والباب هو محل البدء والدخول إلى حضرة الرحمن أي وهي أعلى مراتب الشرف.

فصل

ولما قال من قال فالذي يعرف حقيقة ذلك الكنـز المخفي ومحل النجاة والفوز فمعرفة الكنـز الذي هو عبارة عن السر الإلهي فمن أراد معرفة ذلك نقيم جداره صيانة له لئلا ينقض فيظهر ما تحته فيفوت حقه وقد يراد بإقامة الجدار استقامته في الحال من حسن الفعال فتدبر وسيكن داره الأصلية التي هي قلبه ومحل واردات سره ولا يطلب أجراً على إقامة هذا الجدار كما لم يطلبه الخضر u لما أقام جدار اليتيم فإن طلب أجراً كالأجير السوء لا يعمل إلا باجرة وصاحب هذا المقام ما عبدناك خوفاً من نارك ولا طمعاً في جنتك بل امتثالا لعبوديتك ويحدث هذا الذي اطلع على حقيقة الكنـز لمن أنكر عليه كموسى u صاحب الخضر u ذِكراً حيث لم يحطه خبرا.

فصل

أشار إلى كتمان الأسرار من حيث الجبار لينظر أصل الإنكار فيصح منه الاعتذار عند كشف معاني هذه الأسرار وإليه الإشارة بقوله وينبوعا في نبأ هذه الأخبار الذي لم يطلع عليها إلا من كشف الله عن بصيرته حجاب الغفلة فينبئ العارف عنها أنباء رشد ويعلم لأهل التسليم.