موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

الذخائر والأعلاق في شرح ترجمان الأشواق

للشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

تحقيق الدكتور محمد حاج يوسف

وهنا قصائد ترجمان الأشواق دون شرح

 

 


30- القصيدة الثلاثين وهي سبعة وثلاثون بيتاً من البحر المديد

وقال رضي الله عنه:

1

بَأُثَيْلَاتِ النَّقَا سِرْبُ قَطَا،

***

ضَرَبَ الْحُسْنُ عَلَيْهَا طُنُبَ

2

وَبِأَجْوَازِ الْفَلَا مِنْ إِضَمٍ،

***

نِعَمٌ تَرْعَى لَدَيْهَا وَظِبَ

3

يَا خَلِيلَيَّ قِفَا وَاسْتَنْطِقَ

***

رَسْمَ دَارٍ بَعْدَهُمْ قَدْ خَرِبَ

4

وَانْدُبَا قَلْبَ فَتًى فَارَقَهُ،

***

يَوْمَ بَانُوا، وَابْكِيَا وَانْتَحِبَ

5

عَلَّهُ يُخْبِرُ حَيْثُ يَمَّمُو

***

أَلِجَرْعَاءِ الْحِمَى أو لِقِبَ

6

رَحَّلُوا الْعِيسَ وَلَمْ أَشْعُرْ بِهِمْ،

***

أَلِسَهو كَانَ أَمْ طَرْفٌ نَبَ

7

لَمْ يَكُنْ ذَاكَ، وَلَا هٰذَا، وَمَ

***

كَانَ إِلَّا وَلَهٌ قَدْ غَلَبَ

8

يَا هُمُوماً شَرَدَتْ وَافْتَرَقَتْ

***

خَلْفَهُمْ تَطْلُبُهُمْ أَيْدِي سَبَ

9

أَيُّ رِيحٍ نَسَمَتْ نَادَيْتُهَ

***

يَا شَمَالُ، يَا جَنُوبُ، يَا صَبَ

10

هَلْ لَدَيْكُمْ خَبَرٌ مِمَّا نَبَ

***

قَدْ لَقِينَا مِنْ نَوَاهُمْ نَصَبَ

11

أَسْنَدَتْ رِيحُ الصَّبَا أَخْبَارَهَ

***

عَنْ نَبَاتِ الشِّيحِ عَنْ زَهْرِ الرُّبَ

12

إِنَّ مَنْ أَمْرَضَهُ دَاءُ الْهَوَى

***

فَلْيُعَلَّلْ بِأَحَادِيثِ الصِّبَ

13

ثُمَّ قَالَتْ: يَا شَمَالُ خَبِّرِي

***

مِثْلَ مَا خَبَّرْتُهُ أو أَعْجَبَ

14

ثُمَّ أَنْتِ يَا جَنُوبُ حَدِّثِي

***

مِثْلَ مَا حَدَّثْتُهُ أو أَعْذَبَ

15

قَالِتِ الشَّمْأَلُ عِنْدِي فَرَجٌ

***

شَارَكَتْ فِيهِ الشَّمَالُ الْأَزْيَبَ

16

كُلُّ سُوْءٍ فِي هَوَاهُمْ حَسُنَ

***

وَعَذَابٍ بِرِضَاهُمْ عَذُبَ

17

فَإِلَى مَا وَعَلَى مَا وَلِماَ

***

تَشْتَكِي الْبَثَّ وَتَشْكُو الْوَصَبَ

18

وَإِذَا مَا وَعَدُوكُمْ مَا تَرَى

***

بَرْقَهُ إِلَّا بَرِيقاً خُلَّبَ

19

رَقَمَ الْغَيْمُ عَلَى رُدْنِ الْغَمَ

***

مِنْ سَنَا الْبَرْقِ طِرَازاً مُذْهَبَ

20

فَجَرَتْ أَدْمُعُهَا مِنْهَا عَلَى

***

صَحْنِ خَدَّيْهَا فَأَذْكَتْ لَهَبَ

21

وَرْدَةٌ نَابِتَة مِنْ أَدْمُعٍ

***

نَرْجِسٌ تُمْطِرُ غَيْثاً عَجَبَ

22

وَمَتَى رُمْتَ جَنَاهَا أَرْسَلَتْ

***

عِطْفَ صُدْغَيْهَا عَلَيْهَا عَقْرَبَ

23

تُشْـرِقُ الشَّمْسُ إِذَا مَا ابْتَسَمَتْ،

***

رَبِّ مَا أَنْوَرَ ذَاكَ الْحَبَبَ

24

يَطْلَعُ اللَّيْلُ إِذَا مَا أَسْدَلَتْ

***

فَاحِماً جَثْلاً أَثِيثاً غَيْهَبَ

25

يَتَجَارَى النَّحْلُ مَهْمَا تَفَلَتَ

***

رَبِّ مَا أَعْذَبَ ذَاكَ الشَّنَبَ

26

وَإِذَا مَالَتْ أَرَتْنَا فَنَناً،

***

أو رَنَتْ سَالَتْ مِنَ الْلَّحْظِ ظُبَى

27

كَمْ تُنَاغِي بِالنَّقَا مِنْ حَاجِرٍ

***

يَا سَلِيلَ الْعَرِبِيِّ الْعَرَبَ

28

أَنَا إِلَّا عَرَبيٌّ وَلِذَ

***

أَعْشَقُ البِيضَ وَأَهْوَى الْعُرُبَ

29

لَا أُبَالِي شَرَّقَ الْوَجْدُ بِنَ

***

حَيْثُ مَا كَانَتْ بِهِ، أو غَرَّبَ

30

كُلَّمَا قُلْتُ: أَلَا، قَالُوا: أَمَ

***

وَإِذَا مَا قُلْتُ: هَلْ؟ قَالُوا: أَبَى

31

وَمَتَى مَا أَنْجَدُوا أو أَتْهَمُو

***

أَقْطَعُ الْبِيدَ أَحُثُّ الطَّلَبَ

32

سَامِرِيُّ الْوَقْتِ قَلْبِي، كُلَّمَ

***

أَبْصَـرَ الْآثَارَ يَبْغِي المُذْهَبَ

33

وَإِذَا هُمْ شَرَّقُوا أو غَرَّبُو

***

كَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ يَقْفُو السَّبَبَ

34

كَمْ دَعَوْنَا لِوِصَالٍ رَغَبَ

***

كَمْ دَعَوْنَا مِنْ فِرَاقٍ رَهَبَ

35

يَا بَنِي الزَّوْرَاءِ هٰذَا قَمَرٌ

***

عِنْدَكُمْ لَاحَ، وَعِنْدِي غَرَبَ

36

حَرَبِي، وَاللهِ مِنْهُ حَرَبِي،

***

كَمْ أُنَادِي خَلْفَهُ: وَا حَرَبَ

37

لَهْفَ نَفْسِـي، لَهْفَ نَفْسِـي لِفَتىً

***

كُلَّمَا غَنَّى حَمَامٌ غَيَّبَ

شرح البيتين الأول والثاني:

1

بَأُثَيْلَاتِ النَّقَا سِرْبُ قَطَا،

***

ضَرَبَ الْحُسْنُ عَلَيْهَا طُنُبَ

2

وَبِأَجْوَازِ الْفَلَا مِنْ إِضَمٍ،

***

نِعَمٌ تَرْعَى لَدَيْهَا وَظِبَ

يقول: برؤية ("أثيلات النقا"، وهو يرمز إلى) الكثيب الأبيض معارف أنتجه الصدق، وكنّى عن الصدق بـ"القطا"، يقال: أصدق من القطا،قوله: "ضرب الحسن"، أي ألبس عليه من آثار المشاهدة، أي في حقيقة، يريد حضرة المشاهدة.

وقوله: "وبأجواز الفلا"، يقول: وبمعظم مقامات التجريد والتفريد "من إضم"، يشير إلى موضع يعطي التواضع والتنزيه، يقول: وبهذه الحالة التي كنّى عنها بالموضع، معارف قد ألِفَتها النفوس، لأنها نتائجها، فكنّى عنها بالنِّعم، ومعارف لم تألفه النفوس هي شرَّد، لكن انقادت إليه بحكم العناية الإلهية، فكنّى عنها بالظبا، وهذان الصنفان من المعارف مكتسب من مقام التجريد والتفريد.

شرح البيتين الثالث والرابع:

3

يَا خَلِيلَيَّ قِفَا وَاسْتَنْطِقَ

***

رَسْمَ دَارٍ بَعْدَهُمْ قَدْ خَرِبَ

4

وَانْدُبَا قَلْبَ فَتًى فَارَقَهُ،

***

يَوْمَ بَانُوا، وَابْكِيَا وَانْتَحِبَ

قوله: "يا خليليّ" يخاطب عقله وإيمانه، يقول لهما: استنطقا في موقف من المواقف الإلهية أثر منازل الأحباب بعد رحيلهم عنها وخرابها بعدهم، فإنّ القلوب إذ فارقت أصحابها متوجهة نحو حضرة الحقِّ، التي هي محبوبة لها، تتصف النفس بالخراب لعدم الساكن، كما قال بعضهم:

ضاعَ قلبي أين أطلبُه

***

ما أرى جِسمي له وَطَن

كان حُزني بَعد بُعدكم

***

وسُروري بَعدَكم حَزَن

وكثيراً ما يذكر الشعراء هذه القصيدة في باب النسيبوالهوى.

شرح البيتين الخامس والسادس:

5

عَلَّهُ يُخْبِرُ حَيْثُ يَمَّمُو

***

أَلِجَرْعَاءِ الْحِمَى أو لِقِبَ

6

رَحَّلُوا الْعِيسَ وَلَمْ أَشْعُرْ بِهِمْ،

***

أَلِسَهو كَانَ أَمْ طَرْفٌ نَبَ

يقول: "لعله"، كلمة ترّج وتوقع، "يخبر حيث قصدوا وتوجهوا"، يعني القلب، "أَلِجرعاء"، لِمقام تجرع الغصص من آلام الفوت، فينتج عندي تجرع الغصص من آلام الفراق، و"الحمى": موضع يَحرُم الدخول فيه ونيل ما يحويه من العلوم لنزاهته عن تعلق الكون، "أم لقِبا": أم لموضع الراحة الذي هو قِبا؛ فإنّ النبي صلى الله عليه وسلم كان يزوره كلَّ سبتٍ، لمناسبة الراحة الذي هو قِبا، فإنّ السبت الراحة، وبها يسمى السبت سبتاً.

وقوله "رحَّلوا العيس": يعني بالعيس الهمم، امتطتها القلوب من غير علم مني بذلك، ولا أدري "أَلِسهوٍ" كان مني، أو "نَبَا" طرفي عن إدراك ذلك من غير سهو.

شرح البيت السابع:

فأخذ يقول:

7

لَمْ يَكُنْ ذَاكَ، وَلَا هٰذَا، وَمَ

***

كَانَ إِلَّا وَلَهٌ قَدْ غَلَبَ

قال: ما سَهوت ولا نَبَا طرفي، وإنما شغلي بحبِّه حجبني عنه، كما حُكي عن مجنون بني عامر حين جاءته ليلى في حكاية طويلة، فقال لها: إليكِ عني فإنّ حبَّك شغلني عنك.

شرح البيتين الثامن والتاسع:

8

يَا هُمُوماً شَرَدَتْ وَافْتَرَقَتْ

***

خَلْفَهُمْ تَطْلُبُهُمْ أَيْدِي سَبَ

9

أَيُّ رِيحٍ نَسَمَتْ نَادَيْتُهَ

***

يَا شَمَالُ، يَا جَنُوبُ، يَا صَبَ

تفرُّق أهل سبأ معلوم وهو المذكور في القرآن، (كما يقول تعالى): ﴿وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ﴾ [سبأ: 19] يقول: همومي تفرقت كتفرق أهل سبأ على المقامات والحضرات بطلب هذه البغية المحبوبة التي فارقتهم، وما لم تجد فهي تسأل أيَّ ريحٍ هبَّت عليها، يريد عالم الأنفاس لتُنفِّسَ عنه بعض ما يجده من الكرب برائحةٍ تهدي بها إلى مشامّه من عُرف طيبهم الممسَّك.

شرح البيت العاشر:

فيقول لهذه الرياح:

10

هَلْ لَدَيْكُمْ خَبَرٌ مِمَّا نَبَ

***

قَدْ لَقِينَا مِنْ نَوَاهُمْ نَصَبَ

"النّصب": التعب، و"النَّوى": الفراق.

شرح البيتين الحادي عشر والثاني عشر:

فأخذ يقول: ما قالت له الريح إجابة له عن ندائه إياها وسؤاله:

11

أَسْنَدَتْ رِيحُ الصَّبَا أَخْبَارَهَ

***

عَنْ نَبَاتِ الشِّيحِ عَنْ زَهْرِ الرُّبَ

12

إِنَّ مَنْ أَمْرَضَهُ دَاءُ الْهَوَى

***

فَلْيُعَلَّلْ بِأَحَادِيثِ الصِّبَ

يقول: أسندت ريح التجلي حديثا عِطرياً، طيِّب النشر، تخبر فيه أنَّ من أمرضه الهوى فما له عِلالةٌ، إلاّ بالحديث فيه، وعنه، وبما يحدُث منه، كما قال (الشاعر):

أعد الحديث عليّ من جَنَباته

***

إنّ الحدِيث عَلى الحبيبِ حَبيبُ

شرح الأبيات من الثالث عشر إلى السادس عشر:

ثم قال:

13

ثُمَّ قَالَتْ: يَا شَمَالُ خَبِّرِي

***

مِثْلَ مَا خَبَّرْتُهُ أو أَعْجَبَ

14

ثُمَّ أَنْتِ يَا جَنُوبُ حَدِّثِي

***

مِثْلَ مَا حَدَّثْتُهُ أو أَعْذَبَ

15

قَالِتِ الشَّمْأَلُ عِنْدِي فَرَجٌ

***

شَارَكَتْ فِيهِ الشَّمَالُ الْأَزْيَبَ

16

كُلُّ سُوْءٍ فِي هَوَاهُمْ حَسُنَ

***

وَعَذَابٍ بِرِضَاهُمْ عَذُبَ

قالت الريح "الشرقية" لريح "الشمال" ولريح "الجنوب": أخبراه مثل م خبَّرته، وأعجبَ، وأعذبَ، عساه يجد راحة. ولم يجعل للريح الدَّبور هنا ذكراً، وذلك أنَّ المحبَّ لا يستدبر جهة محبوبه أبداً، أدباً وعشقاً، فما هو معه إلاّ على أحد ثلاثة أوجه: إما المناوحة،وهي التي كنّى بها بالصَّبا، وهي القبول أيضا، وإما الجنوب: وهي التي تأتي عن اليمين، وإما الشمال: وهي التي تأتي من جهة القلب. فالصَّبا تعطيه علم «خَلَقَ اللهُ آدَمَ على صُورَتِهِ» [كنز العمال: 1148، 15129]، والجنوب تفيده علم أصحاب اليمين، وهي القوة الإلهية المقرون معها السلام، والشمال تفيده عين المقربين، وهو المقام الذي بين النبوة والصديقية، ولا يناله إلا الأفراد خاصة،والخضر منهم، وقد شهد له القرآن بذلك (في قوله تعالى: ﴿فَوَجَدَا عَبْدًا مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّ عِلْمًا﴾ [الكهف: 65])، وهو مقام عزيز ما يعثر عليه كلُّ أحدٍ من أهل طريقتنا، وأم أبو حامد رحمه الله فأنكره لأنه لم يكن له فيه قدم ولا عرفه، فتخيل أنه من تخطَّى رقاب الصديقين من الأولياء، فقد وقع في النبوة وأساء الأدب، وليس الأمر كما زعم أبو حامد، فإنَّ هذا المقام الذي نبَّهنا عليه هو (مقام القُربة وهو) بين الصديقية والنبوة،وهو المقام الذي وقع التنبيه عليه في حق الصديق الأكبر بالسرِّ الذي وَقَرَ فِي صَدْرِهِ.

نطق عِلمُالمقربين في قلب العارف، فقال: عندي فرج يعرفه ريح الجنوب، وهي الأزيب، وهي لغة مكية،وبهذا الاسم تسميها أهل اليمن.

قيل: وما هو الفرج؟ قال: إنما يطرأ العذاب على المحبين مِن عدم الملاءمة لِما في أغراضهم، فإذا فني المحب عن غرضه وكان مع ما يريده منه  - وبه – محبوبه، صار كلُّ شيءٍ في هواه حسناً؛ لأنه غرضٌ لمحبوبه فيه وإرادته، كما قيل: "وكل م يفعل المحبوب محبوب"، وعَذُبَ العذاب منهم في رضاهم، وكان عنده أحلى من الشهد. وإذ كان الأمر بهذه المثابة، ويكون المحب صادقاً في هذا المقام، لم يشكو ما يجد، ول يجد حَزَنا ولا يشكو تَعباً، فإنّ إرادته عين إرادة محبوبه، فقد اتفق له جميع م يريده، ومن اتفق له مُراده فهو مسرور.

شرح البيتين السابع عشر والثامن عشر:

فلذا قال بعد ذلك:

17

فَإِلَى مَا وَعَلَى مَا وَلِماَ

***

تَشْتَكِي الْبَثَّ وَتَشْكُو الْوَصَبَ

ثم أخذ يقول في صورة وعدهم:

18

وَإِذَا مَا وَعَدُوكُمْ مَا تَرَى

***

بَرْقَهُ إِلَّا بَرِيقاً خُلَّبَ

يقول: إذا وقع الوعد منهم كان مثل برق الخلَّب، وهو البرق الذي ليس معه رعد ولا مطر، أي لا ينتج شيئاً، كالريح العقيم، وإنَّ وعدهم هنا إنما هو بمشهد ذاتي، ولهذا شبَّهه بالبرق، وجعله خلّبا لأنّ المشهد الذاتي لا ينتج شيئاً في قلب العبد، لأنه لا ينضبط، ولا يتحصَّل منه سوى شهوده عند خفقانه، فإنه يتعالى عن أن يحصره كونٌ أصلاً، بخلاف التجلي في الصورة في عالم التمثُّل، فإنّ ذلك الرائي بضبط صورةَ ما تجلى له ويُعبِّر عنها، كما ورد في الخبر من ذلك كثير فيما لا صورة له حسية.

شرح البيتين التاسع عشر والعشرين:

19

رَقَمَ الْغَيْمُ عَلَى رُدْنِ الْغَمَ

***

مِنْ سَنَا الْبَرْقِ طِرَازاً مُذْهَبَ

20

فَجَرَتْ أَدْمُعُهَا مِنْهَا عَلَى

***

صَحْنِ خَدَّيْهَا فَأَذْكَتْ لَهَبَ

قوله "رقم الغيم على ردن الغما": يريد المعنى الذي تضمنه قوله تعالى: ﴿هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاّ أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ اَلْغَمَامِ﴾ [البقرة: 210]، وكنّى بالغيم عن الغيب، وقد تبدل الباء ميماً، يقال (مثلاً): لازِم ولازِب، وجعله رَقْماً (من معنى: الطراز) لنفوره، فله الدلالة عليه سبحانه من وجهين، فكما يستدل عليه سبحانه في عالَم الشهادة، كذلك يستدل عليه في عالَم الغيب؛ كما ورد في الخبر: «إِنَّ المَلَأَ الأَعْلَى يَطْلُبُونَهُ كَمَا تَطْلُبُونَهُ أَنْتُمْ»فإنّ الطراز هو العلم الذي في الثوب، مشتق من العلامة، وجعله من "(سنا) البرق": يريد دلالة ذاتية، وجعله "مذهبا" لأنّ الذهب أشرف ما يُرقم به ويستعمل، وجعل الرقم على الردن، وهي الكم، محلَّ اليد التي تقع فيها البيعة الإلهية، وأوقع الدلالة في الثوب لكونه يظهر على صورة اللابس، وقد «وَسِعَهُ قَلْبُ الْعَبْدِ المُؤْمِنِ التَّقِيِّ الوَرِعِ» [انظر الحديث القدسي في شرح البيت السادس من القصيدة الثانية]، وقد قال: «كُنْتُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ» [البخاري: 6502]، فلهذا جعله موضع العلامة عليه.

فالمقصود أنه يريد إشهاداً ذاتياً خلف حجاب الكون، ليتحقق عبد إلهي، به محبوب، أنّ الله «خَلَقَ آدَمَ على صُورَتِهِ» [كنز العمال: 1148، 15129]، وفي رواية «عَلَى صُورَةِ الرَّحْمٰنِ» [كنز العمال: 1146، 1148، 1149].

وقوله: "فجرت أدمعها"، يعني ما أمطرته الغمامة من المعارف الشهودية في روضات القلوب الإلهية، "فأذكت لهبا"؛ أي أورثت في القلوب اصطلاما وهَيبة وعَظمة.

شرح البيت الحادي والعشرين:

ثم قال:

21

وَرْدَة نَابِتَة مِنْ أَدْمُعٍ

***

نَرْجِسٌ تُمْطِرُ غَيْثاً عَجَبَ

يقول: معارف الاصطلام تحرق ولا تُنبت، وهذه قد أنبتت! وشبَّهَ العيون بالنرجس. يقول: والرؤية تعطي علما، بقوله: "تمطر غيثا"، من أعجب الأشياء، لأنّ المرئيلا ينضبط هنا، ولا يحصل في النفوس منه علم تضبطه النفس عند الانفصال من حالة الرؤية، لأنّ المرئيلا يتقيد فلا ينضبط في العالم التقييدي، وكل ما سوى الحق فهو مقيد الذات، فإنه مرتبط وجوده بوجود خالقه، إذ لولاه لم يكن.

شرح البيت الثاني والعشرين:

ثم قال:

22

وَمَتَى رُمْتَ جَنَاهَا أَرْسَلَتْ

***

عِطْفَ صُدْغَيْهَا عَلَيْهَا عَقْرَبَ

يقول: متى رمت استفادة منها لتحصيل صفة تُشرف النفس بسببها، منعتك من ذلك صفة وجهية تحرقك سبحاتها، فلا تصل إلى ذلك أبداً.

شرح البيت الثالث والعشرين:

23

تُشْـرِقُ الشَّمْسُ إِذَا مَا ابْتَسَمَتْ،

***

رَبِّ مَا أَنْوَرَ ذَاكَ الْحَبَبَ

يقول: تَظهر العلوم القطبية التي عليها مدار علوم العالَم إذا كان من هذه الصفة مثل هذا القبول، الذي كنّى عنه بـ"التبسم" وشبَّه بريقَ أسنانها ببريق "الحَبَب" (وهو ما يظهر على سطح الماء).

شرح البيت الرابع والعشرين:

24

يَطْلَعُ اللَّيْلُ إِذَا مَا أَسْدَلَتْ

***

فَاحِماً جَثْلاً أَثِيثاً غَيْهَبَ

يقول: تظهر العلوم الغيبية من نفوس العارفين إذا ما أسدلت هذه الصفة الذاتية حُجُب الشعور بالأمور الخفية الدقيقة، لأنّ الإشعار بالشيء لا يقتضي تحقُّقَ العلم به.

شرح البيت الخامس والعشرين:

25

يَتَجَارَى النَّحْلُ مَهْمَا تَفَلَتَ

***

رَبِّ مَا أَعْذَبَ ذَاكَ الشَّنَبَ

يقول: ما تحقق هذا العارف في نفسه تحققا إلهيا إلى أن وصل إلى المقام الذي نبَّهَ عليه الشارع بـ«كُنْتُ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ» [البخاري: 6502]، حتىصار كلامه حقاً محضاً، ووحياً مطلقاً، والله يقول: ﴿وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى اَلنَّحْلِ﴾ [النحل: 68]. يقول: فالقلوب التي للمريدين في مقام هذا الحيوان، المعبَّر عنه بالنحل، إذا تكلم هذا العارف تلقَّت منه المعارف كتلقي النحل الوحي من عند الله، يقول: وهو وحي سرور وجمال وأنس، لأنه عذب الجنى، فأثمر الحلاوة.

شرح البيت السادس والعشرين:

26

وَإِذَا مَالَتْ أَرَتْنَا فَنَناً،

***

أو رَنَتْ سَالَتْ مِنَ الْلَّحْظِ ظُبَى

يقول: "وإذا مالت"، فميلها ميل الغصن المثمر لتدنوا قطوفها، إفادة إلهية، فهذا هو العطف الإلهي، لكن الغصن لا يميله سوى الرياح، وهي الهمم منا، فمتى م تعلقت همة العارف بأمر إلهي من جانب الحق أمالت ما تعلَّقت به إليه، فناله مقصوده.

شرح البيتين السابع والعشرين والثامن والعشرين:

27

كَمْ تُنَاغِي بِالنَّقَا مِنْ حَاجِرٍ

***

يَا سَلِيلَ الْعَرِبِيِّ الْعَرَبَ

28

أَنَا إِلَّا عَرَبيٌّ وَلِذَ

***

أَعْشَقُ البِيضَ وَأَهْوَى الْعُرُبَ

يقول: "كم تناغي" بالكثيب الأبيض - المعلوم عند القوم، الممنوع مقامه أن تكون لأحد فيه قدم - الحِسان، وهو للمشاهدة والبهت، فهلا أشغلت نفسك بالاستعداد لِما يعطيه مقام ذلك الكثيب عن أن يخطر لك في الحسانخاطر أصلا! فأجاب وقال: الحسانالتي أطلب هي من نتائج الأمر الأصلي الذي عنه صدرنا، وأنا عربي فأهوى من الحسان العُرُبا (والعَرُوبُ هي المرأَةُ المتحببة إلى زوجِها)، للمناسبة اللفظية والأصلية، فلا ينكر على من جرى على ما يعطيه أصله وحقيقته وحاله.

شرح البيت التاسع والعشرين:

ثم قال:

29

لَا أُبَالِي شَرَّقَ الْوَجْدُ بِنَ

***

حَيْثُ مَا كَانَتْ بِهِ، أو غَرَّبَ

يقول: لا أتقيد بالمقامات والمراتب، وإنما أتقيد بها، فحيث ما ظهرت لي كنت بحيث هي، لأنها مطلوبي، ثم إنها تلقى إليَّ بحسب ما تراه، لا بحسب ما أريد، فإنّ العلم لها، والأمر ليس لي، فلا أبالي حيث يسير بي وجدي.

شرح البيت الثلاثين:

30

كُلَّمَا قُلْتُ: أَلَا، قَالُوا: أَمَ

***

وَإِذَا مَا قُلْتُ: هَلْ؟ قَالُوا: أَبَى

الضمير في "قالوا" يعود على الوسائط والحجَّاب، يقول: كلما قلت (لهؤلاء الحجّاب) "ألا" ينظرون في أمري عندها، عسى أحظى منها بما حظي من اعتُني به من الواجدين مثلي! يقولون: "أما" تنظر إلى وجوهنا كيف هي مصروفةٌ إليك، محجوبةٌ عنها، وإن كنَّا أسبابا قد وُضعنا لنيل المقاصد، لكنه ما لنا عناية تقتضي ما أشرت به إلينا، فإنّ الأسباب ما وُضعت أسباباً لشرفها على الآخذين الأمور عندها، وإنما وضعت اختباراً وبلاءً وتمحيصاً لكم، فإن وقفتم معها لم تُعطوا شيئاً إلا بوجودها، وتُتركون في الحجاب، فإن تجاوزتم عنَّا إلى من نَصَبَنا فقد فزتم بالمطلوب.

وقوله: "وإذا ما قلت: هل" من وصل للمطلوب واتصال، فيقولون: قد "أبا" أن يصل إليه من يطلبه بنا، لكن مَن طلبه به وصل إليه، كما يقول العارف: "عرفت الله بالله"، حين يقول المتكلم: "عرفت الله بمخلوقاته"، فجعل دليلا عليه من ليس بينه وبينه مناسبة، فمن عرف الله بالله فقد عرفه، ومن عرف الله بالكون فقد عرف ما أعطاه ذلك الكون لا غير.

شرح البيتين الحادي والثلاثين والثاني والثلاثين:

ثم قال:

31

وَمَتَى مَا أَنْجَدُوا أو أَتْهَمُو

***

أَقْطَعُ الْبِيدَ أَحُثُّ الطَّلَبَ

32

سَامِرِيُّ الْوَقْتِ قَلْبِي، كُلَّمَ

***

أَبْصَـرَ الْآثَارَ يَبْغِي المُذْهَبَ

يقول: إذا سلك قلبي، وهو في مقام المعرفة، بالأرواح العلوية، وأبصر المعارف التي تحملها حقائق الأرواح العلوية، وأراد الإفادة منها، وعلم أنها ما تط مكانا إلا حَيِي ذلك المكان لوطأتها، لأنها أرواح مجردة، فحيث ما ظهرت كستالحياة مَن ظهرت فيه. يقول: أتبعتها أنجدت (أي ذهبت شرقاً باتجاه نجد) أو أتهمت (أي ذهبت غراباً باتجاه تهامة)، فقوله: "أنجدت" إذا ظهرت في الأجساد الممثلة في عالم التمثيل، كصورة جبريل في صورة دحية [مسلم: 167]. وقوله: "أتهمت" مثل أرواح الأنبياء، يقول: ظهرت في الأجسام الترابية، لا الجسدية البرزخية، ففي أي باب ظهرت وعرفتها أقفو أثرها لآخذ منه، فأفعل به ما فعل السامريّ لَمَّا قبض من أثر جبريل، فيكون عندي همة أحييها، وأحيي بها من وقعت له به عناية واعتدلت نشأته واستوت خلقته، أعني في التربية والسلوك، وتهيأمحله لقبول فيضان الروح، نفخت فيه مما حصل لي من ذلك الأثر، فحييبه فكان تحت حيطتي.

وهذا باب من أبواب من أُعطي التصريف فتركه، أو ظهر به إن شاء، وتركه أعلىتسليماً وأدبا، كما قيل لأبي السعود: "هل أعطيت التصرُّفَ؟" قال: "نعم، وتركناه تظرُّفا". يريد لم يكن غرضنا المزاحمة، بل للّه الأمر من قبل ومن بعد، وشُغلي بعبوديتي أولى بي من ظهوري بخلعته، هي لمن تجب له لا لي. فمن وقف مع الأصول كان أكمل في المعرفة ممن حجبتههذه الخلع الإلهية، كما قال أبو يزيد: "ليس بي يتمسَّحون، وإنما يتمسَّحون بحِلية حلَّانِيها ربِّي، فكيف أمنعهم ذلك وذلك لغيري". ومن نظر الخلعة التي كساها الحق للحجر الأسود، وعرف الحجر عرف ما أشرنا إليه، وذلك كان مقام أبي يزيد وشيخنا أبي مدين رحمهما الله تعالى.

شرح البيتين الثالث والثلاثين والرابع والثلاثين:

ثم قال:

33

وَإِذَا هُمْ شَرَّقُوا أو غَرَّبُو

***

كَانَ ذُو الْقَرْنَيْنِ يَقْفُو السَّبَبَ

34

كَمْ دَعَوْنَا لِوِصَالٍ رَغَبَ

***

كَمْ دَعَوْنَا مِنْ فِرَاقٍ رَهَبَ

يقول: هذه الأرواح التي ذكرنا إذا كانوا في مقام حمل الأنوار والأسرار التي كنّى عنها بالمشرق والمغرب، كان قلبي مثل ذي القرنين، أي مالِك الصفتين؛ أقفو الأسباب التي توصلني إلى نيل ما عندهم به.

وقوله: "كم دعونا"، يقول: وكم سألنا التمكن من الأحوال حتى نحكمها، فل نخاف فرقة ولا نعدموصلة.

شرح الأبيات من الخامس والثلاثين إلى السابع والثلاثين:

35

يَا بَنِي الزَّوْرَاءِ هٰذَا قَمَرٌ

***

عِنْدَكُمْ لَاحَ، وَعِنْدِي غَرَبَ

36

حَرَبِي، وَاللهِ مِنْهُ حَرَبِي،

***

كَمْ أُنَادِي خَلْفَهُ: وَا حَرَبَ

37

لَهْفَ نَفْسِـي، لَهْفَ نَفْسِـي لِفَتىً

***

كُلَّمَا غَنَّى حَمَامٌ غَيَّبَ

يقول مخاطباً أصحاب الميل، الكائنين في حضرة القطب، الداخلين تحت دائرته: "هذا قمر"، يشير إلى تجلي ذاتي في هذا المقام. يقول: "عندكم لاح" بوجود الإمام القطب، "وعندي غربا"، أي ذلك المعنى الذي ظهر لكم في الإمام هو باطني وسرّي، فجعل نفسه من الأفراد،وكنّى بالزوراء، وهي بغداد، لكونها مسكن الإمام الظاهر، صاحب الزمان، في عالم الشهادة؛ ليعرف السامع ما أراده هذا القائل.

وقوله: "حَرَبي، واللهِ منه حَربي"، مما يقاسي من سطواته.

وقوله: "خلفه"، مع كونه عنده، يشير إلى عدم الإحاطة، وأنه معه في باب المزيد، كما قال تعالى: ﴿وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً﴾ [طه: 114].

وقوله: "لهف نفسي"، البيت بكماله، يقول: وا حربي لمن مقامه من الفتيان، كلما سمع من الأرواح البرزخية ما تحمله من الوحي الذي نالته في غشيانها عند الصلصلة، التي هي كسلسلة على صفوان (وهو الصخر الأملس)، إشارة إجمالية، يغيب هذ القلب كما غابت، تلك الأرواح عند ذلك السماع، ولهذا قال عليه السلام: «(أحيان يأتيني - يعني الوحي - في مثل صلصلة الجرس) وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ» [كنز العمال: 32151]، وكان يفنى عن نفسه، أعني عن حِسِّه، ويُسجَّى إلى أن يُسرَّى عنه وقد وعى ما جاء به، وللوارث حظٌّ من ذلك.



 

 

البحث في نص الكتاب


بعض كتب الشيخ الأكبر

[كتاب الجلالة وهو اسم الله] [التجليات الإلهية وشرحها: كشف الغايات] [ترجمان الأشواق وشرحه: الذخائر والأعلاق] [مواقع النجوم ومطالع أهلة الأسرار والعلوم] [التدبيرات الإلهية في إصلاح المملكة الإنسانية] [عنقاء مغرب في معرفة ختم الأولياء وشمس المغرب] [كتاب كلام العبادلة] [كتاب إنشاء الدوائر والجداول] [كتاب كنه ما لابد للمريد منه] [الإسرا إلى المقام الأسرى] [كتاب عقلة المستوفز] [كتاب اصطلاح الصوفية] [تاج التراجم في إشارات العلم ولطائف الفهم] [كتاب تاج الرسائل ومنهاج الوسائل] [الوصية إلى العلوم الذوقية والمعارف الكشفية ] [إشارات في تفسير القرآن الكريم] [الفتوحات المكية] [فصوص الحكم] [رسالة روح القدس في مناصحة النفس] [كتاب الأزل - ثمانية وثلاثين] [أسرار أبواب الفتوحات] [رسالة فهرست المصنفات] [الإجازة إلى الملك المظفر] [محاضرة الأبرار ومسامرة الأخيار] [رسالة الأنوار فيما يمنح صاحب الخلوة من الأسرار] [حلية الأبدال وما يظهر عنها من المعارف والأحوال] [كتاب الألف وهو كتاب الأحدية] [كتاب العظمة] [كتاب الباء] [كتاب الياء وهو كتاب الهو] [كتاب الحروف الدورية: الميم والواو والنون] [رسالة إلى الشيخ فخر الدين الرازي] [الإسفار عن نتائج الأسفار] [كتاب الشاهد] [الحكم الحاتمية] [الفناء في المشاهدة] [القسم الإلهي] [أيام الشأن] [كتاب القربة] [منزل القطب ومقاله وحاله] [منزل المنازل الفهوانية] [المدخل إلى المقصد الأسمى في الإشارات] [الجلال والجمال] [ما لذة العيش إلا صحبة الفقرا] [رسالة المضادة بين الظاهر والباطن] [رسالة الانتصار] [سؤال اسمعيل بن سودكين] [كتاب المسائل] [كتاب الإعلام بإشارات أهل الإلهام]

شروحات ومختصرات لكتاب الفتوحات المكية:

[اليواقيت والجواهر، للشعراني] [الكبريت الأحمر، للشعراني] [أنفس الواردات، لعبد اللّه البسنوي] [شرح مشكلات الفتوحات، لعبد الكريم الجيلي] [المواقف للأمير عبد القادر الجزائري] [المعجم الصوفي - الحكمة في حدود الكلمة]

شروح وتعليقات على كتاب فصوص الحكم:

[متن فصوص الحكم] [نقش فصوص الحكم] [كتاب الفكوك في اسرار مستندات حكم الفصوص] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح فصوص الحكم] [كتاب شرح فصوص الحكم] [كتاب جواهر النصوص في حل كلمات الفصوص] [شرح الكتاب فصوص الحكم] [كتاب مطلع خصوص الكلم في معاني فصوص الحكم] [كتاب خصوص النعم فى شرح فصوص الحكم] [شرح على متن فصوص الحكم] [شرح ا فصوص الحكم للشيخ الأكبر ابن العربي] [كتاب نقد النصوص فى شرح نقش الفصوص] [تعليقات على فصوص الحكم] [شرح كلمات فصوص الحكم] [المفاتيح الوجودية والقرآنیة لفصوص حكم]

بعض الكتب الأخرى:

[كتاب الشمائل المحمدية للإمام أبي عيسى الترمذي] [الرسالة القشيرية] [قواعد التصوف] [كتاب شمس المغرب]

بعض الكتب الأخرى التي لم يتم تنسيقها:

[الكتب] [النصوص] [الإسفار عن رسالة الأنوار] [السبجة السوداء] [تنبيه الغبي] [تنبيهات] [الإنسان الكامل] [تهذيب الأخلاق] [نفائس العرفان] [الخلوة المطلقة] [التوجه الأتم] [الموعظة الحسنة] [شجرة الكون]



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!