ملقاة في فلاة فمن تجلى الرب لموسى التقوى اختفى عرش الإيمان في كرسي القلب وخر موسى صعقا ودكت جبال النفس وحصل الفنا الكلى عند تجلي نور الجبار وفني ظاهراً وباطناً وكل بصره عن الرؤية [وكنت] حينئذ [كخفاش] وهو طير يطير بالليل ويختفي بالنهار لقصور بصره إذا [أراد تمتعا] لرؤية [شمس الضحى] فإنه لا يمكن أن يراها إذا طلعت وحجبه عن ذلك ضعف بصره [فَانْهَدَّ] أي الخفاش [من لمحة الشمس] ميتا لكون عمى عن إدراك الكون كله عند انبهاره عما كان يدركه في الليل وكذلك من سلك هذا المسالك العظيم ولم يتناولها من أفواه المرشدين ربما أفضت به إلى الهلاك بدخوله فيما لا يعرفه [فلا ذاته] يعني الخفاش أو السالك من غير مرشد [بقى ولا أدرك المُنَى] من رؤية الشمس وكذلك من غره الأماني من غير عمل [وغودرت] في طمع ما لا يمكن أن يكون فبقيت [في الأموات جسماً بلا نفس] أي بلا روح فمت قبل موتي لقوله r: " موتوا قبل أن تموتوا " [ولكنني] عند ذلك [أدعى على القرب] بقوله: ] فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ [ [البقرة:186] وقد دعاني إلى بابه وإن كنت في مقام الغفلة فإنه لا يفارقني مع البعد [والنوى] أي الصحبة كما تقول