كمن هو خائف وقال حصن فإنه لا يمنع العدو بمجرد قوله حصن وكذا لو قال اليائس من الدنيا ألف دينار لا يستغني فأنا ما أبالي إلا بنفسي التي بين جنبي ثم التفت يخاطب الشخص الذي جرده من نفسه وهو إنسان وجوده فقال [فانظر] أيه السالك إلى [ملكك الأدنى] أي الداني إليك فإنه أقرب إليك من البعيد الخارج عنك وهو أولى بالتفكر والاعتبار من غيره [تجد] حينئذ [في كل شخص] من أشخاص العالم [على أجزائه ملكا] موكلا به وقد ورد في معنى قوله تعالى: ] لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِّن بَيْنِ يَدَيْهِ [ [الرعد:11] ملكان يتعاقبان الملكين الموكلين بعمل النهار وهما الملكين الموكلين بعمل الليل فانظر فيما لك أي عملك قبل أن يوزن عليك [بالعدل] فإنك إن عاملته بالعدل عاملك بالفضل والإكرام قال تعالى: ] ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ [ [المائدة:54] واستقم بما يريده [شرعاً] واجعل الاستقامة لك على الدوام والمراقبة [في كل آونة] أي في كل أوان فإن رجح ميزانك بأن لك الطريق فألزمه [واسلك به] أي الطريق الذي زنته وأجعله لك إماما وسر [خلفه] فإنه نعم الدليل [من أين] وفي نسخه من حيث [ماسلكا] من طريق الحقيقة والشريعة