كأنه إشارة إلى أن الإنسان في نفسه البهيمية ملاحظاً لنفسه النباتية والمراد من النفس البهيمية النفس الحيوانية وهي الأمّارة والمراد من النفس النباتية النفس اللَّوَّامة فإنها تلوم صاحبها على ما فرط ونبهه على الخير والضر ولهذا صلحت أن يقسم بها في قوله تعالى: ] لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ * ولاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ [ [القيامة2:1] لا يتجلى له أمر ولا يبدوا له سر ما دام متلبسا ومتصفا بالنفس البهيمية الحيوانية فإذ ارتقى عن درجة الأجسام وزال عن عالم الأوهام ودرجة الأجسام هي مقام النفس الحيوانية المستلزمة للفكر والوهم والخيال فإذا ارتقي عن هذه الدرجة الدنية الخسيسة والتحق بمقام الإلقاء والإلهام وهو مقام الولاية الكسبية بصفاء القلوب وملاحظة الغيوب و(ح) اتعب في طلبه علم الأحكام وهم علماء الشرع لأن ذلك العلم الحاصل له بطريق الفيض والإلهام وإن كان عين علم الشرع غير أنه مظنة الإنكار لغرابته وخرق عادته ولهذا قال أبو هريرة t: " ورثت من رسول الله r وعاءين أما أحدهما فأبثه وأما الآخر فلو بثثته لقطع منى هذا الحلقوم أو