موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

المكتبة الأكبرية

*** يرجى الملاحظة أن بعض هذه الكتب غير محققة والنصوص غير مدققة ***

*** حقوق الملكية للكتب المنشورة على هذا الموقع خاضعة للملكية العامة ***

اليواقيت والجواهر في بيان عقائد الأكابر

وهو منتخب من كتاب لواقح الأنوار القدسية المختصر من الفتوحات المكية

تأليف الشيخ عبد الوهاب الشعراني

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


المبحث الثامن: في وجوب اعتقاد أن اللّه معنا أينما كنا

في حال كونه في السماء، في حال كونه مستويا على العرش، وفي حال كونه في السماوات وفي الأرض، في حال كونه أقرب إلين من حبل الوريد ولكل واحد من هذه المعيات الخمس حالة تخصها من مراتب الاختصاص ومراتب العلم كما بسط الكلام على ذلك الشيخ محيي الدين في الباب السابع والسبعين ومائة من "الفتوحات" فراجعه (فإن قلت) فهل هو تعالى معنا في جميع هذه المواطن بالذات أم بالصفات كالعلم بنا والرؤية لنا والسماع لكلامنا (فالجواب) كما قاله الشيخ العارف باللّه تعالى تقي الدين بن أبي منصور في رسالته إنه لا يجوز أن يطلق على الذات المتعالية معية كما أنه لا يجوز أن يطلق عليها استواء على العرش وذلك لأنه لم يرد لنا تصريح بذلك في كتاب ولا سنة فلا نقول على اللّه ما لا نعلم انتهى. وقال الشيخ محيي الدين في باب حضرات الأسماء من "الفتوحات" في الكلام على اسمه الرقيب: اعلم أنه ليس في حضرات الأسماء الإلهية ما يعطي التنبيه على أن الحق تعالى معنا بذاته إلا الاسم الرقيب لأنه نبه على أن الذات لا تنفك عن الصفات لمن تأمل ويؤيد ذلك قول الأعرابي للنبي صلى اللّه عليه وسلم لا نعدم خيرا من رب يضحك فإنه اتبع الضحك توابعه انتهى.

قلت وهذه المسألة من المعضلات لاختلاف السلف فيها قديما وحديثا ولكن من يقول

إن المعية راجعة للصفات لا للذات أكمل في الأدب ممن يقول إنه تعالى معنا بذاته وصفاته وإن كانت الصفة الإلهية لا تفارق الموصوف وقد وقع في هذه المسألة عقد مجلس في الجامع الأزهر في سنة خمس وتسعمائة بين الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي وبين الشيخ إبراهيم المواهبي الشاذلي وصنف الشيخ إبراهيم فيه رسالة وأنا أذكر لك عيونها لتحيط بها علما فأقول وباللّه التوفيق ومن خطه نقلت قال الشيخ بدر الدين العلائي الحنفي والشيخ زكريا والشيخ برهان الدين بن أبي شريف وجماعة اللّه تعالى معنا بأسمائه وصفاته لا بذاته فقال الشيخ إبراهيم بل هو معن بذاته وصفاته فقالوا له: ما الدليل على ذلك فقال قوله تعالى: وَاللَّهُ مَعَكُمْ [محمد: 35] وقوله تعالى وَهُوَ مَعَكُمْ [الحديد: 4] ومعلوم أن اللّه علم على الذات فيجب اعتقاد المعية الذاتية ذوقا وعقلا لثبوتها نقلا وعقلا فقالوا له أوضح لنا ذلك فقال حقيقة المعية مصاحبة شيء لآخر سواء أكانا واجبين كذات اللّه تعالى مع صفاته أو جائزين كالإنسان مع مثله أو واجبا وجائزا وهو مع معية اللّه تعالى لخلقه بذاته وصفاته المفهومة من قوله تعالى: وَاللَّهُ مَعَكُمْ ومن نحو وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ [العنكبوت: 69] إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة: 153] وذلك لما قدمناه من أن مدلول الاسم الكريم اللّه إنما هو الذات اللازمة لها الصفات المتعينة لتعلقها بجميع الممكنات وليست كمعية متحيزين لعدم مماثلته تعالى لخلقه الموصوفين بالجسمية المفتقرة للوازمها الضرورية كالحلول في الجهة الأينية الزمانية والمكانية فتعالت معيته تعالى عن الشبيه والنظير لكماله تعالى وارتفاعه عن صفات خلقه ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.

* - قال ولهذا قررنا انتفاء القول بلزوم الحلول في حيز الكائنات على القول بمعية الذات مع أنه لا يلزم من معية الصفات دون الذات انفكاك الصفات عن الذات ول بعدها وتحيزها وسائر لوازمها وحينئذ فيلزم من معية الصفات لشيء معية الذات له وعكسه لتلازمهما مع تعاليهما عن المكان ولوازم الإمكان لأنه تعالى مباين لصفات خلقه تباينا مطلقا وقد قال العلامة الغزنوي في " شرح عقائد النسفي " إن قول المعتزلة وجمهور البخارية إن الحق تعالى بكل مكان بعلمه وقدرته وتدبيره دون ذاته باطل لأنه لا يلزم أن من علم مكانا أن يكون في ذلك المكان بالعلم فقط إلا إن كانت صفاته تنفك عن ذاته كما هو صفة علم الخلق لا علم الحق انتهى. على أنه يلزم من القول بأن اللّه تعالى معنا بالعلم فقط دون الذات استقلال الصفات بأنفسها دون الذات وذلك

غير معقول فقالوا له: فهل وافقك أحد غير الغزنوي في ذلك فقال نعم ذكر شيخ الإسلام ابن اللبان رحمه اللّه في قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلكِنْ لا تُبْصِرُونَ (85) [الواقعة: 85] أن في هذه الآية دليل على أقربيته تعالى من عبده قربا حقيقيا كما يليق بذاته لتعاليه عن المكان إذ لو كان المراد بقربه تعالى من عبده قربه بالعلم أو بالقدرة أو بالتدبير مثلا لقال: ولكن لا تعلمون ونحوه فلما قال ولكن لا تبصرون دل على أن المراد به القرب الحقيقي المدرك بالبصر لو كشف اللّه عن بصرنا فإن من المعلوم أن البصر لا تعلق لإدراكه بالصفات المعنوية وإنما يتعلق بالحقائق المرئية قال وكذلك القول في قوله تعالى: وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ [ق:

16] هو يدل أيضا على ما قلناه لأن أفعل من يدل على الاشتراك في اسم القرب وإن اختلف الكيف ولا اشتراك بين قرب الصفات وقرب حبل الوريد لأن قرب الصفات معنوي وقرب حبل الوريد حسي ففي نسبة أقربيته تعالى إلى الإنسان من حبل الوريد الذي هو حقيقي دليل على أن قربه تعالى حقيقي أن بالذات اللازم لها الصفات قال الشيخ إبراهيم وبما قررناه لكم انتفى أن يكون المراد قربه تعالى منا بصفاته دون ذاته وأن الحق الصريح هو قربه منا بالذات أيضا إذ الصفات لا تعقل مجردة عن الذات المتعالي كما مر فقال له العلائي فما قولكم في قوله تعالى:

وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ [الحديد: 4] فإنه يوهم أن اللّه تعالى في مكان فقال الشيخ إبراهيم لا يلزم من ذلك في حقه تعالى المكان لأن أين في الآية إنما أطلقت لإفادة معية اللّه تعالى للمخاطبين في الأين اللازم لهم لاله تعالى كما قدمناه فهو مع صاحب كل أين بلا أين انتهى.

فدخل عليهم الشيخ العارف باللّه تعالى سيدي محمد المغربي الشاذلي شيخ الجلال السيوطي فقال ما جمعكم هنا فذكروا له المسألة فقال تريدون علم هذا الأمر ذوق أو سماعا، فقالوا سماعا، فقال معية اللّه تعالى أزلية ليس لها ابتداء وكانت الأشياء كلها ثابتة في علمه أزلا يقينا بلا بداية لأنها متعلقة به تعلقا يستحيل عليه العدم لاستالة وجود علمه الواجب وجوده بغير معلوم واستحالة طريان تعلقه به لما يلزم عليه من حدوث علمه تعالى بعد أن لم يكن وكما أن معيته تعالى أزلية كذلك هي أبدية ليس لها انتهاء فهو تعالى معها بعد حدوثها من العدم عينا على وفق ما في العلم يقينا وهكذا يكون الحال أينما كانت في عوالم بساطتها وتركيبها وإضافته وتجريدها من الأزل إلى ما لا نهاية له فأدهش الحاضرين بما قاله فقال لهم اعتقدو ما قررته لكم في المعية واعتمدوه ودعوا ما ينافيه تكونوا منزهين لمولاكم حق التنزيه ومخلصين لعقولكم

من شبهات التشبيه وإن أراد أحدكم أن يعرف هذه المسألة ذوقا فليسلم قياده لي أخرجه عن وظائفه وثيابه وماله وأولاده وأدخله الخلوة وأمنعه النوم وأكل الشهوات وأنا أضمن له وصوله إلى علم هذه المسألة ذوقا وكشفا قال الشيخ إبراهيم: فما تجرأ أحد أن يدخل معه في ذلك العهد ثم قام الشيخ زكريا والشيخ برهان الدين والجماعة فقبلوا يده وانصرفوا انتهى. فتأمل يا أخي في هذا الموضع وتدبره فإنك لا تجده في كتاب الآن. وأما نقول الشيخ محيي الدين رحمه اللّه في هذه المسألة فكان يقول في حديث: كان اللّه ولا شيء معه: أن المراد بكان هنا كان الوجودية مثل وَكانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً [الفتح: 4] وليس المراد بها كان من الفعل الماضي فلم يطلق صلى اللّه عليه وسلم على الحق تعالى معية شيء معه فهو تعالى مع الأشياء ول يقال أن الأشياء معه لأنها لم ترد قال وإيضاح ذلك أن المعية تابعة للعلم فهو تعالى معنا لكونه يعلمنا وليس لنا أن نقول إنا معه لأنا لا نعلم ذاته بخلاف حضرات الأسماء والصفات التي هي المرتبة لا بد من معية الخلق للحق تعالى معها لكونها تطلب العالم لتظهر آثارها فيه فإنه تعالى سمى نفسه الكريم والرحيم والغفور ونحو ذلك فكريم على من ورحيم بمن وغفور لمن ومن المحال أن يكون الحق تعالى محلا لهذه الآثار ولا بد من حضرة نحكم فيها هذه الأسماء بالفعل أو بالقوة، إذ الإمكان لنا كالوجوب له تعالى انتهى. وقد مر تقريره في المبحث الذي مر (فإن قلت) فلأي شيء لم يقل صلى اللّه عليه وسلم في الحديث السابق وهو الآن على ما عليه كان كما أدرجه بعضهم (فالجواب) إنما لم يدرج ذلك صلى اللّه عليه وسلم لأن الآن نص في وجود الزمان ولو جعلناه ظرفا لهوية الباري لدخل تحت ظرف الزمان وتعالى اللّه عن ذلك بخلاف لفظة كان فإنه حرف وجودي من الكون الذي هو عين الوجود فكأنه صلى اللّه عليه وسلم قال: اللّه موجود ولا شيء معه في وجوده الذاتي فإن وجود غيره معه تعالى إنما هو بإيجاده وبإبقائه لا مستقلا فعلم أن من أدرج هذه الزيادة المذكورة في الحديث فلا معرفة له بعلم كان ولا سيما في هذا الموضع (فإن قلت) فما الحامل لبعضهم على إدراجها (فالجواب) الحامل له على ذلك تخيله أنها من كان يكون فهو كائن ومكون فلما رأى في الكون هذا التصريف الذي يلحق الأفعال الزمانية تخيل أن حكمها حكم الزمان وليس كذلك فإن من أشبه شيئا في أمر ما لا يلزم أن يشبهه من جميع الوجوه فانظر يا أخي ما أعلمه صلى اللّه عليه وسلم وما أكثر أدبه في كونه لم يطلق على الحق تعالى ما لم يطلقه تعالى على نفسه ذكره الشيخ محيي

الدين في " لواقح الأنوار ". وقال في باب الأسرار من "الفتوحات" من زاد في حديث كان اللّه ولا شيء معه لفظة وهو الآن على ما عليه كان فقد كذب القرآن فإن اللّه تعالى قال: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ و سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ [الرحمن: 29 و 31] وقد كان ولا أيام ولا شؤون في تلك الأيام وقال تعالى: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (40) [النحل: 40] كيف يصح قوله وهو الآن على ما عليه كان مع أنه مؤمن بالقرآن هذا أعجب من عجيب انتهى. وقال في هذا الباب أيضا لا يشترط في المجاورة الجنس لأن ذلك علم في لبس فإن اللّه جار عبده بالمعية وإن انتفت المثلية ومن صح إيمانه بالمعية لم يحتج إلى طلب الماهية (فإن قيل) فما الحكمة في سؤال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الجارية التي شكوا في إسلامها وأرادوا عتقه بالأينية حين قال لها أين اللّه ؟ فأشارت إلى السماء فقال مؤمنة ورب الكعبة مع أنه صلى اللّه عليه وسلم يعلم قطعا استحالة الأينية على الباري جل وعلا (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب الخامس والثمانين وثلاثمائة أنه صلى اللّه عليه وسلم ما سأل الجارية بالأينية ألا تنزلا لعقلها والشريعة قد نزلت على حسب ما وقع عليه التواطؤ في ألسنة العالم قال تعالى وَما أَرْسَلْنا مِنْ رَسُولٍ إِلَّا بِلِسانِ قَوْمِهِ لِيُبَيِّنَ لَهُمْ [إبراهيم: 4] ثم إن التواطؤ قد يكون على صورة ما هي الحقائق عليه في نفسها وقد لا يكون والشارع صلى اللّه عليه وسلم تابع له في ذلك تنزلا لعقولهم ليفهموا عنه أحكامه وقد دل الدليل العقلي على استحالة حصر الحق تعالى في أينية ومع ذلك فقد جاءت على لسان الشارع كما ترى من أجل التواطؤ الذي عليه أمته فقال للجارية أين اللّه ولو أن غير رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال ذلك لجهله الدليل العقلي فإنه تعالى لا أينية له في نفسه وإنما الإنسان لقصور إدراكه لا يشهد الحق تعالى إلا في أين لا يستطيع أن يرقى فوق ذلك إلا إن أمده اللّه بنور الكشف فلما قالها صلى اللّه عليه وسلم للجارية، بانت حكمته وعلمه، وعلمنا أنه لم يكن في قوة تلك الجارية أن تعقل موجدها إلا بحسب ما تصورته في نفسه ولو أنه صلى اللّه عليه وسلم كان خاطبها بغير ما تواطأت عليه وتصورته في نفسه لارتفعت الفائدة المطلوبة لم يحصل لها القبول فكان من حكمته صلى اللّه عليه وسلم أن سأل الجارية بمثل هذا السؤال وبهذه العبارة ولذلك قال صلى اللّه عليه وسلم في الجارية لما أشارت إلى السماء أنها مؤمنة أي مصدقة بوجود اللّه في السماء كما قال تعالى وَهُوَ اللَّهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ [الأنعام: 3] (فإن قلت) فلأي شيء لم يقل صلى اللّه عليه وسلم فيها أنها عالمة بدل قوله مؤمنة (فالجواب) إنما قال ذلك لقصور عقلها عن مقام العلماء باللّه تعالى ولو

أنها كانت عالمة به تعالى ما خاطبها بالأينية انتهى. فعلم أن من الأدب أن نقول إن اللّه تعالى معنا ولا نقول نحن مع اللّه لأن الشرع ما ورد به كما مر والعقل لا يعطيه لعدم تعقل الكيف ولولا ما نسبه تعالى إلى نفسه من المعية السارية مع جميع الخلق لم يقدر العقل أن يطبق عليه تعالى معنى المعية وتسمى هذه المعية الوجودية الجامعة لحضرات جميع الأسماء والصفات وعلم أيضا أن الحق تعالى ظاهر المعية من الوجهة التي تليق بجلاله كما أنه ظاهر الصحية من الوجه الذي يليق بجلاله كما قال صلى اللّه عليه وسلم اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل والسفر مأخوذ من الإسفار الذي هو الظهور (فإن قلت) فما تقول في نحو قوله تعالى عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ [القمر: 55] وقوله صلى اللّه عليه وسلم: " إن اللّه كتب كتابا فهو عنده فوق العرش إن رحمتي سبقت غضبي " فإن ذلك يوهم أن عندية الحق تعالى ظرف مكان (فالجواب) كما قاله الشيخ في الباب السابع والأربعين وثلاثمائة أن عندية الحق تعالى حيث أطلقت في الكتاب والسنة فهي ظرف ثالث لا ظرف زمان ولا ظرف مكان مخصص بل هو ظرف مكان على الإطلاق قال: وما رأيت أحدا من أهل اللّه نبه على هذه الظرفية الثالثة حتى يعرف ما هي ثم أنشد رضي اللّه تعالى عنه:

فعندية الرب معقولة * وعندية الهو لا تعقل

وعندية اللّه مجهولة * وعندية الخلق لا تجهل

وليس هما عند ظرفية * وليس لها غيرها محمل

* - قال والضمير في قوله لها يعود على الظرفية وفي قوله هنا يعود على عندية الحق والخلق انتهى. وسيأتي إيضاح هذا المبحث في مبحث الاستواء على العرش إن شاء اللّه تعالى .

(خاتمة) ذكر الشيخ في الباب الثاني والسبعين ما نصه قد وقع في الكتاب والسنة نسبة المكان والزمان إلى اللّه تعالى مع أنهما ظرفان محالان في حق الباري جل وعلا فقال تعالى:

يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ [البقرة: 210] وقال صلى اللّه عليه وسلم " للجارية أين اللّه ؟ " فهذا ظرف المكان فذكر اللّه تعالى ورسوله ذلك ولم يجرح تعالى ذلك الاعتقاد ولا صوبه ولا أنكره وكذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقال أيضا سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ (31) [الرحمن: 31] وقال لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ [الروم: 4] فهذا ظرف الزمان. وقال صلى اللّه عليه وسلم أيضا " لا تسبوا الدهر فإن اللّه هو الدهر "

تنزيها لهذه الكلمة التي هي من الألفاظ المشتركة كالعين والمشتري واللّه تعالى أعلم.


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب

البحث في كتاب الفتوحات المكية


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!