[فمن ذلك] البحر الذي أخرج لنا منه مفتاح حجة وما فيه من الأسرار الظاهرة المشيرة إلى الجنة [وإيضاح محجة] من الأسرار البارزة من البيت الأعظم لمن قصده في تلك الأسرار الباطنة التي يقذفها الله تعالى بواسطة الإلهام بعد المشقة مع عدم الوصول إليه دونها فأشار إليه بقوله [ولما لم يتمكن القاصد] من الوصول [إلى البيت العتيق] الذي هو الكعبة وإنما سمى عتيقاً لعتق من طاف به من هذه الأمة وَقيَل عتيق لسبقه بالبناء على وجه الأرض فهو أول بيت وضع للناس قَيَلَ أن بنائه قبل آدم بنته الملائكة وقَيَلَ من قبل خلق الدنيا وهي درة كان فيها مكان البيت وكذلك البيت الذي في وجود فلا يمكن [أن يصل إليه] إلا من كان قادراً على المسير [حتى يقطع] الطريق و[كل فج عميق] يعنى البعيد الذي لا يمكن إلى أقصاه إلا بالشق الأنفس وكذلك من أراد الوصول إلى البيت الأعظم الذي نسبت عظمته إلى صاحب العظمة سبحانه وتعالى حيث قال في الحديث القدسي: " لا وسعني أرضى ولا سماء ووسعني قلب عبدي المؤمن " من غير حلول ولا إتحاد فهو أيضاً عتيق لأن من حصل له التجلي الإلهي عتق من النار وهيهات أن