فإن هذين الآيتين تدلان على علو مقامه ببرهان قاطع لا يرد ولا يصدق وفي الحديد موضع ألحق تالياً ولم يصح أن يكون متلواً وهو قوله تعالى: ] وَقَفَّيْنَا بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَآتَيْنَاهُ الإِْنجِيلَ وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ [ الخ الآية [الحديد:27] بمعنى التالي له أرسلنا رسولا بعد رسول حتى انتهى الأمر إلى عيسى u فهو تالٍ من وجه ومتلوٌ من وجه لأنه متبوع وفي قوله ولم يصح أن يكون كتلو أنظر فتأمل فكان صديقاً ولياً باعتبار مبعثه ثانيا لقتل الدجال وربما يحمل كلام الشيخ t عليه فلا وجه للنظر (ح) ولكن بتعسف وإليه الإشارة بقوله فإن النبي هو المتلو لا التالي والولي المولَّي عليه ليس الوالي فإن النبي مرتبته التشريع لقوله فهو متبوع من هذه الحيثية والولي تابع لنبي زمانه في أحكامه وفي الصف موضعان قيل فيه فقال ورد دينه فزال المُطال أما الموضوع الأول ] وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ [ إلى آخر الآية [الصف:6]