اللب فإنه لا يخفى [للسبب الذي] أشرت إليه في هذا الكتاب [وذكرته] بشرط [أن يتبين السامع] كلامه الذي وضعته في كتابي و[ما يجهله] من صفات الباطن فلينظر [في الشيء الذي يعرفه] في الخارج ويدركه ولا يدرى معانيه وهو ليشاهده [ويعقله] ولكن لا يصل إليه [ولو وصل إليه بالتدبير] والاعتبار ودقق الفكر [وفهمه] وكان على بصيرة يناله بها [دون ذكرى] لهذه الأمثال وقولي [إياه] أي من تلقاء نفسي من غير أن أتعرض لها [ما لحظت ساعة] من الساعة [محياه] وجهه الذي أوجهه لك [ولا] تعرضت لذكره ظاهراً ولا [عرضت] قدر [لمحة بأرق] أي ما دللت قدر ما يلمح من رؤية البرق [على معناه] ولكن لما رأيت الهمم قاصرة عن إدراك المعاني التي لها أعاني ولا تحسبني اذكره حقيقة [فإنما أسوقه] على طريق المجاز وأمثله [امتثالا] اجعلها [للتقريب] إلى فهمك فإن المعاني لا يمكن تجسيمها وإنما اجعل المعاني في ضمن تلك المثال وهي مندمجة في صغر حجم الإنسان فالأمور الخارجة إلى العالم قوالب المعاني ألا ترى أن الله تعالى إذا أراد أن يبشرك في النوم بما يحصل لك في اليقظة يجسم لك المعاني في عالم الخيال