موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي
موقع الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

البحث داخل الكتاب

عرض الصفحة 38 - -

 

كتاب فصوص الحكمللشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي

التنسيق موافق لطبعة ....

 

 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  
 

- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 38


تظهر فيه الذات الإلهية متعينة بجميع صفاتها. وهذا هو المعنى الجديد الذي أعطاه ابن عربي لقولهم: «خلق الله آدم على صورته».

والإنسان الكامل من الحق بمثابة إنسان العين من العين. فكما أن إنسان العين هو ما به تبصر العين، كذلك الإنسان هو المجلي الذي يبصر الحق به نفسه- إذ هو مرآته- وهو العقل الذي يدرك به كمال صفاته، أو هو الوجود الذي ينكشف به سر الحق إليه. وهو علة الخلق والغاية القصوى من الوجود، لأنه بوجوده تحققت الإرادة الإلهية بإيجاد مخلوق يعرف الله حق معرفته ويظهر كمالاته.

ولو لا الإنسان لما تحققت هذه الإرادة ولما عرف الحق. وهو الحافظ للعالم والمبقي على نظامه. (الفص الآدمي). بل هو الذي يعنيه عند ما يبالغ في تكريم الإنسان وتعظيم قدره، لأن النشأة الانسانية بكمالها الروحي والنفسي والجسمي صورة الله التي لا ينبغي أن يتولى حل نظامها سواه، ولأن في حلها حلًا لنظام الكون وضياعاً للغاية المقصودة من وجوده. (الفص اليونسي).

هذا، وليست نظرية ابن عربي في الإنسان الكامل وما تفرع عنها من بحوث فلسفية دقيقة، إلا جزءاً من نظرية أخرى له أوسع وأشمل، وهي نظريته في الكلمة الإلهية «1»، فإنه عالج في هذه النظرية ثلاث مسائل هامة تحوم كلها حول موضوع واحد يسميه في كل حالة باسم خاص. المسألة الأولى «الكلمة» من الناحية الميتافيزيقية، وهذه يسميها حقيقة الحقائق، وهي مرادفة للعقل الإلهي أو العلم الإلهي.

ولما كان الحق لا يعقل شيئاً مغايراً لذاته، وعقله ذاته عقل لجميع الأشياء، كانت‏


(1) راجع مقالي في نظريات الإسلاميين في «الكلمة». مجلة كلية الآداب جامعة فؤاد الأول:

المجلد الثاني: العدد الأول ص 33- 75.


- كتاب فصوص الحكم - الصفحة 38


 
  االصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!