الرتبة في المقام ثم أخذا الشيخ t يتأسف على ما فات منه فتذكر في تلك الأماكن الشريفة [فيا حسرتي يوماً ببطن محسِر] بكسر السين موضع بمعنى والحسرة أشد التلهف على الشيء الفائت تقول عنه حسر على الشيء بالكسر يحسر حسراً أو حسرة فهو حسير وحسرت غيري تحسيراً والحسرة محلها القلب المتلهف على فوت المراتب فإنه لو كانت أوقاته كلها طاعات كان في أعلى الدرجات وإليه الإشارة بقول زين الدين عمر بن الفارض قدس الله سره:

إن كان منـزلتي في الحب عندكم

:.

ما قد رأيت فقد ضيعت أيامي

لما راء مقامه العالي تأسف على الأيام الماضية في البطالة فإنها لو لم تقع في البطالة كان مقامي أعلى مما رأيت أو على الذي يطلع على هذه الأسرار ولا يسعى في طلبها [وقد دلني] ذلك [الوادي] بحره على حر وادي [سقر] كذلك وادي القلب وما نشأ فيه من الحرارة والزفرات الناشئة عن الندم والحسرات من خوف عذاب [الرجس] القذر وقال القرآن في قوله: ] وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ [ [يونس:100] إنه العقاب والغضب وهو مضارع لقوله الرجز قال ولعلها لغتان بدلت السين زايا والرجس بالفتح الصوت الشديد فمن خوف صوته العذاب [تجرعت] ثم مقاطعة الذنوب بالصبر من دنس النفس بالجرعا والاجرع