنبوب الدخان من حيث أن كل واحد من المنبسط من الدخان والنور متساويين حتى يستقر ذلك الدخان والنور برأس الفتيلة مستنفذ على بعد أي يظهر نورها من بعد فيهتدي به فما ظنك بنور المعرفة من بعد مع أن هذا النور مستفاد من نور الحق وذلك النور مستفاد من نور المخلوق فشتان بينهما كذلك العارف إذا اخترق قلبه بالشوق وفيه تلميح وترشيح أي بشوق المحبة وبشوق الأنوار وهي حرة نورها من سوقها وصعدت همته وهي القوة الروحانية إلى الفرق أي محل الذي ] فيه يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ [ [الدخان:4] واتصلت بنور معرفة المعروف من الكلية الكونية (فح) ردها إلى قلب العارف رد تعظيم وتبجيل وإليه الإشارة بقوله